بتحية الإسلام ابدأ.....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دولـة الـرئـيـس د.مـعـروف الـبـخـيـت
في الظروف الصعبة التي تمر علينا كشعب اردني عظيم, وعندما تبرز تلك الحالات التي تمس واقعنا بشكل عام وبشكل سلبي وخارجة عنا إرادتنا الحالية, فان الاردن كله بشعبه وقيادته وحكومته لابد وان يقفوا صفا واحدا جسدا واحدا لمواجهة هذه التحديات والعمل سوية بروح الوطن الواحد, هكذا هي أخلاقنا الاردنية وهكذا هي صفات شعب الاردن العظيم, الشعب الذي صفحات تاريخه وحضارته منذ مئات السنين أثبتت وتثبت انه شعب لا يقبل الا ان يكون فوق القمة دائما, أهل الكرم والحمية والنخوة النشامى, نشامى البوادي والحضر.
الظروف التي تشهدها المنطقة من أحداث ضبابية تهدد بالخطر والفتنة على الصعيد الإقليمي، والتي كادت بين الحين والأخر ان تعصف بنا كأسرة اردنية، ومن خلال قراءتنا لسيناريوهات وأجندات بدت تطفو على السطح، أكتب لك اليوم خوفا وحرصا على هذا الوطن الحبيب، فعندما تبدأ الأحداث بأي شكل من أشكالها تمس واقعنا بشكل عام وبشكل سلبي وخارجة عنا إرادتنا الحالية, فان الاردن كله بشعبه وقيادته وحكومته لابد وان يقفوا صفا واحدا جسدا واحدا لمواجهة هذه التحديات والعمل سوية بروح الوطن الواحد, لحماية ممتلكاته وكيانه ووجوده بكل ما تحمله تلك الكلمات من معاني.
دولـة الـرئـيـس
ان الحوارات والصراعات السياسية الداخلية التي نمر بها منذ فترة ليست ببعيدة في المملكة, هي أمر حيوي وضروري لمزيد من التقدم والازدهار, والمحافظة على الثوابت الوطنية الرئيسية, وهذه هي صفات الشعوب الحضارية المدنية, ولكن عندما نواجه طارئ يهدد اقتصادنا، او أرضنا كوسيلة ضغط خارجية، او ظرف خاص كهذا الذي نواجه حاليا بعد سلسة عمليات تفجير خطوط الغاز القادمة من مصر الشقيقة الى المملكة, وما سيترتب عليها من آثار سلبية اقتصادية وغير اقتصادية, هذه الظروف التي لا يمكن أبدا ان تكون الا متعمدة ومقصودة و ممنهجة, ولا يمكن ان يكون السبب ورائها الا إضعاف قوة الشعب الاردني وكسر إرادته, حتى يصبح شعبا غير قادر على المواجهة والتصدي, هذا الشعب الذي تعرض في المائة سنة الاخيرة لمختلف أنواع الضغوط والمؤامرات من اجل تمرير العديد من القضايا الجوهرية التي ستؤثر في وجه المنطقة العربية والأوسطية كلها, هذا الشعب الذي ما ننفك نسمع بين الفينة والأخرى وبشكل مستمر منسق دعوات من الخارج تطالب فيها بضرورة إلغاء هذا الشعب وهذا الكيان وهذه الدولة, هذا الشعب الذي منذ مائة سنة خلت وهم يحاولون ان يركعوه وان يجبروه على القبول بأي نوع من أنواع التسوية لحل قضية العرب الرئيسية فلسطين المحتلة, الا ان التاريخ المزروع في تراب الاردن منذ الأنباط, ومنذ البيزنطيين وحتى حررنا القدس للمرة الثالثة, الا ان كنا المنطقة الوحيدة التي حصلت على حكما ذاتيا إبان الخلافة العثمانية,هذه الارض الطاهرة المباركة التي يحميها الله دائما ويرعاها بعين لطفه وإرادته, أبت وستأبى دائما أبدا الا ان تكون حرة أبية ترفض الخنوع وترفض الاستسلام ما كان لها ان تكون على وجه الخليقة حتى يرث الله الارض وما عليها.
دولـة الـرئـيـس
نعم بيننا ما بيننا من خلافات, وبيننا ما بيننا من أحكام وللنظر وجهات, وبيننا ما نختلف عليه كثيرا, ولكن فوق هذا والاهم انه بينا وطن يرعانا ونرعاه, يسكننا ونسكنه, بينا وهو الأهم فيما بيننا الاردن, فلا فوق الاردن من نضحي من اجله الا صاحب الارض والخليقة خالقها, لذلك لن نرمي شيئا وراء ظهورنا ولن نقصي من أفكارنا ما اختلفنا فيها, ولكننا ساعة الجد نشمر عن سواعدنا ونطلق للشمس جباهنا, ساعة الجد يبرز معدنك الحقيقي أيها النشمي الاردني, أبناء الهية واللطرون وباب الواد والكرامة, نُبرز فينا ما انعم الله به علينا, كرامتنا وحبنا وعشقنا للوطن, ستستمر مسيرتنا الاصلاحية كما هي, ولكن حين يكون الاردن في مرمى النيران من أي جهة تاتي فلن يكون درعه الا صدورنا, ومهما سالت على ارض الاردن دماء فلن يشرب تراب الاردن الا دمائنا لينبت الدحنون والشيح.
دولـة الـرئـيـس
اعقل وتوكل وانظر الامر وكيف المضي نحو بر الامان, ولن تجد من أحرار الوطن وشجعانه الا كل دعم بقول وعمل, كن واضحا جليا وارفض الظل وأشباه الرجال الذين يسكنوه دائما, هذه ساعة يظهر فيها معدن الرجال الحقيقي, هذه الساعة التي حين آتت سابقا سطرت اسماءا خُلدت الى الأبد, فلا تترك هذه الساعة تمر عليك يا دولة الرئيس دون ان تُخلد فيها عملا وفعلا, فالأرض التي أنجبت هزاع ووصفي وحابس و العجلوني أمثلة لا حصرا, هي ارض اردنية ولادة لن تكون عقيمة أبدا, ما اعتادت الا ان تنجب أبطالا, كن مع الله وكن مع الاردن وكن مع الشعب العظيم الاردني الحر الكريم ولا تبالي, فحين تكون النوايا حسنة والمقصد خيرا والعمل سليما فان الله ينصر عباده ويحميهم.
دولـة الـرئـيـس
ان كان الاردن هو الغاية كرامة وإباء وشرفا وعزة فلن نخذلكم, ولكن المبادرة الان منكم, فلا تخذلونا ولا تكن أسرع حلولكم حياتنا ودمائنا, فكما تراب الاردن يعطيكم فرصة بصفحة لتسطروا أسمائكم خلودا, فنحن أهله ونحن وقود حياته لن يبخل علينا بصفحات كثيرة نسطر عليها أسمائنا خلودا كما فعلوا أجدادنا منذ مئات السنين.
ولكم منا كل دعاء بالتوفيق والعمل الصالح والبطانة الصالحة.
واقـبـلـوا كـل الاحـتـرام
حازم عواد المجالي