يثبت لنا جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين يوما بعد يوم بما لا يدع مجالا للشك انه القائد الذي يتقدم الصفوف في كل مجال. فمنذ أن تولى جلالته سلطاته الدستورية كان القدوة للحكومة في كيفية إدراة البلاد، كزياراته الميدانية العديدة الى كل بقعة من هذا الوطن الغالي على سبيل المثال، لا الحصر.
وعندما هبت رياح التغيير على الوطن العربي من غربه الى شرقه, ولم يكن الأردن استثناء، وتأثر بها، اثبت الأردن بقيادة جلالته انه الأقوى، وتفاجأ المطالبون بالإصلاح ان من ينادي بالإصلاح هو جلالته شخصياً، فجلالته لم يكن بعيدا عن نبض شعبه. وتوالت الرسائل الملكية للحكومة الرسالة تلو الأخرى وكلها مستمدة من الشعارات التي رفعها المطالبون بالإصلاح في مظاهراتهم واعتصاماتهم؛ فكان احياء ديوان مكافحة الفساد وكانت لجنة الحوار لتعديل قانون الانتخابات، وها هي الآن اللجنة الملكية لدراسة التعديلات الدستورية التي أدخلت على الدستور الذي وضعه الجد جلالة الملك طلال بن عبد الله الأول رحمهما الله والذي هو دستور 1952. ألم يكن هذا مطلباً جماهيرياً.
ربما تساءل البعض لماذا لم يقم جلالته بهذا مرة واحدة ومن أول يوم قامت المظاهرات, ولهؤلاء الإخوة الغيورين على مصلحة الوطن أقول أن التسرع في اتخاذ القرار لا ياتي الا بالنتائج الوخيمة على البلد وسيوقعنا في مشاكل لا تحمد عقباها. فكان لا بد من التروي لاختيار الأكفاء لهذه المهمة، فالأمور لا تأتي بجرة قلم وبقرار سريع، لهذا كان لا بد من تشكيل اللجان المختصة، حيث كان الأعضاء بكل اللجان من مختلف الأطياف والاختصاصات حتى لا يميل طيف على آخر، فالوطن للجميع وليس لفئة دون الأخرى.
ان التكليف السامي لعمل اللجنيتن وان كان محكوماً بجدول معين الا أن جلالته ابقى الباب مفتوحا على كل المواضيع والأفكار، فجلالته لم ولن يكن يوما ضد الإصلاح. فالكرة الآن خرجت من مرمى جلالته لتكون في مرمى اللجان من خيرة الخيرة من أبناء هذا البلد الذين لبوا نداء الوطن ونداء جلالته للأصلاح ولم يكتفوا بالتنظير و اللعب على عواطف الجماهير. قال تعالى في سورة الصف: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ" وقال جل وعلا كذلك بنفس السورة: "كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ".
إن في الأمر السامي بتشكيل اللجنة الملكية بمراجعة التعديلات الدستورية هي خير جواب على من ما زال يشكك بالنوايا الإصلاحية في الأردن. وهنا نجدها مناسبة كذلك لنذكر البعض بأن طموحاتهم بأن يروا رؤوسأ معينة بمراكز الإصلاح ستتحقق قريبا, فقطار الإصلاح قد سار ولن يتوقف, وسَيَمُر على محطة هؤلاء قريباً.
لنعطي الوطن فرصته، فالخير قادم و الإصلاح قادم لأننا في الأردن غير ، فعلا غير.