حقق نجم المنتخب المصري محمد ناجي جدو في عشرين يوماً شهرة فاقت شهرة البعض منذ عقود.لقد تابعت أداءه جيداً، لم يكن الولد (محظوظاً) وحسب، بل تمتّع بإصرار وقتال ومثابرة ومهارة وحكمة عجيبة ..جعلتني أقف مطولاً أمام هذا العربي (النموذج) الذي لن يتكرر كثيراً وقريباً أيضا.. كان دائماً بيضة القبان التي تغير أو تعزز النتيجة في جميع مباريات المنتخب المصري في بطولة الأمم الأخيرة..
***
مهمته محددة، كل ما كان يفعله، يدخل في الربع الساعة الأخيرة من الشوط الثاني..يحرز هدفاً قاتلاً وينقل فريقه الى مباراة أهم..(جدو) لم يلفت انتباهي وحدي، لقد لفت انتباه أمي (الحجة) التي لم تتابع مباراة واحدة في حياتها.. كانت تسألني كلما صاح المعلق المصري عند ضياع فرصة :-(مين جاب قول جدو)؟؟..فأجيبها بالنفي..حتى يسجل (جدو) هدفه المعتاد ..فتعلق بمنتهى الفرح ..( هاظ جن هالقاروط)..
أنا لا أتكلم عن مجرد لاعب او بطولة عابرة، بصراحة ما أريد قوله، بأننا نحتاج في عالمنا العربي لجدّو (النموذج)الصبور الحكيم المقاتل والمثابر والماهر..في كل شيء، نحتاج (لجدّو) في الرياضة، و(جدو) في الاقتصاد، و(جدو) في السياحة، و(جدو) في الثقافة، و(جدو) في الصحافة، و(جدو) في التخطيط..و(جدو) في مكافحة فساد، و(جدو) في الاستثمار..لا نريد أياً منهم ان يلعب عقداً او قرناً كاملاً ليقنعنا بأدائه ..فقط نريده ان ينزل في الربع الساعة الأخيرة من (حالنا) يسجل هدفه الذي نزل من أجله..وينقلنا الى مرحلة اهم ..
نريد (جدّو) في كل مجال .. يسجل هدفاً واحدا ويُفرّح تلك الجماهير الجالسة على مدرجات الأمل منذ الأزل..