سؤال مرعب قد يفجر عشرات الأسئلة ان تمت الإجابة الصحيحة عنه، في بلدين متشابهين قوميا وسياسيا هما لبنان والاردن، فالجريح يواسي الجريح، فذكرى مقتل كل من الشهيدين وصفي التل والشهيد رفيق الحريري ، اضحتا مناسبتين روتينيتان ولم يعد المعنيون يتحدثون عنهما ، ويمرون على ذكر الجريمة مرور الكرام وكأنها جريمة عادية ، بينما هما جريمتي العصر التي غيرت حاضر الأردن ولبنان ومستقبلهما، رغم تباين الحدثان من ناحية الزمان والمكان ، و جعلت من لبنان دولة فاشلة ولربما الأردن على الطريق لا قدر الله.
فقد تبيّن وحسب موقع صوت بيروت انترناشونال الذي هو حال لسان الشيخ بهاء الدين الحريري ابن الشهيد وشقيق سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة في لبنان الجريح.
ان من يشاهد خطاب الرئيس المكلف ورد عون عبر القصر الجمهوري ونواب تياره ، وتصريحات نواب المستقبل والاشتراكي والقوات ومسؤوليهم أن المشكلة بالنسبة لكل هؤلاء هي من يكون الرئيس المقبل.
وبالنسبة لحجم كل منهم في الحكومة المقبلة إذا تشكلت ، فإن سلاح ميليشيات حزب الله والاحتلال الايراني تفصيل لا يذكر ، فلغة الانانيات والمصالح مجرد عقم سياسي مدمّر.
وفي سياق رفع العتب ، يقول المعني بذلك ، سليم عياش يجب أن يتم تسليمه ، دون ذكر المجرم الحقيقي الذي رعى الجريمة ، وخطط لها ، ودون ذكر ميليشيا حزب الله التي تدربت بأمر إيران على إرتكاب جريمة قتل أشرف إنسان في تاريخ لبنان رفيق لبنان كله رفيق الحريري رحمه الله.
وكأن المتحدث يقول : كان هناك خلاف شخصي بين سليم عياش و رفيق الحريري ، وربما ذهب أبعد من ذلك ، و ما عياش هذا إلا مجرد أجير حقير ، يخدم أسياده في إيران ، و لا يستبعد أنه قتل لقمان سليم قبل أيام وسيقتل غيره لا سمح الله.
مع أن الوطني الحق ، و التابع الحقيقي لإرث رفيق الحريري رحمه الله ، لايساوم على دمه ، ولايضع يده بيد قاتليه ، وكما يقول المثل العامي المصري الشهير : مقدرش على الحمار يتشطر على البردعة ، وهذا حال السياسي السني الأول في لبنان ، ترك حزب الله وجرائمه بل وتحالف معه ، وراح يعدد للناس خطايا عون الذي هو مجرد بيدق بيد حسن نصر الله.
ومن سخرية المشهد السياسي في لبنان أن المنجزات التي حققها رفيق الحريري للبنان كله لا يزالون يتغنون بها ، و لكن ينسبونها لأنفسهم ، مع أنه لولا رفيق الحريري لما كان هناك بلد إسمه لبنان بعد الحرب الأهلية.
والذين إغتالوا رفيق الحريري أحرار وطلقاء ، بل بعض أولياء الدم للشهيد الكبير ، باتوا يرون فيهم حلفاء حقيقيين ، مع العلم أن حزب الله لا يضحي أبداً بتحالفه مع عون لأنه يمثل له الغطاء الماروني الذي يستر به عورته ، أما الغطاء السني فإنه أمر حصل عليه منذ زمن.
وفي الآخر لا بد لكل من تآمر على رفيق الحريري يوماً أن يتآمر على لبنان ، و من قتل الحريري قتل الفرح في لبنان وقتل الأمل في نفوس اللبنانيين جميعاً ، فرفيق كان للجميع وكان يساعد الجميع وكان يرفع من مفهوم المواطنة ويرفض المحاصصة
وفي نهاية المطاف يعرف اللبنانيون من بنى وعمر ومن خرب ودمر ، و لاتزال الساحة بحاجة لعودة الرجل الذي ينقذ لبنان ، و مؤخراً بات الغالب يدرك بأنه بهاء الدين رفيق الحريري ، الرجل الذي رباه من ربى رفيق الحريري ، والرجل العصامي الناجح والهادئ القادر على إحقاق الحق ، ونزع سلاح حزب الله غير الشرعي .
اما بالنسبة لقضية القاتل الحقيقي للشهيد وصفي التل، فلا زال الغموض ملتبسا وان كانت أقرب الروايات تلك التي كان يرددها المرحوم طارق مصاروة بأن القاتل الحقيقي هو القذافي، ولكن المؤكد ان شبح القاتل الحقيقي سواء القذافي او سواه لا زال يتنقل بخفة ظل بين مشاهد الأردن الجديد تارة على صورة دحلان او أخرى على أبرز بيادقه واذرعه السياسية من برلمانيين واقتصاديين وشياطين إعلاميين يحاولوا جر الأردن للمربع اللبناني الدامي خلال الحرب الأهلية المدمرة وللحديث بقية.....