زاد الاردن الاخباري -
بعد عدة ليال من عنف الشوارع، احتشد المتظاهرون في العاصمة التونسية الثلاثاء، ورددوا نفس الهتاف الذي كان يرن في الآفاق قبل عقد من الزمان، "الشعب يريد إسقاط النظام"، في ثورة جلبت الديمقراطية للبلاد.
اندلعت المظاهرات التي خرجت نهارا بتونس وبعض المدن الأخرى للمطالبة بالعمل والكرامة وبالإفراج عن المعتقلين، في أعقاب اشتباكات على مدى ليال بين قوات الأمن والشبان، وفي وقت تزيد فيه قيود كوفيد-19 المعاناة الاقتصادية الأوسع.
قال متظاهر عاطل يدعى ماهر عبيد "أصبحت لدينا قناعة بأن المنظومة بالكامل يجب أن ترحل.. سنعود للشوارع وسننتزع حقوقنا وكرامتنا التي أهدرها نخبة من الفاسدين وثورتنا التي سرقوها (منا)".
وقبل قليل من الذكرى العاشرة للثورة في الأسبوع الماضي، أمرت حكومة رئيس الوزراء هشام المشيشي بفرض العزل العام لمدة أربعة أيام، وتشديد إجراءات حظر التجول ومنع الاحتجاجات.
لكن الشبان في المدن بجميع أنحاء البلاد ألقوا الحجارة والعبوات الحارقة وأحرقوا إطارات السيارات ونهبوا المتاجر فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات واعتقلت المئات.
تجمع حوالي 250 محتجا في شارع بورقيبة بوسط تونس يوم الثلاثاء، فيما خرجت مظاهرات أخرى في بلدات قريبة من سيدي بوزيد، التي انطلقت منها شرارة الثورة في 2011. كانت الإطاحة بالرئيس التونسي الذي حكم البلاد لسنوات طويلة مصدر إلهام لانتفاضات مماثلة في أنحاء المنطقة فيما أُطلق عليه "الربيع العربي".
وهتف المتظاهرون في المسيرات "الشعب يريد إسقاط النظام"، ورددوا أيضا هتافات للمطالبة بالوظائف. كانت تونس تعاني اقتصاديا حتى قبل أزمة كوفيد-19 في ظل ارتفاع معدلات البطالة وتردي الخدمات الحكومية.
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أعرب الاتحاد العام التونسي للشغل، ومنظمات حقوقية أخرى، عن دعمه للاحتجاجات السلمية ضد "سياسات التهميش والإفقار والتجويع"، متهما الدولة بتبدد آمال الثورة.