زاد الاردن الاخباري -
شهد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال العقدين الماضيين تطورات متسارعة، وكان دخول شريك استراتيجي للاستثمار في شركة الاتصالات الأردنية عام 2000 الخطوة الأولى لتلك التطورات، الأمر الذي فتح الباب واسعاً لدخول استثمارات جديدة لقطاع الاتصالات مع تنوع الخدمات.
وتراجعت الاسعار بشكل واضح، وشهد القطاع تنافسا على رضا الزبائن، الأمر الذي ساهم في توسع السوق بفترة قياسية مع مواكبة كل جديد في هذا القطاع الممكّن لجميع القطاعات الرسمية والخاصة في أي دولة.
وقال رئيس مجلس ادارة مجموعة الاتصالات الأردنية /أورانج الأردن، الدكتور شبيب عماري، إن القطاع حقق قفزات نوعية على مختلف الصُعد، وكان التطور الملموس الذي حققته الشركة في أدائها عاملاً رئيسياً في خلق بيئة مواتية للاستثمار في المجالات التي يوفرها القطاع. مبينا ان الشركة ضخت 5ر1 مليار دينار على مدى عشرين عاماً لتطوير شبكاتها.
وبين أن عدة مرتكزات رئيسية أثبتت أهمية تلك الفترة للقطاع بشكل عام وللشركة بشكل خاص والتي ساهمت بتغيير المشهد بأكمله، فمؤشر أعمال القطاع يتجه نحو الأعلى، محققاً معدلات نمو انعكست على الاقتصاد الوطني وأصبح ركيزة لجميع مجالات الحياة والأعمال في الأردن، نضاهي بتطوره الأسواق العالمية وذلك في تصريح له لوكالة بترا.
واكد عماري ان دخول مستثمر عالمي للشركة كان حدثاً مفصلياً للقطاع، حيث تم فتح السوق لاستثمارات جديدة فيه، وإتاحة الفرصة لدخول شركات كبرى تقدم خدمات الاتصالات، والذي جاء تماشياً مع التطورات التكنولوجية العالمية وضرورة جسر الفجوة الرقمية مع العالم المتقدم ونشر ثقافة الإنترنت، ووفر فرص عمل جديدة للشباب، وساهم بتوفير خدمات نوعية للمواطنين تناسب تطور حاجاتهم وتلبي رغباتهم، وجعل الأردن في طليعة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث توافر الخدمات بأسعار منافسة، كما اسهم الشريك الاستراتيجي في تدعيم توطين التكنولوجيا الحديثة. وعن مساهمة الاستثمار الاجنبي في الشركة بدعم خزينة الدولة، قال عماري انه على صعيد قيمة سهم الشركة، فقد تم بيع جزء من اسهم الشركة على مرحلتين، كانت العملية عادلة وتم التقييم وفق أعلى المعايير العالمية، حيث بلغ سعر سهم الشركة في المرحلة الأولى 6ر3 دينار/سهم، وفي المرحلة الثانية 6ر4 دينار/سهم، واستحوذ الشريك الاستراتيجي أورانج العالمية، "فرانس تيلكوم" سابقاً،على 51 بالمئة من أسهم الشركة، ما يعني رفد خزينة الدولة بمبالغ كبيرة كقيمة للصفقة.
وتابع عماري، أما على صعيد الاستثمار فقد شجع هذا الامر إلى طرح أسهم الشركة في بورصة عمان وإتاحة الفرصة للأردنيين للتملك فيها، حيث تشكل نسبة ملكيتهم في الشركة حوالي 40 بالمئة منها9ر28 بالمئة أسهم مملوكة لمؤسسة الضمان الاجتماعي والباقي عبر عمليات شراء تمت لصالح أفراد من خلال البورصة.
وبين ان قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يعد أحد أهم روافع الاقتصاد الوطني، إذ يشكل مع قطاع النقل ما نسبته 12 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، كما أنه أحد الروافد الرئيسية لخزينة الدولة بمعدل سنوي يصل إلى (300- 350) مليون دينار.
وعن كيفية جعل الاستثمار الاجنبي من الشركة قيمة مضافة للقطاع وللاقتصاد الأردني، قال عماري انه منذ دخول أورانج العالمية للاستثمار في الاتصالات الأردنية بدأ التغيير الحقيقي في قطاع الاتصالات المحلي، حيث تعهدت الشركة حينها بتنفيذ رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني المتمثلة بنشر ثقافة الإنترنت لتصبح مفهوماً معمولاً به في القطاعين العام والخاص والمجتمع ككل، وأكدت هذا الالتزام عند إتمامها للمرحلة الثانية لتخاصية الشركة لتحمل على عاتقها دوراً هاماً في رقمنة الاقتصاد الوطني.
وبين ان أورانج الأردن تمكنت من تنفيذ التزاماتها تجاه الوطن، وهي الممكّن الرقمي للعديد من القطاعات، في خطوة تمهد للوصول لاقتصاد رقمي، وقد عملنا لتحقيق الرؤية الملكية، لنصبح الأوائل في تجذير المعرفة الرقمية محلياً الأمر الذي مكننا من ريادة القطاع المحلي.
واشار الى ان دخول الشريك الاستراتيجي لعب دوراً فاعلاً في تجسير الفجوة بين الأردن والدول المتقدمة، وواكبنا هذه الدول من حيث جودة الخدمات وتنوع الاستخدامات التكنولوجية والتطوير المستمر، كما كان نجاح هذا الاستثمار حافزا هاما لدخول استثمارات اجنبية في قطاعات اقتصادية مختلفة، وخلق شراكات عالمية مع شركات محلية متعددة.
واستعرض عماري المحطات التي جعلت من أورانج الأردن علامة فارقة في القطاع حيث برهنت الشركة نجاح خططها الاستثمارية التي وضعتها بدقة وتقوم بتحديثها حسب متطلبات المرحلة، وقد ضخت 5ر1 مليار دينار لتطوير شبكاتها، لتصل خدمات الصوت ونقل المعلومات إلى جميع أنحاء المملكة، ولتكون شريكاً في عملية التنمية من خلال تسهيل حياة الأردنيين وتمكينهم من العلم والمعرفة في هذا العالم الغني بالفرص.
واشار الى ان انفراد أورانج الأردن وكونها السبّاقة في تقديم الخدمات مثل (اي دي اس ال) مهّد الطريق لتعزيز وجود الإنترنت في المملكة، ولا زلنا في الصدارة في هذه التقنية، مشيرا الى ان استحواذ الاتصالات الأردنية على جلوبال ون عزز التغطية في المملكة وجعل انتشار ثقافة الإنترنت أكثر سرعة، حيث حظي الإنترنت بنصيب وافر من اهتمام الشركة لضرورته في حياة المستخدمين، وتم توفيره بأسعار منافسة. واضاف ان أبرز محطات أورانج الأردن، تتمثل بكونها أوّل مزوّد يدخل خدمات "الجيل الثالث" و"الجيل الرابع بلس" فائق السرعة والفايبر للسوق الأردني مما جعلها تساهم في زيادة عدد المستخدمين لهذه التقنيات الحديثة، فضلاً عن حفاظنا على الحصة الأكبر في خدمات الوصول للإنترنت عبر تقنية الفايبر على مستوى المملكة. واشار الى ان بصمة الشركة في تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المحلي وتعزيز المنافسة فيه برزت من خلال ارتفاع عدد اشتراكات الإنترنت من أقل من 1 بالمئة من السكان في العام 2000 إلى 73 بالمئة حتى نهاية الربع الثالث من عام 2020، ليصبح الإنترنت ثقافة سائدة في المجتمع، إضافة إلى أن أكثر من 70 بالمئة من الأردنيين الآن يستخدمون الهاتف النقال . واضاف ان من ضمن المحطات الرئيسية، تحول أسلوب إدارة اورانج إلى أسلوب المشغل المتكامل بحيث أصبح لكل من الشركة الأم والشركات التابعة لها مجلس إدارة واحد ومدير تنفيذي واحد للمالية وللشبكات والأمور القانونية وغيرها، لافتا الى انه تم في عام 2007 البدء باستخدام العلامة التجارية العالمية أورانج على جميع منتجات وخدمات شركة الاتصالات الأردنية وشركاتها التابعة.
واكد عماري ان التحدي الصعب الذي لا يزال يؤثر على أرباح مساهمينا ويؤدي إلى انخفاضها يكمن في الكلفة الكلية المرتفعة جداً التي فرضتها الحكومة ثمناً لتجديد رخصة الجيل الثاني.
وعن التحديات والمعيقات أمام القطاع وتوقيت بناء وتشغيل شبكة الجيل الخامس، اشار عماري الى دراسة أعدّها الاتحاد الدولي للاتصالات خلصت الى ان دعم الحكومات أساسي وضروري لتخفيض الكلف الاستثمارية والتشغيلية للشبكة.
وردا على سؤال حول التحول الرقمي والخطوات التي اتخذتها أورانج الأردن في هذا الاتجاه قال ان جلالة الملك كان رائداً وقائداً لتطوير القطاع لقناعته بأن المستقبل سوف يشهد اعتماداً كبيراً على الرقمنة في الاقتصاد وجميع أساليب العمل والسلوك الاجتماعي ومختلف مناحي الحياة . وقال، لقد وجهني جلالته شخصياً خلال العديد من الاجتماعات بضرورة قيام الاتصالات الأردنية/ أورانج الأردن بدور ريادي لتحقيق التحول الرقمي، وساعدتنا المساندة الفنية من إحدى أكبر شركات الاتصالات في العالم (أورانج) ومنذ انطلاقتنا ركزنا على تحقيق رؤيتنا الاستراتيجية للتحول الرقمي وتبني نماذج أعمال تتجاوز توقعات وطموحات قاعدة زبائننا، ما اسهم في نمو أعمالنا التجارية وفتح قنوات جديدة في ساحة الخدمات والشبكات الرقمية.
وقال "لقد كثفنا جهودنا خلال عشرين عاماً، فواصلت الشركة استثماراتها في تحديث شبكاتها المتعددة، وواكبت خطتها الاستثمارية التطورات المستمرة في القطاع مستفيدة من قدرات وخبرات أورانج العالمية، لتتيح للناس اختيار خدمات الإنترنت والاتصالات بالتقنية التي يرغبون بها، ونحن اليوم نزوّد الأردن بأقوى إنترنت لتسهيل حياة الجميع وتمكينهم من الاستفادة من الحلول التقنية الحديثة".
واشار الى استثمارات الشركة الكبيرة في شبكة الألياف الضوئية والتي تمتلك الآن أحدث شبكة وأكثرها امتداداً على مستوى المملكة، واستحواذها على أكثر من 50 بالمئة من السوق المحلي، موضحا ان التحوّل الرقمي يعد منظومة متكاملة تستدعي الشبكات والبنى التحتية المتميزة والحلول الرقمية المبتكرة، مشيرا إلى قيام الشركة بتسخير التقنيات الحديثة في إطلاق التشات بوت، والمتجر الإلكتروني الذكي، وتطبيق ماي اورنج، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، ومحفظة اورانج موني الإلكترونية، وجميعها تهدف إلى إبقاء المستخدمين على اتصال بكل ما يهمهم بسهولة وسرعة وكفاءة.
وعن كيفية تطويع الرقمنة والخدمات التقنية في دعم المجتمع وألافراد، قال ان اورانج الأردن اعتمدت منذ عقدين تصميم استراتيجية خاصة بها للمسؤولية الاجتماعية وتُحدَثها باستمرار بما يتناسب مع تطور الاحتياجات وتقدم التقنيات، حيث نلعب دورا رئيسيا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، وحرصنا على تبني طاقات الشباب وصقل مواهبهم وتهيئتهم لسوق العمل، ودعمهم لتحويل أفكارهم إلى مشروعات حقيقية، وتعزيز قدراتهم لمواجهة التحديات والتكيف مع المتغيرات لتحقيق أفضل النتائج، من خلال عدة مبادرات يواصل معظمها العمل حالياً تحت مظلة قرية أورانج الرقمية.
وقدر عماري حجم إنفاق الشركة في تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية بـ 32 مليون دينار على مدار الأعوام العشرين الماضية جاءت في نطاق مسؤوليتها الاجتماعية من خلال مبادرات عديدة.
وفيما يتعلق بدعم الإبتكار وريادة الأعمال، قال انه يمثل أولوية للشركة ويتجسد ذلك في مبادراتها المستدامة كبرنامجها الموجّه لتسريع نمو الأعمال الريادية "بيج"، وأكاديمية البرمجة من أورانج والمراكز الرقمية المنتشرة في عدة محافظات والتي تمثل منصة حقيقية لتبني أفكار الشباب الأردني المبدع وتحويل أفكارهم إلى مشروعات تجذب أنظار المستثمرين.
واضاف ان الشركة استهدفت قطاع المؤسسات والأعمال كجزء من خططها الاستراتيجية، من خلال رؤيتها للتحول من مشغل يركز على خدمات الاتصالات المتنقلة إلى دور أكبر وأشمل في تكنولوجيا المعلومات، وتقوم بتطوير خدمات مبتكرة وحلول قائمة على الحوسبة السحابية للشركات وتواصل إطلاق خدمات جديدة تلبي متطلبات قطاع الأعمال، فإلى جانب خدمات الإنترنت وخدمات الشبكة الخاصة الافتراضية وحلول البيانات وخدمات الحوسبة السحابية، نقدم خدمات شبكة خاصة افتراضية دولية في مشروعات الأعمال تستطيع من خلالها الشركات أن تتصل بفروعها وزبائنها خارج الأردن، كما تجمعنا شراكات مع كبريات الشركات في المملكة. وفيما يتعلق بكوادر الشركة ورعايتهم، اوضح عماري أن نجاح ادارة الشركة يعتمد على فريق عمل متنوع المهارات ومتعدد الخبرات، لذلك واصلنا جهودنا لتمكين كوادرنا بما يتلاءم مع ديناميكية هذا القطاع الحيوي والمتطور باستمرار، من خلال تدريبهم على كل جديد، مشيرا الى ان ما تم إنفاقه على تدريب وتأهيل الموظفين وتعزيز ولائهم للعلامة التجارية العالمية أورانج يتجاوز العشرين مليون دينار على مدار العقدين الماضيين.
وعن أبرز ملامح الخطة الاستراتيجية للشركة للأعوام الخمسة المقبلة، قال ان أورانج الأردن شركة محلية تعمل بروح عالمية وتساند استراتيجية مجموعة أورانج العالمية 2025، وسنعمل خلال الفترة المقبلة على إعادة هيكلة نموذج أعمالنا كمشغّل للخدمات، من خلال تطوير جودة التغطية وتوفير بنية تحتية ذات قيمة أعلى وأكثر توافراً في جميع مناطق الأردن المأهولة بالسكان.
كما تتضمن استراتيجية أورانج العالمية للأعوام 2021-2025 الإسهام بجسر الفجوة الرقمية بين الشعوب والتركيز على أن نكون مشغلين محافظين على البيئة واستدامة النمو، مشيرا الى انه انسجاماً مع الاستراتيجية في الأردن، بنينا ثلاثة حقول لتوليد الطاقة من أشعة الشمس تبلغ استطاعتها 37 ميجاوات وهو المشروع الأكبر من نوعه في القطاع الخاص الأردني. وشدد عماري على ضرورة الاستثمار في الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، حتى لا تظهر فجوة رقمية جديدة في الأردن، الأمر الذي يتطلب دعم الحكومة خصوصا فيما يتعلق بأسعار الترددات ومستويات الضرائب على القطاع، مؤكدا ان خطة الشركة الاستراتيجية ستساعد بتسريع نمو أهم منتجاتنا لجعل أورانج الشرق الأوسط وأفريقيا المشغل الرقمي المرجعي في المنطقة من خلال تسريع تطوير خدمات تكنولوجيا المعلومات لزبائن القطاع المؤسسي والشركات وتعزيز الأمن السيبراني، ومواصلة التوسع في الخدمات المالية في الدول التي تعمل فيها المجموعة العالمية ومن ضمنها الأردن.