طار وزير الصحة...وترك الأطباء
سليم ابو محفوظ
الأطباء مثلهم مثل غيرهم من موظفي الدولة ،لهم الحق في الاحتجاج الذي يكفل الوصول بهم لما يتحقق من مطالب، قد تكون منطقية لأن وضع الأطباء مقارنة مع المهن الأخرى، وخاصة الجدد منهم ، فالطبيب مهنة إنسانية أولا ً وقبل كل شيء والوطن بحاجة لجهود أبنائه من الأطباء .
وقد طالب الأطباء قبل أسابيع بعد أن تعرض عدد منهم لأعتد آت تكررت أكثر من مرة في الزرقاء وغيرها من المدن على بعض الأطباء وهم على رأس عملهم واثناء قيامهم بالعمل الوظيفي والواجب الإنساني المطلوب من كل فرد منهم فقد طالبوا تعديل رواتبهم كموظفين دولة ينطبق عليهم ما ينطبق على المجموع ولكن الحكومة تجاهلت مطالبهم وطلباتهم وبطريقة حرق أعصاب .
وزادها وزير الصحة بالبله طين فأوحل الحكومة في مستنقع قد يحرجها ويطير رئيسها معروف وكذلك الحسبان الذي أعطى صفة الاستعجال بتقديم الاستقالة لحكومة لا تعتبر الأطباء الذين قدموا استقالاتهم بشر، مصنفي سوبر مواطنين لأن مهنتهم أرقى مهنة في العالم ، ما عدا عندنا الطبيب والحبيب نفس التعامل، لدى
وزير الصحة الذي لا يراعي ظروف زملائه الأطبا ء .
الذي تركهم يقدموا الاستقالات الجماعية، وقد أستقل الطائر الميمون قاصدا ً روسيا بلد المافيات بعد أمريك، ولكنها عاثت فسادا ً في الأرض ، وطغت وهي التي أذلت الشعوب بحكامها، وهي التي تقف خلف الحراكات الشعبية في الدول العربية جميعها، وهي التي تساند من تريد أن تسانده، وتبتعد عن الذي لا ترغب به كزعيم نفذ عطائه، وقل وفائه لها ولسياستها، فهي الآمر الناهي في زمن الطرف الواحد لتسيير سياسة العالم ماسو نيا ً وصهيونيا ً.
لماذا وزير الصحة ترك البلاد بلا أطباء ولا صحة، وغادرها غير مبالي بأحد من المستقيلين، الذين يطالبوا بجزء من الحقوق المنقوصة والمهضومة، من قبل الحكومة التي قل شاكروها، وذل مطالبوها ،وفقد حامدوها غير الفئة المنتفعة من سياساتها وناهبة خيراتها.
الأطباء يا معالي الوزير المغادر، في وقت لا يحق لك أن تغادر مهما كان السبب وأن فقد العجب ،لأن الأمر ليس بالهين جراء تقديم الأطباء استقالاتهم ، كوسيلة ضغط على الحكومة،بعد تهربها من الوعود التي طمنت بها الأطباء سابقا .ً
وكعادتها الحكومة تحاول فرض سياسة مغلوطة، بأنها لا تخضع لسياسة لي الأذرع وهذه مقولة المفلس، الذي لا يريد الإصلاح ، وإنصاف الناس بفئاتهم المختلفة ومهنهم المتعددة ومنهم الأطباء المستقيلون ، الذين لا يروق لهم ترك مرضاهم بدون رعاية وعناية ،من قبلهم وقبل وزيرهم الذي قصد بالسفر عدم الاهتمام بقضيتهم الوطنية .
وهي وجع كل المواطنين الأردنيين ، الذين أوقفوا الحراكات والحركات إكراما ًللوطن وقائد الوطن ، وحامي لواء أمنه جلالة الملك عبد الله بن الحسين حفظه الله يعتبرالامن عند كل أردني مقدس، ولم نسمح لأحد أن يمس أمننا ولو تلميحا ً ،لأن الأمن رأس مال الأردن وقوته بين الدول، التي تنظر للأردن نظرة الموجه الصادق والراعي الأمين، لكل من يطلب العون كيف لا ويكون الأمر يخص أبناء الوطن الشرفاء والمخلصين .
ومطالبة الأطباء بتحسين أوضاعهم يعتبر من الأمن الاجتماعي لكل فرد من أفراد المجتمع الأردني ، الطيبين أهله والمخلصين مواطنيه ، لقيادته الحليمة والحكيمة التي تسبق الشعب بالتفكير، وتسبق الحكومة بالتدبير .
وها هو جلالته جاد في الإصلاح ، وما تشكيل لجنة إعادة النظر في الدستور، ما هي إلا خطوة أكيدة وجادة نحو الاستمرار، في توفير الراحة للجميع في العيش الكريم لمواطن كريم يعيش في أردن ، تقوده قيادة كريمة بفيض كرمها على شعبها الكريم ، عزيز النفس التي أهانها وزير الصحة المبجل، الذي لا يتصرف بتصرفه إلا المتعالين على الناس ، والناكري لمجهودهم وجهدهم.
فجهد الأطباء كبير، وعطائهم أكبر لأن عملهم جليل ومهنتهم إنسانية ،لا يفوقها مهن ولا يعلوها وهن، وحقوقهم يجب أن يحصلوا عليها كباقي مكونات الشعب الأردني، الذي ينظر بعين يملؤها بصيص الأنوار والنور، الذي يضيء الطريق نحو أردن المجد والوفاء بالعهد، لقيادته الهاشمية المخلصة للأمة العربية والإسلامية ،التي تواجه إستهدافات حاقدة من المكونات الدولية وهيئاتها المتعددة.