اغلاق الحدود الحق الضرر بعوائد الخزينة نتيجة توقف استيفاء رسوم المغادرة
توقف حركة التجارة والترانزيت والنقل بين الأردن وسورية
حركة العبور عبر الحدود تراوح مكانها منذ بداية الازمة
زاد الاردن الاخباري -
مع استمرار اغلاق الحدود السورية مع الجانب الاردني ما زالت حركة العبور بين البلدين تراوح مكانها منذ بداية الازمة لعدم وجود أي بودار قريبة لانفراجها عقب الاجراءات المشددة المتخذة لمنع دخول وخروج المسافرين الى الاراضي السورية.
وخلال جولة "العرب اليوم" في الطريق الدولي ما بين منطقة جابر والاراضي السورية, فقد كان باديا عدم وجود حركة للمسافرين نتيجة للتحذيرات الاخيرة من قبل البعض بعدم السفر للمخاطر الامنية الممكن التي تواجه العابرين للحدود السورية.
وبحسب شهود عيان ممن استطاعوا الهروب من مدينة درعا السورية أمس, اكدوا ان الوضع اصبح اكثر خطورة مما سبق.
واشاروا الى ان بعض المواطنين استطاعوا الخروج من درعا من أجل التوجه نحو المطالبة بالاستغاثة بتقديم المساعدات الانسانية لاهالي درعا المحاصرين لعدم وجود أي محل تجاري او مخبز او حتى كهرباء وماء مما يجعل الوضع يزداد صعوبة في الايام المقبلة جراء الحصار الامني المفروض على المدينة , موضحين ان بعضهم يقوم بايصال الخبز والشمع الى الاهالي.
كما عبر عدد قليل ممن وصلوا الحدود من سورية ضمن الحالات الانسانية, عن مخاوفهم من خطورة الوضع على سكان درعا من حدوث كارثة من نقص في الغذاء و الدواء والجوع الحاصل وعدم قدرة المستشفيات على استقبال الجرحى والقتلى , مطالبين بضرورة القيام بتدخل المنظمات الانسانية للقيام بحملات اغاثة عاجلة لمساعدة المواطنين السوريين القاطنين في المناطق التي تشهد توترات امنية شديدة.
واضافوا ان المركبات منعت من المغادرة, حيث قام البعض بترك هذه السيارات والخروج مشيا على الاقدام من اجل الهروب من شبح الوضع القائم, موضحين ان دول الجوار اقرب لسورية والتي حال استمرار الوضع سيرحلون لها في القريب العاجل ورغم منع السفر لن يكون هناك بدائل اخرى امامهم سوى النزوح.
من جهة اخرى ابلغت مصادر مطلعة "العرب اليوم" ان الجانب الاردني مستمر في ادخال السوريين وغيرهم من الجنسيات الاخرى الى ارضيهم عبر حدود جابر وخصوصا القادمين من مناسك العمرة بحيث تنجز معاملاتم في المركز الحدودي دون عوائق وضمن الاجراءات المتبعة بهذا الخصوص , مبينا بانه لم تغلق الحدود اطلاقا امام من يرغب بالسفر.
واشارت المصادر الى الاجراءات المتخذة مشددة هذه الايام للقادمين من سورية بحيث تم وضع خطة امنية محكمة للسيطرة على جيع محاولات التهريب والتسلل غير المشروع عبير الحدود الاردنية المجاورة للحدود السورية بهدف ضبط الوضع تمشيا مع الاحداث الاخيرة التي وقعت في العديد من المناطق السورية.
واضاقت المصادر الى انه يتم حاليا وضمن حالات انسانية للمعتمرين السوريين والجنسيات الاخرى المتجه الى سورية بالعبور من الجانب السوري شريطة متابعة سيرها دون توقف في المناطق القريبة من الشريط الحدودي , مشيرا الى ان الاردن لا يمانع بدخول المسافرين من الجانب السوري اطلاقا ولكن ضمن نطاق التعليمات المعتمدة.
هذا وتأثر الاردن بشكل كبير خلال الايام الماضية من الاحداث, التي سببت في شلل كبير للقطاعات التجارية والاقتصادية بين البلدين, فكانت المراكز الحدودية التي تتواجد فيها المناطق الحرة والاستراحات والمحلات التجارية توقفت عن البيع تماما , اضافة الى اصحاب شركات التخليص في جابر نالهم النصيب من الضرر لوقف حركة الشحن والترانزيت ; حيث كانوا يتقاضون رسوما على المعاملات الداخلة والخارجة للمركز الحدودي بالاضافة الى تعطيل العمالة المحلية في تلك االشركات وخصوصا من ابناء محافظة المفرق القريبة من الحدود السورية
واكد العديد من التجار, ان الحركة التجارية معطلة بالكامل في المنطقة الحدودية بعد عملية اغلاق الحدود , الامر الذي سيؤدي بالمقابل الى بطالة بين صفوف العاملين في المحلات التجارية وسائقي السفريات العاملة على خط عمان - دمشق , اضافة الى نقل اسطول الشحن الاردني الذي كان يعمل على نقل السلع و البضائع السورية المستوردة من الجانب السوري لصالح الاسواق المحلية , والتي غدت معطلة هي الاخرى .
واشاروا الى ان بعض المؤسسات الحكومية العاملة في المركز الحدودي تضررت ماديا من عوائد رسوم الدخول للمسافرين والمركبات والرسوم الجمركية على البضائع الداخلة للاراضي الاردنية والتي كانت تورد لخزينة الدولة ملايين الدنانير لم تسلم ايضا من الضرر في مصالحها الاقتصادية , محذرين من مخاطر استمرار الوضع وامتداد الازمة الى قطاعات اخرى ستؤدي الى حدوث مشكلة كبيرة تتطلب وضع خطة بديلة ووقائية لمنع نقل الاضرار على مجالات اخرى من الصعب معالجته مستقبلا.
العرب اليوم