نعم إنهم الأردنيون. . النشامى الحقيقيون ، انتماؤهم لوطنهم وولائهم لامتهم ، هكذا تعلمنا وعلّمنا الناس أن الأردن اولاً تعني أن الأردنيين أول الناس انتصاراً لقضايا أمتهم وأهلهم وجيرانهم في سوريا و فلسطين و العراق وفي كل قطر عربي.
لقد انتفض الأردنيون على اختلاف مشاربهم وأصولهم ومنابتهم عندما جرحت غزة وانصب عليها رصاص الغدر وحوصرت بأبواب الخيانة.
كما انتفض الأردنيون عن بكرة أبيهم عندما كان يتعرض العراق لعدوان همجي صليبي شارك فيه الغريب والقريب ،وتقاسم الأردنيون لقمة العيش مع إخوانهم العراقيين وسيروا قوافل الإغاثة والمساعدات من قوتهم .
وتاريخهم يشهد عندما وقعت احتلت فلسطين ، فتحت أبواب الأردنيين لإخوانهم اللاجئين والنازحين وتقاسموا المنزل ولقمة العيش والأرض سوياً ،ورفعوا شعار "تعمير الأردن وتحرير فلسطين " ومازالوا على ذلك العهد باستثناء بعض المارقين والمنافقين والإقليميين .
ولم يبخل الأردنيون النشامى يوما عن إخوانهم السوريين الذين تربطهم بهم وحدة بلاد الشام(شام الرسول،خيرة أهل الأرض في زمان الفتنة) . الشام التي قسمها سايكس البريطاني وبيكو الفرنسي ليجعلوا منها دولتين بل اربع دول وزرعوا بينها بذور الفتنة السوداء ، وهلها في الحقيقة من عائلات واحدة وعشائر واحدة .
لقد فتح النشامى بيوتهم للمهاجرين السوريين عندما كان النظام السوري يقصف أبناء شعبه بالطائرات والصواريخ في القرن الماضي عندما كانت حماة تتعرض لأعنف مجزرة عرفها تاريخ سوريا الحديث ، وها هي الرمثا اليوم تضرب أروع الأمثلة بوحدة بلاد الشام وحق الأخوة وحق الجار وإكرام الضيف، فبوركتم أيها الرمثاويون وبورك عطائكم فأنتم بحق نشامى اردنيون.
نعم إنها أردن النشامى التي اعرفها والتي أحبها.
سالم الخطيب