من عذاب الكرامة في صبر الكلمات نحترق بليل وعود حكومية , تعبث بنا مسرحية إصلاح ومحاسبة , والفاسدون جالسون في أبراجهم العاجية يحيكون المؤامرات ضد وطننا ومقدراتنا وحياتنا وأياديهم تطول يوماً إثر يوم , وكفوف الوطن لم نعد نقرأ فيها إلا عذاب الجراح في حكاية مثلت فيها القيادات أعظم مواقع الرذيلة حسب عدالة قانون يتحرك في بوصلة الذاتية التي تشعلها مصلحة ذاتية يدفع فاتورتها المؤمنين بالأردن وترابه الطهور وهم يقسمون بجباله ووديانه وترابه صباح مساء انه قبلتهم في ولائهم وانتماءهم ..!!
انه خوف كبير يتسلل فينا وحولنا منا , من بعضنا ضد بعضنا , ممن قضت الظروف بأن يكونوا في مواقع القوة , مواقع الإدارة , مواقع العناية والرعاية بشؤون الوطن والمواطنين .. تصوروا أن يقوم مثلاً مسؤول منوط به السهر على حماية الوطن والمواطن , ان يسهر فعلاً ولكن للتآمر والنهب وقتل الآباء والأبناء بسلاح الجوع والحاجة وتفكيك الوطن وبيعه قطعة قطعه , ترى ما الذي يجري حينها ..؟! وكيف سيكون مصير المواطن وهو الذي يتقاضى راتبه من الضرائب التي يدفعها للخزينة ولا يجد قوته وقوت عياله .؟! وما هو حال الوطن خاصة في زمن بات يؤتمن فيه الخائن ويخّون فيه الأمين , ويكذب فيه الصادق ويصدق فيه الكاذب والسفيه الرويبضه هو من يتولى أمر العامة .. كيف سيكون مصير مجتمع ووطن يتولى امره مثل هذا .؟!
وبعد هذا وذاك تتهمش الأحزاب وتتعرض للملاحقه , والنقابات ما ان تتنفس الصعداء حتى تدخل في معارك مع الحكومه وكذلك المؤسسات الصحفية واخيراً المواطنون الذين فقدوا الشهية أو اجبروا على فقدها فيما يخص دورهم المستلب المتعلق بالأردن نتيجة هذا القرف السياسي الذي جعل الناس يّكفرون بالحكومة ومن والاها بسبب مسيرها السلحفائي في تنفيذ الوعود والاصلاحات وملاحقة الفساد واعادة هيبة الدولة والمواطن في آن معاً وبالتالي يبرز المطلوب إما الصمت بشراء الذمم أو الصمت باغتيال الشخصية .!!
والحكومة ماضية في تشنجها وإصرارها على مواقفها الخاطئة التي ستقود بالتالي الى مزيد من التدهور وتعميق الفراغ ودخول الأردن لا قدّر الله في دائرة الخطر وهذا ما لا نرجوه أبداً .!! لكننا كأردنيين كنا قد اخترنا الدفاع عن الأردن وفضح المتآمرين والمتورطين بالعمالة والفساد ومستعدون لما هو اكثر من ذلك , فلقد عاهدنا الله منذ ارتوينا من مياه الهيدان والواله ومنذ تيممنا بتراب هذا الوطن وأقمنا الصلاة أن نكون في خندق الأردن ويشهد الله اننا لم نجبن يوماً ولم نخف ولم نتردد , ويشهد بارئ الأردن أن كل أردني شريف سيحمل روحه على راحتيه ليلقي بها في مهاى الفساد والتآمر , وليس ثمة ما نخاف عليه : فالرب واحد والأردن واحد والعمر واحد , ولن نغادر خندقنا وسنقاوم لأن الأردن وطن وعقيدة وقضيه وأهم بكثير من الأشخاص أي كانت مواقعهم , ولن نفسح المجال أبدأ لأي أزعر أن يعبث بمصير الأردن لأننا على عهدنا مع الأردن وطن الأحرار الذين لا يقبلون الضيم ولا يسكتوا عليه ابداً .!!