باكستان والتحالف الأمريكي والإرهاب
بقلم محمد ربابعه
لقد تحولت باكستان بعد الانقلاب الذي قام به برويز مشرف على رئيس الحكومة الشرعية نواز شريف تحولا جذريا في نقلها إلى مصاف الدول التي أعلنت الولاء قولا وفعلا للتحالف الأمريكي , حتى قبل أحداث 11 سبتمبر ولكن الأمر بعد تلك الأحداث اخذ منحى آخر, وهو تسخير كل الإمكانيات في هذه الدولة لخدمه المشروع الأمريكي الغربي ولم تعد باكستان كما كانت من حيث القوه والوصف التي كانت تتصف به وخاصة بعد امتلاكها القنبلة النووية التي جعلتها أكثر ضعفا وهوانا على عكس ما كنا نتصور . لقد كان المشهد مرعبا ونحن نرى دوله إسلاميه تضع كل ما لديها من قدره عسكريه وقوه في استخباراتها ليس لمصلحه باكستان أو لصالح دوله عربيه أو إسلاميه وإنما كان خدمه لأمريكا وغطرستها في استهداف كل ما هو عربي ومسلم , والنيل من عزيمة هذه ألامه ولا أعني هنا الشعب الباكستاني الذي لا حول له ولا قوه وإنما من يملك القرار في تنفيذ الوعود وترجمتها إلى أفعال وأعني هنا القيادة في باكستان ممثله بشخص الرئيس ومن حوله من الدائرة الأمنية أصحاب القرارات , لقد التزمت القيادة الباكستانية بمحاربه الإرهاب وفقا للتعريف الأمريكي والغربي ونسيت كما نسي غيرها من الدول التي خضعت لهذا التعريف أن الإرهاب من وجهه نظرنا كشعوب عربيه وإسلاميه , هو الاعتداء على الآخرين من خلال احتلال أراضيهم, وانتهاك حرماتهم وأعراضهم , والنيل من كرامتهم ,وارتكاب المجازر في حق أبنائهم وأطفالهم ونسائهم ,وتدنيس مقدساتهم. وهذا لا يتوافر إلا في الإرهاب الصهيوني في فلسطين والإرهاب الأمريكي والغربي في العراق وأفغانستان وفي بلادنا العربية والاسلاميه التي استباحتها أمريكا وأعوانها .من الغريب والعجيب أن بن لادن وعلى الرغم من اختلافنا لفكر القاعدة انه لم يرتكب الأباده البشرية التي ارتكبها بوش وبلير في العراق من اجل كذبه اسمها أسلحه الدار الشامل والتي راح ضحيتها حسب منظمات دوليه قد تجاوز 3 ملايين شخص في العراق فقط, وهذا العدد من الضحايا لم يرتكبه لا ابن لادن ولا غيره في هذا العالم ,ومع هذا بوش حر طليق وبلير بدل من أن يقدم للمحاكمة أمام ما يسمى بالعدالة الدولية ها هو يتولى منصب ممثل الرباعية التي ستعيد الحق لأصحابه , لم يرتكب بن لادن ما ارتكبه شمعون بيرس من جرائم في قانا بلبنان ,وما ارتكبه اولمرت من جرائم في غزه ,وما فعله المجرم شارون في جنين وفي صبرا وشاتيلا, ثم علينا أن ،نعلم بأن القاعدة وغيرها ما كانت لتوجد لولا الظلم والاستبداد الأمريكي والصهيوني على شعوبنا ’ وعلى أمريكا أن تتذكر بان تطبيق العدالة وأعاده الأراضي والحقوق هو الكفيل بحمايتها وأمنها’ وان قتل بن لادن ليس نهاية المطاف لأنه كما قال احد الإعلاميين العرب أن القاعدة أصبحت كالتنين في القصة الخرافية التي قراناها في الصغر وهو أن قطع رأس واحد من التنين يخرج لك 10 رؤوس آخرين , ونحن لسنا مع القاعدة, ولكننا أيضا لسنا مع الدعم الأمريكي والغربي لاحتلال بلادنا وسفك دماء أهلنا وأبنائنا واعتقالهم دون سبب أو مبرر .