أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الفيصلي يتعادل مع الصريح تحذير لسالكي طريق رأس منيف في عجلون : الرؤية منعدمة حاليا 10 شهداء في قصف إسرائيلي على المنشية ببيت لاهيا إصابة 4 جنود إسرائيليين في عملية مستوطنة أرئيل مسؤول فرنسي: النشاط النووي الإيراني قد يكون التهديد الأخطر على الإطلاق الحلي والمجوهرات تحذر من عروض وهمية وتلاعب في اسعار الذهب الجمعة الاميرة غيداء تتحدث عن مسقط راس والدتها :الحق سيعود رغم نوايا العدو ووحشيته مجزرة إسرائيلية جديدة في بيت لاهيا تسفر عن استشهاد 20 فلسطينيًا تعيين رائد الفايز مديراً للدراسات والبرامج في الديوان الملكي إقبال جيد على تخفيضات الجمعة البيضاء في محال الملابس الكبرى نواب بريطانيون يطالبون بفرض عقوبات على إسرائيل الحرة: التخليص على 2300 مركبة كهربائية خلال أول 4 أيام من بدء قرار تخفيض الضريبة إيران تتهم إسرائيل وأمريكا بالوقوف وراء هجمات المعارضة في سوريا محاولة إطلاق نار قرب الخليل وقوات الاحتلال تمشط المنطقة إسرائيل تمدد التعامل مع البنوك الفلسطينية لعام واحد اتحاد الحقوقيين العرب يدعو أحرار العالم لمناصرة الشعب الفلسطيني 50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى من هو جوزف عون صاحب المهمة الصعبة بعد وقف إطلاق النار في لبنان؟ مسيرة بعمان تندد باستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة الأغذية العالمي: مخابز وسط غزة أغلقت أبوابها بسبب نقص الإمدادات

الحمار الأبيض

04-05-2011 11:43 PM

الحمار الأبيض
بقلم : الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com

في أثناء استقبال إمبراطور ألمانيا غليوم الثاني عام 1898م في دمشق , لاحظت الإمبراطورة حمارا أبيض , لفت نظرها وطلبت إلى الوالي أن يأتيها به , لكي تأخذه معها ذكرى , فراح الوالي يبحث عن صاحبه . فعلم أنه يخص أبا الخير أغا . وكان الأغا من وجوه بلدته , ويفاخر دائما بأن له حبيبين : الحمار وحفيده حسني...!!!!
. استدعى الوالي أبا الخير… , وطلب إليه إهداء الحمار الأبيض إلى الإمبراطورة , فاعتذر . فعرض عليه شراءه منه, فأصر على الرفض , ولما اشتد الوالي في الإلحاح , أجابه أبو الخير :
ــ يا أفندينا , إن لدي ستة رؤوس من الخيل الجياد الأصيلة , إن شئت قدمتها كلها للإمبراطورة هدية مني , أما الحمار الأبيض فلا ...!!
استغرب الوالي هذا الجواب , وسأله :
ــ لماذا ؟
قال : سيدي إذا أخذوا الحمار إلى بلادهم ستكتب جرايد الدنيا عنه , ويصبح الحمار الشامي موضع نكتة وربما السخرية , فيقول الناس , إن إمبراطورة ألمانيا لم تجد في دمشق ما يعجبها غير الحمار , ولذلك لن أقدمه إليها , ولن أبيعه !
ونقل الوالي الخبر إلى الإمبراطور وزوجته , فضحكا كثيرا , وأعجبا بالجواب , وأصدر الإمبراطور أمره بمنح أبي الخير وساما , فسمَاه (وسام الحمار الأبيض) ...!!!
هذا ما نقله البارودي في مذكراته ، مع أنني أجهل أي بارودي هو صاحب المذكرات ، ولكن لطرافة الحكاية استعنت بها لأنني كفلاح ومن نشأة قروية أفتخر وأعتز بها ، وأن أبائي وجدودي تقاسموا الحياة مع الحمير ، و أيام المجاعات ،(لا أعادها الله لِما فيها من ذل وهوان على النفوس) تقاسموا معها الشعير ، والذرة البيضاء أيضا ، وكانت الكراديش ولا زالت تطرق أذاننا وتقرع نواقيسها فينا كلما استحضرنا الماضي ، ، وقد كنا نقيم واياها في نفس البيت ، لا نأنف رائحتها ، ولا يزعجنا نهيقها ، وكانت كلها خير وبركة ، تخدمنا وتحملنا ، وموجودة في كل تفاصيل حياتنا ، وحسب الحمار المسكين أنه وخبز الشعير مركوب ومذموم ، كما ذاك الرغيف مأكول ومذموم ...!!!
الحمار يوصف بأوصاف مقذعة ، على أنه قليل الفهم ، وغبي ، وما الى ذلك ، مع أن عشرات الحكايا تدحض تلك التهم القاسية ، ولعل رواية الرجل الذي كان يعمل بالقوادة والدعارة في مكة المكرمة ، والقى الوالي القبض عليه ، وطرده من مكة المكرمة ، فما لبث وأن عاد الى جبل عرفات وأقام تجارته هناك ، وكان يرسل الحمير فيركبها زبائن السوء ، ويأتون داره ، فوشى به البعض للوالي فأحضره ، وقال له : ويحك ، طردناك من بيت الله الحرام ، فذهبت الى المشعر الأعظم..؟؟!!
فأنكر ما أسند اليه من التهم ، فقال الواشي به للوالي :
ــ احضر يا سيدي الحمير واركب أحدها وسترى أين يمضي بك ..!!
وبالفعل ركبوها فسارت بهم لوحدها الى بيت الرجل السوء ، وهنا قبل الوالي شهادة الحمير ، وأراد اقامة الحد عليه ، فتوسله قائلا :
ــ والله لا يحزنني يا سيدي الا شماتة أهل العراق بك عندما يقولون أن والي وأهل مكة يقبلون شهادة الحمير ..!!
أردت بهذه الحكاية الأشارة الى ذكاء الحمير ، وإن حمارا أجربا خير من قائد صنم يذبح أبناء شعبه من أجل منصب يعض عليه بالنواجذ ، وان دم البشر أرخص من بويا الأحذية ومعجون البندورة ، وأن أبادة شعبه أهون عليه من لقب رئيس سابق ...!!!
فلو كان فخامته حمارا لكان خيرا من تلك الفخامة المنفوخة بالهواء الفاسد ...!!!
والحمار كان ملهما لكثير من المفكرين والفلاسفة ، ولعل أبرزهم توفيق الحكيم ملهم عبد الناصر مفجر ثورة يوليو 1952 في كتابه القيم (عودة الروح) ، والباحث الفلسطيني جميل السلحوت في كتابه القيم (حمار الشيخ) وغيرهما ممن كتبوا عن الحمير، ولعل شرف الحمار يتجلى عندما يكون حاكما في البيت الأبيض ، كلما فاز الديموقراطيون بالحكم ، فيعلو حافره الكريم العالم ، حيث ننزوي تحت حافره لمدة أربع سنوات ، قابلة للتجديد بتكرار الولاية ...!!!
مرحى للحمير ، واللعنة على من لم يرتقوا لمصاف الحمير...!!!

http://turath.mo5ayam.com/vb/index.php
منتديات سنجل الباسلة
الموقع الشخصي للكاتب والباحث صالح صلاح شبانة
هذا الرابط لموقع شخصي وخاص ، وهو محاكاة للتراث الشعبي حسب وجهة نظر الكاتب ، وقد يطلق عليه التأريخ الأبداعي ، وهو يختص بتراث القرية الفلسطينية من وجهة نظر أهل سنجل ، أرجو وأتمنى منكم عدم حذف الرابط بذريعة قوانين المنتدى ، وأرجو من القوانين القفز عن هذا الرابط لما فيه من تواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني المهَجّرين ، ولكم التحية .






تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع