بقلم وليد خليفات
منذ مدة ليست ببعيدة كان أغلب الأردنيون يتسمرون أمام شاشة التلفزيون الأردني بإنتظار ما سيقدمُه لهم الإعلامي الأردني د.عساف الشوبكي في المقابلات التي يجريها مع مسؤولين في الحكومة من خلال برنامج ستون دقيقة أوبرنامج (من المسؤول ) وذلك نظرا" لما يتميز بة هذا الرجل من أداء قوي وجرأة في طرح المواضيع بمهنية عالية على المسؤولين وانتقادهم علنا" إذا كانوا من المقصرين في تأدية واجبهم الوظيفي تجاة المسؤوليات التي يحملونها على عاتقهم وتقديم رسالة شكر لمن يتفانى بخدمة الوطن والمواطن ليكون نموذجا" يحتذى بة أمام كل المسؤولين في الدولة، أبدع الرجل أمام عدسة الكاميرا وعلى مسمع الجميع ممن يشاهدونة ويتابعون برامجة مما جعلة يحقق شهرة واسعة ونجاحا منقطع النظير ، ومن هنا لابد لإدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون أن تعترف ولو مرة واحدة وأن لا تتنكر للحقيقة التي تقول أنة تم جذب أعداد هائلة من الأردنيين ليكونوا مشاهدين ومستمعين لكل حوار كان يدور بين هذا الرجل وضيوفة سواء كان بواسطة اتصالة بهم عبر الهاتف أوبمقابلة من داخل الاستوديوهات ليس مدعوما" من أحد ولكن يتحدث بما يملية علية ضميرة وبما عاهد نفسة علية بان يؤدي رسالتة الأعلامية بكل مصداقية ، فهو لايحرف خبرا" حسب سياسات متقلبة بفترة عاشها الشعب يتصارع مع حكومة وصفت بالسوء ،وشاهدناة دوما" يتحدث عن كل الأمور بمسمياتها الحقيقية ولكن في المقابل قد تتعارض مصالح أفراد وجهات معينة وتتأثر بما يقوم بة على الصعيد الأعلامي الى أن قررت الحكومة الكابيتالية أتخاذ قرار الحسم وبواسطة نائب رئيس الوزراء ايمن الصفدي بالتدخل المباشر بسياسة إدارة المؤسسة الأعلامية المنصهرة تحت راية أتباع الكابيتاليين بإصدار تعليمات بتوقيفة عن العمل إذا لم يقم هو بتقديم إستقالتة طوعا"من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون تلك المؤسسة التي من المفترض أن تبني قراراتها بعيدا" عن تصفية الحسابات الشخصية بين اي من إعلامييها والمسؤولين ، ومراعاة قراراتها بناء" على رغبة المشاهدين كونها مؤسسة إعلامية مرئية ومسموعة وهي مُلك لكل مواطن وليست مؤسسة ذات مسؤولية محدودة يتم التعيين بها والعزل منها بمزاجية أحد حتى لو كان نائبا" لرئيس الوزراء.
د.عساف الشوبكي عرفناه إعلامي أردني متميز كان يدافع عن كرامة المواطن وعن آمنة الغذائي والدوائي وحقوقة أمام المسؤولين عبر شاشة التلفزيون فدفع ثمن الكلمة الحرة ولم يجد من يدافع عن أمنة الوظيفي ،كان يدير الحوار بلباقة وسلاسة ، فطين هو بقمة الذكاء والصراحة ، يتابع المسؤول مهما علا شأنه دون تردد ، يضعنا كمشاهدين في صورة الحدث والحقيقة ؟؟؟
أوقفوا د.عساف عن العمل بناء" على تعليمات من فوق ،أنهالت علية ضغوطات كبيرة أدت إلى أن يقوم بتقديم إستقالتة من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ولا أظن أنة خرج من الأبواب متأسفا" نادما" على ترك إدارة المؤسسة التي تنكرت لة ولم تقدر جهودة على مدى سنوات فهو يقول سأبقى أحارب كل مافية فساد ، مكالمة هاتفية بين نائب رئيس الوزراء الأسبق ومديرة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون بيان التل ختم فيها القول أوقفوا عساف عن العمل لأنة تمادى مع المسؤولين في برنامجة ( من المسؤول ) .
لا ندري هل قرار نائب رئيس وزراء الحكومة الكابيتالية جاء بعد أن أدى صلاة الاستخارة وناجى ربة بالدعاء حتى يلهمة إلى الصواب في اتخاذ قراره التعسفي بإقصاء د.عساف من دورة كأعلامي ناجح في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ،أم أن المملكة الأردنية الهاشمية لم يعُد فيها ما يؤرق نائب رئيس وزرائها ولم يتبقى أمامة أية هموم أو مشاكل تهم الشعب سوى التفرغ للعمل على مشاهدة التلفزيون الأردني ومعاقبة من يسأل المسؤول عن تأدية الأمانة بقسم اليمين أمام جلالة الملك بأن يرعى مصالح الشعب لا أن يحول المنصب او الوزارة التي يديرها لخدمة مصالحة الشخصية وتصفية حساباتة الشخصية مع الإعلاميين الشرفاء ، وهل كان يدرك معالي ايمن أنة بهذا القرار لم يحترم رأي الأكثرية من المشاهدين من أبناء الشعب الأردني الذي حكم عليهم بمزاجيتة أن يشاهدوا مايحب ويهوى . أكاد أجزم إنني وكما الكثيرون من متابعي برامج د.عساف الشوبكي الذين استاءوا من هذا القرار قد قررنا منذ لحظة وقوفنا على حقيقة إستقالتة من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون إن نعتصم في بيوتنا ونكون متابعين لقناة فتافيت الفضائية نشاهد فيها فن الطبخ وعمل الحلويات لأنها تحترم مشاهديها وتعرض لهم أسرار الطبخ واسرار المسؤولين عن كل طبخة حتى لو زادت ملوحتها.