هاشم برجاق،،،يحضر حفل زواج أسطوري
الأمير ويليام والأميرة كيت
يا محاسن الصدف حدث في مثل هذا اليوم التاريخي وقبل ثمانية عشرة عام زواجي الأسطوري ولكن بطريقة مختلفة بعض الشيء من حيث الزمان والمكان والحضور ولكنه كان أنجح زواج بالتاريخ.
كم أنا مسرور لأشاهد اليوم التلفاز وأرى هذا الأمير الوسيم صاحب الخلق الرفيع يرتبط بأميرة تشابه زهرة الياسمين الدمشقية
ومن خلال مشاهدة هذا الحدث وهذا الزواج الأسطوري وكم كان الحضور ومن هم الشخصيات المدعوة شاهدت نفسي بالقرب من الأمير ويليام والأميرة كيت،،،بدأت أستذكر كم كانت تكاليف زواجي الأسطوري مع هذا الزواج البسيط الخالي من المناسف ومن الزفة المصرية والكيك شو فكان زواجه يكاد يكون بسيط للغاية وبدون تكاليف حتى بدلات الزفاف وكأنها مستأجرة وأراهن بأنه لا يمتلك النقود ولا يوجد عندهم نقوط من أصله مسكين هذا الأمير أشفقت عليه والله،،،كيف ،،،تعالوا معي.لنشاهد الفرق بين زواجي الأسطوري وزواجه التقليدي.
في شهر النكسات أيلول الأسود والكل يذكر ماذا حصل ليس البرجين بالمناسبة فقد نويت توديع العزوبية لأتزوج الرابط الأقدس بين إنسانين بعد فقدان الأمل مني من قبل أهلي فكان لزواجي الأنقى والأتقى حدث رائع فكانت فرحة عارمة ومن شدة فرح الجيران والفتيات الحي خاصة بدئوا بقذف قواوير الزريعة على رأسي من شدة الفرح لخلاصهم من ذلك الشاب العابث والجالس دوما على قارعة الطريق ليحاكي هذه ويغازل تلك.شاهدت كفاكير الطبخ والملاعق تتطاير للحظات.
فكان المال الذي معي لا يكفي لعمل مقلوبة على زهرة لأذهب لخطبة الفتاة التي وافقت على منحي قلبها المسكينة وبدأت أستلف من هنا ومن هناك لغاية تسعة شهور مضنية ودخلت لعالم الأقساط المملة وأخذت قرضاً طويل الأجل وتبرعت لي أختي بطقم الضيوف وأخي من طرش لي ذلك الكوخ الحجري ورسمه لوحة تجريدية تختلط به الألوان وفزت بشراء غرفة نوم ايطالية بمبلغ 600 دينار وكأنها مسروقة من شدة جمالها وأكتمل ذلك الكوخ وكان ينقصني بعض الأشياء الصغيرة وحدث أن جاءت لي زيادة بأثر رجعي مدة خمسة أشهر فتوفر معي مبلغ خمسمائة وخمسة وثلاثون ديناراً طبعاً عملت على طباعة دعوات الفرح الأسطوري واستأجرنا تكسي أنا وأخي لإتمام المهمة المستحيلة فكنت أسمع من البعض شو بدك بالمصيبة شوف حالنا شو صاير فيه والبعض(أنت بحد ذاتك مشكلة لا تجيب مشكلة ثانية وتخلف مشاكل صغيرة) وأنا كنت أعي ماذا يقصدون ولم أنتبه لكل هذا وبإصرار شديد أخذت إجازة من عملي مدة عشرة أيام بالموت وحصل ما حصل ولم يكن عندي سوى خبز ومرتديلا وهذه حقيقة والله على ما أقول شهيد وليست مزحة كعادتي،،،فكنت لا أملك سوى نصف دينار ورقية قبل ذهابي للقاعة الملوكية بالعبدلي حيث وعدني المسئول هناك صاحب الجنسية المصرية هو وزوجته بأنه ،،، (حيصورلي فيلم ما حصلش) وفعلا وفى بوعده فكان التصوير فقط للسقف وللقاعة ولكاسات العصير والكيك الخ الخ
وكم كنت سعيدا وقتها مع أني منت أرتدي بدلة ليست هي المناسبة لمثل هذا اليوم ولا القميص وكان وزني 48 كغم وأشكر الله بأنه لم يطلب مني أحد لأخلع الجاكيت حتى لا يشاهدوا ذلك الحزام الذي حزمته لآخر نقطة فيه فكان منظري وشعري أيام ما كان عندي شعر يتطاير من المروحة التي ثبتوها فوق رأسي وحدث وانتهى هذا الحفل الأسطوري الذي لم يحضر والدي إليه لسوء حالته الصحية آن ذاك والأهم من كل هذا بأن الأهل والأحباب جميعاً قد حضروا ولم يتبقى طفل بالفرشة ولا رضيع إلا وحضر الكل بحبونا ما شاء الله عليهم وامتلأت جيوبي من النقوط وأصبحت أفكر ماذا سأشتري من نواقص المنزل وماذا سأحضر من طعام (عريس يا عمي ) وهذه الأثناء هممت بالخروج من تلك القاعة محملاً بوكيه من الورد الأحمر كتب عليه بالرفاهة والبنين والجميع كان واقفاً مودعاً مع إطلاق العبارات(كون أسد ها،،،بيّض وجهنا،،،خليك سبع مثل عمك)وما أن انطلقت سيارة العرس التي تبّرع بها صديق لتلك الغاية حتى غفوت بأني مع مليك الجان يحملني على بساطه السحري إلى الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس حتى وصلت هناك ممسكا بيد العرسان الأمير ويليام والأميرة كيت وقلت لهما بتلك الساعة لا يهم من يحضر هذا الزفاف الأسطوري بل المهم أن يدوم سواء بقلة الحال أو العكس وكنت غير مكترثاً لبدلات العروسين كم هي جميلة وأنيقة وتذكرت حينها بدلتي الكحلية اللي مغمسة بالمنسف لغاية هذه اللحظة ولم أكترث إلى لون السجاد الأحمر ولا للبوفيه المفتوح ولا لقضاء شهر العسل اللي قضيته من الفرشة للورشة طبعاً (علينا وعلى عيشتنا)
كل المعلومات التي أوردتها عن نفسي كانت حقيقة والله والذي حدث كان رائع مهما كانت حالتي صعبة.
ألف مبروك للعروسين الأمير ويليام والأميرة الحسناء كيت وأتمنى أن يقضوا شهر العسل بربوع الأردن حتى يكتمل الحلم.
وفي هذه اللحظة أيقظتني زوجتي لتقول لي اصحي من النوم الجابي بدوا يقطع الكهرباء مترتب علينا مبلغ ثمانية وثلاثون دينار وواحد وأربعين قرشاً وجيب معك صحن حمص وفول بدهم يفطروا الأولاد.
الفقر ليس عيباً ولكن ،،،،،،،الله يقطع الفقر ما ألعنه.
رئيس رابطة الأزواج السعداء
هاشم برجاق
الموقع الرسمي للكاتب
www.hashem.jordanforum.net