حاضر فينا البارحة عضو هيئة مكافحة الفساد الدكتور فياض القضاة في مركز موسى الساكت الثقافي عن دور هيئة مكافحة الفساد في كشف الفساد والمفسدين، وللحق انا شخصيا "قبل المحاضرة" كنت اشعر ان الكلام عن مكافحة الفساد في الاردن هو مجرد "ترف إعلامي" ومحاولات بائسة من الدولة لأمتصاص الاحتقان الشعبي نتيجة للظروف الثورية التي تحيط بنا وحقيقة ان الشارع المثقف في الاردن يشعر بالاحباط من تعاظم الفساد ، لدرجة ما عدنا معها نؤمن بأن هناك إرادة حقيقية للأصلاح لدى الدولة في الاردن، ويدفع بنا أو على الاصح بي "بلاش يقلك بأسم مين بحكي وعنده أجنده" الى هذا الأعتقاد قضية تهريب المجرم خالد شاهين، والتي أشرت اليها من خلال المحاضرة الى أنها مؤامرة على الملك بل لا ابالغ اذ قلت انها محاولة للأنقلاب عليه من كل من ساهم في تهريب ذلك المجرم. وانا لا ابالغ مرّة اخرى لأن نظرة "حتى من واحد احول" كانت ستميّز درجة غليان الشارع وهي كانت كافية لقيام ثورة غضبا من مثل هذا العمل الإجرامي الارعن والذي أنظر اليه على انه محاولة لأستفزاز مشاعر الناس على العرش، لأن احاديث الناس اخذت تشير صراحة الى إحتمالية تورط مؤسسة العرش مع ذلك النكرة، ولأن للأردن رب يحميه، لم تنطلي هذه الحيلة الرعناء على الناس .
عودة لموضوع المحاضرة التي استطاع من خلالها الدكتور فياض القضاة رفع الروح المعنوية لدي من خلال الكشف عن الكثير من الارقام والحقائق لتي لن أشير اليها لكثرتها ولكن تجدر الاشارة الى ان الدكتور فياض أشار الى حجم الفساد الذي يرى هو "زينا بالزبط" انه اصبح كبيرا جدا لدرجة تكون معها الهيئة مضطرة لعدم التحقيق في قضايا فساد صغيرة "من فئة رشوات الخمسين والمية" وأكد الدكتور فياض على ان من اهم معيقات عمل الهيئة هو القوانين والتشريعات والتي تعمل لجان مختصة على دراستها.
في وقت ما من المحاضرة تمتم أحد الأشخاص ببعض كلمات عن العدالة في التعيينات وانه لا يريد ان يرجو احد للحصول على حقه، وغادر وهو يتمتم بكلمات مثل "حكي فاضي... خربانه...شو بدك تصلح تا تصلح ليش اترجى مسؤول عشان أعين بنتي" في إشارة لعدم وجود عدالة إجتماعية، وغادر القاعة قبل انتهاء المحاضرة، حقيقة كلماته أثارتنا جميعا، وعدت من حيث بدأت....واطبق علينا للحظة الصمت.
تقول الشاعره هبه ياسين الرواشده
".تنتصب الأصابع قامة شجاعة أحيانا..... واحيانا رجع الأفواه محض ضوضاء"
نريد افعال لا اقوال...إذا ما أطبق صمت المسؤولين عن مكافحة الفساد وتحقيق العدالة...سنردد للثورة لغة الاشارة، نحن لم نمت بعد.
مع الاعتذار للشاعرة المبدعة هبة ياسين الرواشدة على الأقتباسات
قصـــــــــــي النســــــــــــــــــــــــــور