زاد الاردن الاخباري -
تُجري أحزاب عراقية ، محسوبة على إيران ، حراكاً سياسياً واسعاً، لمنع الإشراف الدولي على الانتخابات المقرر إجراءها في العاشر من أكتوبر/تشرين الاول المقبل
تحالف لعرقلة النشاط الاممي
ومنذ أيام نشط تحالف مقرب من إيران، لمنع الإشراف الدولي على الانتخابات، خاصة تحالف “الفتح” بقيادة هادي العامري، وائتلاف دولة القانون، الذي يتزعمه رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي، فضلاً عن قيادات ميليشيات الحشد الشعبي.
وتعتمد تلك الأحزاب، خطاباً يهدف إلى تصوير الإشراف الدولي على الانتخابات بأنه انتهاك لسيادة العراق، لتحفيز الجماهير، على الوقوف وراءها، وتكثيف تلك المطالب.
المالكي كان قد صرح ، بأن “وضع الانتخابات تحت إشراف دولي خطير جداً”، مؤكدا أنه “لا توجد دولة تقبل بإشراف دولي على انتخاباتها” وفق قوله ، لأنه بحسب المالكي يمثل “خرقا للسيادة الوطنية”، فيما أبدى موافقته على “المراقبة فقط”.
منح رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، الرقابة الأممية والإشراف الدولي على الانتخابات التشريعية المبكرة حيزاً كبيراً من اهتماماته بالطلب من الأمم المتحدة ومجلس الأمن بضرورة مراقبة تلك الانتخابات.
ونقلت تقارير صحفية عن القيادي في جبهة الإنقاذ والتنمية أثيل النجيفي قوله ، أن ” تلك الأحزاب، تعرف بأنها وصلت إلى البرلمان، والعملية السياسية عن طريق التلاعب بأصوات الناخبين، والتأثير عليهم بطرق غير مشروعة، فضلاً عن اعتماد التزوير وسيلة لحصد المزيد من المقاعد النيابية، وهو ما يمكن خسارته في حال الإشراف الدولي على الانتخابات”.
وأضاف:
أن ” تلك الأحزاب تدرك جيداً بأن خروج مسألة الإشراف على الانتخابات من يدها، سيسقطها بشكل كبير، لذلك رأينا خلال الفترة الماضية، مساعي لقطع الطريق، أمام التحركات الرامية إلى إشراك مجلس الأمن والأمم المتحدة في الإشراف على الانتخابات”.
وواجهت أحزاب مثل تحالف الفتح ، الممثل السياسي لمليشيات الحشد الشعبي، تهماً بتزوير انتخابات عام 2018، والحصول على 48 مقعداً في البرلمان، بطرق غير شرعية، فضلاً عن استغلال مشاعر الناخبين في المناطق الجنوبية ، وتحشيدهم لاختيار المرشحين من أنصار الحشد الشعبي ، باعتبارهم مقاتلين ضحوا من أجل البلاد والمذهب.
موقف السيستاني
وقال المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، في بيان إثر لقائه ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بالعراق، جينين هينيس بلاسخارت: ” لابد من مراعاة النزاهة والشفافية في مختلف مراحل إجراء الانتخابات ، والإشراف والرقابة عليها بصورة جادة بالتنسيق مع الدائرة المختصة بذلك في بعثة الأمم المتحدة”.ويبدو أن تأييد السيستاني للإشراف الأممي أثار حفيظة إيران، فقد نشر مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، شريعتمداري، مقالا هاجم فيه أعلى مرجع شيعي في العراق.
تقدير اممي لموقف العراق
ويقول مختصون في الشأن الانتخابي، إن الطلب المقدم من العراق إلى مجلس الأمن، بشأن الإشراف على الانتخابات يعد أعلى مراتب الإشراف على العملية الانتخابية.
وعلى الرغم من ان الإشراف الدولي ، لا يمكنه القضاء على التزوير بشكل تام ، كما يرى مراقبون ، لكنه سيحقق تقدما في هذه القضية، وهو ما يفسر رفض الأحزاب التي تمتلك مجموعات مسلحة واحترفت تزوير الانتخابات والتلاعب بها ترفضه .
2021-02-يونامي-780x470
لقاء في طهران
وقبل أيام، التقت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة بالعراق، جينين هينيس بلاسخارت، مستشار المرشد الإيراني، علي أكبر ولايتي في العاصمة طهران.
حسب موقع ولايتي الرسمي على الإنترنت، فقد ” بحث الجانبان التطورات الأخيرة في العراق، إلى جانب الانتخابات التي سيشهدها العراق نهاية العام الجاري”.
ودعا ولايتي إلى “ضرورة عدم تدخل أي دولة في شؤون العراق الداخلية”، وذكر أنّ “الشعب والحكومة في العراق هم أصحاب القرار” وفق ماقال .