أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. الحرارة أعلى من معدلاتها كيف أجاب خطاب العرش عن أسئلة الأردنيين؟… الخطة الأوضح: نشتبك من دون «المغامرة بمستقبلنا» كاتب في "واشنطن بوست": مذكرات الاعتقال لحظة إذلال لـ"إسرائيل" على الساحة العالمية هدف النعيمات بمرمى الكويت ينافس على جائزة آسيوية لليوم الثاني على التوالي .. الاحتلال يستهدف مسشتفى كمال عدوان شمال غزة دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات الإنذار في مناطق واسعة شمال فلسطين / فيديو 840 قرار تسفير مكتبي بحق عمال وافدين خلال 10 أشهر صواريخ «لا تقهر» .. أوكرانيا تستنجد بالغرب لمواجهة التحدي الروسي تراجع مستوردات الأردن من النفط العراقي بنسبة 12% حتى نهاية أيلول استشهاد مدير مستشفى و 6 موظفين في غارة اسرائيلية على البقاع نيويورك تايمز تكشف ملامح اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان انتحار أمام الضباط وهروب من مدرعة أثناء القتال .. جحيم نفسي لجيش الاحتلال بغزة‏ المنتخب الوطني لكرة السلة يفوز على نظيره العراقي معارك عنيفة في بلدة الجبين جنوبي لبنان .. ومسيرات في أجواء الجليل الغربي تجهيز منصة لاستقبال آراء الأردنيين بأداء مجلس النواب إصابة أربعة طلاب أردنيين بحادث سير في جورجيا نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوما الصفدي: يحق لنا التباهي بحكمنا الهاشمي ونفخر بدفاع الملك عن غزة حقوقيون : مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الدولية الكرك: مزارعون ومربو أغنام يطالبون بإعادة تأهيل الطريق الموصل إلى مزارعهم
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام دعوة لنسيان فلسطين!

دعوة لنسيان فلسطين!

03-02-2010 11:28 PM

من أفضل الطرق المجربة للنسيان، حتى وإن كان ذلك لأعمق الأشياء وأكثرها حضوراً وتجذراً في تلافيف أدمغتنا وقلوبنا وأرواحنا، الوقوف لثلاثة أيام متواصلة على الأقل تحت مياه شلال هادر منهمر، فهذا يضمن للإنسان حسب مزاعمي أن ينسى كل شيء، وربما يعود كيوم ولدته أمه صفحة خالية من كل ما خطه الزمان على كتاب وجوده من خطوط وذكريات.
هذه هي الخطوة الأولى التي على كل فلسطيني في منافي العروبة أن يفعلها ولا بد، أي أن يجد مسقطاً للمياه، ويستحسن أن يكون مسقطاً طبيعياً تتدفق مياهه بغزارة. فإن لم يجد، فربما كان بالامكان الاستعاضة عن ذلك بالوقوف تحت \"دوش\" الحمام أسبوعاً كاملاً، لكنني أخشى أن ذلك لن يشكل خياراً ممكنا للكثير من الفلسطينيين، الذين ما يزالون لظروفهم الاقتصادية الرائعة التي أمنتها لهم البلدان العربية يتحممون، وفي أيام الأعياد الرسمية والقومية فحسب، باستخدام الطاسة و\"اللجن\".
على أية حال، لنفترض أن صاحبنا الفلسطيني سيكون محظوظاً ولو لمرة واحدة في حياته، مع أنني أشك جدياً في ذلك، فيجد مثل ذلك الشلال الكفيل بمنحه نعمة النسيان، لذلك ننبهه أن عليه قبل ممارسة طقوس تبديد الذاكرة تحت دفق الشلال أن يحرق كل ما من شأنه أن يحمل إمكانية ولو بسيطة لتذكيره بفلسطين، من قريب أو بعيد، فيقذف في برميل ضخم تتأجج النيران فيه الكوفية البيضاء المرقطة، وصور الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة، ورسوم حنظلة البائس، وشهادات ميلاده وميلاد أسلافة حتى الجد السابع والسبعين، ومفتاح البيت العتيق الذي طرد منه واستوطنه الغزاة الأوغاد، وثوب أمه المنسوج بورود لا يمكن إلا أن تحيل القلب إلى بيارات فلسطين وعرائشها وسهولها وجبالها، وكل كتب الشعر والقصص والحكايات والروايات التي تحامقت فتجرأت على الإشارة إلى فلسطين مباشرة أو تورية، وكل الأشرطة والاسطوانات التي تحتوي ولو على ترنيمة تعيد الفؤاد إلى أيام وأماكن فلسطينية هوت عليها قسوة الأيام وغدرها بفظاعة غير مسبوقة...
وقبل أن يشرع في ممارسة شعائر غسل روحه وشطب تاريخه، على أخينا اليائس أن يكتب ورقة تذكره بأن أول ما ينبغي أن يفعله عندما يلفظه الشلال وقد نسي حتى اسمه، ونسي من قبله النطق والكلمات، أن يتوجه إلى أقرب سفارة غربية، فيعتصم ببابها، جاثياً على قدميه، ممرغاً رأسه ووجهه بالتراب، فلعل أصحابها يتعطفون عليه، فيمنحونه جنسيتهم التي تعيد إليه إنسانيته وكرامته بلا منّ أو أذى، بعد ان بات الكرم العربي يطالبه بأن يعيش بلا إنسانية أو كرامة أو جنسية، بانتظار حدوث معجزة تمنحه جنسية فلسطينية، في زمن كلنا يعرف أنه لم يعد منذ دهور بعيدة يجود بالمعجزات.

د. خالد سليمان
sulimankhy@gmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع