تركتم ضالتكم وتبحثون عن شاهين
حسان علي عبندة
الجميع تحت القانون إلا شيء واحد وهو الإنسانية.
ماذا يفيد لو توفي شاهين في السجن؟.
ماذا يفيد لو تم زج مليون فاسد ومرتشي ومختلس في السجون ولم يتم إعادة دينار واحد للخزينة؟.
كم من فاسد حر طليق؟.
هل نسينا تصفية الحسابات في قضية دبي كابيتال ؟.
هل نسيتم الحملة الشرسة المنادية بإطلاق سراح شاهين ورفاقه ؟.
لا أعرف شاهين ولم أراه سوى بالصورة الوحيدة التي تنشرها الصحف، وما أن تنظر لصورته تعرف أن الرجل مصاب بالسُمنة، والسُمنة تعني الضغط والسكري وضيق التنفس وتصلب الشرايين وصعوبة الحركة وأمراض أخرى، ومن الواضح أن حصة الرجل منها وافية.
من المؤكد أن كافة المسئولين عن السماح له بالسفر للخارج للعلاج لم يخطئوا في قرارهم، فأي سمعة تضاف إلى سجل الأردن في حال توفي الرجل في السجن، وخاصة أن دول كثيرة لا تعترف بأحكام محكمة أمن الدولة.
كلما رأيت صورة شاهين قلت "ربما كان السماح له بالسفر من القرارات النادرة الصائبة للحكومة".
تسمح قوانين السجون حسب معلوماتنا بعلاج السجين داخل البلد، فإن تعذر علاجه فيتم علاجه في الخارج على حسابه الخاص، فأين المشكلة في ذلك؟.
ما أكثر المقالات والمواضيع التي تتحدث عن سفر شاهين وكأن ضالتنا وسعادتنا بعودته!.
تريدون قضايا فساد تتحدثوا بها ؟ الكل يعلم عن هذه القضايا:
- خصصت الكويت منحة نفطية للأردن قيمتها 500 مليون كمساعدات، تم بيع النفط وإيداع الثمن في حساب رجل تركي يدعى حسن تناكيه، تعهد رئيس الحكومة فيصل الفايز في 2005 بإعادتها ولا زلنا ننتظر.
- شركة اتصالات تم بيع رخصتها بأربعة ملايين دينار وبيعت في نفس العام ب 420 مليون دينار.
- عوائد التخاصية التي زادت عن 700 مليون دينار أين هي؟
هذه ثلاث قضايا فساد إجمالي أموالها يقارب مليار ونصف دينار، ترى هل هي مهمة للحديث فيها أم أن لدينا الأهم من هذا، وهو أن نسحب شاهين بالانتربول ليموت في السجن وتزول الغمة ونحتفل بالنصر.
ثمة ما يسمى اغتيال الشخصية، وهذا أصعب من القتل أحياناً، وقد تم اغتيال هذا الرجل عشرات المرات.
ما ناله يكفيه ودعوه يمضي بقية أيامه بين أولاده وعائلته عله يبرأ من آلاف الطعنات الموجعة.
Hassan_abanda@yahoo.com