ارتاحوا شهداء فلسطين الفرقاء تصافحوا
ارتاحوا ايها الشهداء الأبرار ولا تتململوا في جنانكم فقد وددت أن أزف إليكم نبأ لطالما انتظرتموه طويلا فقد تصافح قادة حركتا التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) على دماؤكم الزكية التي عطرتم بها تراب فلسطين الطاهرة فقد اجتمع الشباب على حفلة (كيك وجريب فروت) ليسطروا الأحرف الأولى من اتفاقية جاءت بنكهة الدم الفلسطيني .
أبشركم بأن هذه الاتفاقية جاءت لتناقش القضايا الخلافية، خاصة الانتخابات والأمن ومنظمة التحرير والمعابر، وهي أهم القضايا التي أعاقت التوصل لاتفاق ينهي الانقسام القائم بين الطرفين بعد أن حرروا فلسطين شبرا شبرا ولم يبقى أمامهم سوى هذه القضايا الكبيرة التي أفسدت فرحة الانتصار ولكنهم بعون من الله سوف يتجاوزونها.
اعذروني شهداؤنا الأبرار فانا (أتهكم) قليلا فمنذ أن صحوت على الدنيا وأنا أحاول أن أحصي الحركات والجهات والجبهات والمنظمات التي تمثلكم ولكنني لم استطع لها حصرا مثلما لم استطع حصر أموالهم التي (اكتنزوها) باسم الدفاع عنكم فقد أدمن قادتها السلطة وتقلبوا عليها بالوراثة حتى أصبح القادة أكثر من الشعب.
الشيء الوحيد الثابت في هذه المعادلة أن ارض فلسطين الحبيبة هي دولة محتلة من قبل كيان صهيوني ظالم أما شعبها فقد احتله قادتهم كل هذه العقود التي مضت, قادة بالداخل وأكثر منهم بالخارج يحاربون عبر الشاشات وعبر الأثير, يحاربون من فنادق (الخمس نجوم) في أوروبا واميريكا وبعض الدول العربية الغنية بعد أن يتناولوا وجبة (دسمه) لاتخلوا من اللحم الطازج والخضار المبسترة على طاولة تضم جميع أنواع الفواكه والعصائر (الفرش) بين عائلاتهم وأبناؤهم الذين لم نسمع يوما عن استشهاد احد منهم أو إصابته (بفلونزا) أو (ربو) لأنه لم يدخل الأنفاق ليحمل جرة غاز أو (شوال بصل) مصري على كتفه.
هم الآن وبعد أن نفضوا عنهم غبار معركة التحرير اجتمعوا لكي يناقشوا الانتخابات والأمن والمعابر وعودة اللاجئين للدولة الجديدة وكيف سيعاملون ماتبقى من الشعب اليهودي بعد النصر الذي حققوه في هذه المعركة.
على أرواحكم الطاهرة اقرأ سورة الفاتحة فانتم الشهداء الذين سقطتم على يد المحتل وأطلب الرحمة لشعب فلسطين (المعلق) مصيره بهؤلاء القادة الأشاوس المتصافحين.