""""مقدمة ابن خلدون وامة المؤخرة"""
عندما تحدث المؤرخ عالم الاجتماع ابن خلدون في مقدمته "مقدمة ابن خلدون " عن تطور الدول والمجتمعات من مرورها بمراحل الطفولة ثم الشباب إلى النضوج ثم الانحلال والتفكك ربما ما خطر بباله أن نظريته هذه ستجد من يثبت بطلانها ومن أبناء جلدته العرب . فنظرية زنقة زنقة مثلا , استطاعت أن تلغي كل مفاهيم نظرية " ابن خلدون " وبطريقة مهينة . نظرية ابن خلدون هذه تفترض أن دوران حركة الحياة للدول والشعوب تسير وفق "رثم "نمط" معين ومتكرر " وينطبق على كل الشعوب والأمم بغض النظر عن مكوناتها الاجتماعية والتاريخية ولان مدة التحولات الاجتماعية تحتاج ما بين نصف قرن إلى قرن أو يزيد بقليل فان نتاج التغيرات يمكن أن يلمسها جيل أو جيلين وبالتالي تتوفر إمكانية للمقارنة. ابن خلدون خرجت من رحم الأمة العربية وهذا يعني انه تم استقراءها من واقع التطور الاجتماعي والسياسي العربي آنذاك وعلى أساس أنها ستكون الأساس لتفسير التطور الاجتماعي والسياسي للامة العربية لاحقا كما هو الحال للشعوب الأخرى .بإسقاط مفاهيم هذه المقدمة على الواقع العربي الحالي نشاهد ما يلي :
ü لم تدخل الأمة العربية ولا حتى شعبا عربيا واحدا في "سكة " هذه النظرية فلم يحصل تطور متزن ومتوازن فأمر هذه الأمة يبداء بقفزات "في الهواء غير محسوبة " تنتهي بفشل ينجم عنه شللا نفسيا ورد فعل عكسي , مثلا تجارب الاتحادات العربية خير شاهد على ذلك حتى أصبحت الوحدة العربية ابعد مما كانت قبل الدخول في تجاربها الفاشلة.
ü لم يشهد"التطور الإقليمي لكل بلد عربي " أية معالم حضارية فالشعوب التي دمرتها الحروب العالمية "الساخنة والباردة " قفزت في مساقات التطور اكثر من " حبو امتنا " في ذات الاتجاه., ويكفينا الأمثلة من جنوب شرق آسيا واليابان في اقصى الشرق.
ü ما نجحت فيه هذه الأمة وبجدارة هو الإثبات للعالم إن عامل الزمن ليس بالضرورة سببا للتطور ونحن دائما ندعي أن الزمن يعمل لصالحنا وكأنه يعمل ضد صالح الآخرين وهذه كذبة انطلت على أجدادنا وآباءنا ونقلناها "بدون تصرف " لأبنائنا وأحفادنا.
ü علم الاجتماع يقول بان الفرق بين الشعوب المتقدمة والشعوب المتخلفة هو ما يسمى "بمسافة خلف " أي أن الفجوة تتسع بين الصنفين لصالح الشعوب المتقدمة وعليه فان " التطور الحضاري المادي" ليس في صالح هذه الأمة طبعا التطور الروحاني للامة جاء به الإسلام ولا فضل لاحد في ذلك.
ü نريد أن نسال في أي مرحلة يمكن أن نصف الحركة الاجتماعية والسياسة للامة العربية . الحقيقة المنطقية تؤكد أننا كنا "وبعضنا ما زال في مرحلة الطفولة " يعتمد على الشعوب الأخرى والقسم الآخر وصل إلى مراحل التفكك وربما الزوال وهي مرحلة الكهولة والأمثلة كثيرة مثلا بلاد الشام , السودان ليبيا مصر والباقي في سبيله إلى ذلك !!! أما ما لم نمر به فهي مرحلة الشباب والنضوج. نظريا أبدعنا في تشخيص التطور الاجتماعي والسياسي للشعوب ولكن فشلنا في الاستفادة مما أبدعنا حتى أصبحنا في مؤخرة الشعوب هذا إذا سمحت حركة التاريخ بذلك وعليه لقد اخترعنا المقدمة كما اخترعنا الصفر "ووقفنا عنده" وبقينا في المؤخرة !!! ودام عزكم !!! دكتور خضر الصيفي