زاد الاردن الاخباري -
قال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة، الدكتور عزمي محافظة، إن تسخير الإمكانات الصحية واللوجستية يمكن أن تفضي إلى إعطاء عشرات الآلاف من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، للمواطنين، بشكل يومي.
وأضاف، في تصريح له أن الكوادر الصحية التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية والجامعات، لها القدرة على رفع طاقاتها حال توفر كميات كبيرة من اللقاحات.
وكان وزير الصحة، نذير عبيدات، قد أشار مؤخرا، إلى أن الوزارة لديها القدرة اللوجستية لإعطاء عدد كبير من المواطنين، قد تصل إلى تطعيم 30 أو 40 ألف شخص يوميًا، قائلًا إن إعطاء اللقاح لجميع المواطنين مسؤولية وزارة الصحة.
وأوضح محافظة أن هناك 74 مركزًا صحيًا تم اعتمادها لتقديم مطاعيم كورونا في المملكة، وأن كل مركز يمكنه تقديم نحو 500 جرعة يوميا، مشددًا على أن الوزارة تمتلك جميع الإمكانات لتقديم مطاعيم بعشرات الآلاف من الجرعات، وبالتالي حماية أكبر عدد من المواطنين من الإصابة بالفيروس.
ولفت إلى أن هناك دولا مجاورة، تقدم أرقاما كبيرة بالنسبة للمطاعيم يوميا، والتي منها الإمارات التي وصلت إلى نصف مليون جرعة في اليوم، مبينا أن 40 ألف جرعة يوميا في الأردن لا يعد رقما صعبا حال توفر الكميات المناسبة.
وحول الصعوبات اللوجستية التي تواجه المملكة في توفير اللقاحات، أكد محافظة أن التنافس والتهافت العالمي على اللقاحات المعتمدة أدى إلى شحّ بالإمدادات، مبينا أنه بدا واضحا أن هناك سوقا موازيا لبيع اللقاح، وبالتالي فإن الدول التي تتمتع بقدرات مالية كبيرة تمكنت من الحصول على ملايين الجرعات.
وبين أن الأردن لا يفضل استيراد لقاح عن آخر، حيث اعتمدت وزارة الصحة جميع اللقاحات الموافق عليها من قبل المؤسسة العامة للغذاء والدواء والتي استكملت تجاربها السريرية الثلاثة، ونشرت دراساتها عالميا، على غرار لقاح فايزر – بيونتك واسترازينيكا وسينوفارم، لافتا إلى أن المملكة تدرس حاليا لقاح جونسون آند جونسون.
وقال محافظة: "أعتقد أنه على القطاع الخاص من شركات أدوية، المساهمة أيضا بالاشتراكللحصول على اللقاحات بحيث تكون إدارة هذه المطاعيم تحت مظلة وزارة الصحة”.
وأوضح أن القطاع الخاص لديه مرونة أكبر وقدرة أكثر في الوصول إلى الشركات المصنعة للقاحات، بشرط أن تكون اللقاحات من الشركات المنتجة فقط.
وحول ضعف التسجيل على منصة: "vaccine.jo” من قبل المواطنين، اعتبر محافظة أن هذا الأمر يعد ظاهرة تتجلى في الأردن أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة أو في العالم، مشيرا إلى أنه لم يتم بذل الجهود الكافية لإقناع الناس بضرورة الحصول على المطعوم.
وأكد أن الـ400 ألف شخص الذين سجلوا على منصة اللقاحات المضادة لـ”كورونا”، التي أطلقتها الوزارة في 13 كانون الثاني (يناير) الماضي، لتنفيذ حملة برنامجها الوطني للتطعيم ضد الفيروس، يعد رقما هزيلا، حيث تقل النسبة عن 4 % من سكان المملكة.
ولفت محافظة إلى أن الوزارة تستهدف منح اللقاح إلى ما نسبته 25 % من الأردنيين، داعيا المواطنين للتسجيل في المنصة وانتظار دورهم بالحصول على اللقاح خاصة مع انتشار السلالة البريطانية المتحورة في الأردن والزيادة المطردة في أعداد الإصابات محليا.
وقال إن التطعيم هو الحل الوحيد أمام الأردنيين للعودة إلى حياتهم الطبيعية.
وحول تصريحات خبراء وعلماء أوبئة، وسياسيين غربيين، بأنه على العالم التأقلم مع الفيروس لعشرات الأعوام، أكد محافظة أن الفيروس سيبقى موجودا شأنه شأن العديد من الفيروسات التي أصيبت بها البشرية.
وبين أن هذه الفيروسات تخف حدة تأثيرها على الناس الذين يحصلون على اللقاحات، شأنها شأن فيروس الإنفلونزا الذي كان قاتلا منذ سنوات عديدة وأصبح الناس محصنين من تأثيراته بعد حصول الغالبية منهم على لقاح الإنفلونزا داخل الأردن وحول العالم.
ورفض محافظة فكرة أن المملكة ستبقى تحت تأثير الحظر لسنوات جراء استمرار الفيروس في العالم، مبينا أن الفكرة الأساسية هي القضاء على الوباء وليس القضاء على الفيروس عبر اللقاحات.
وأوضح محافظة أن إعطاء اللقاح للفئات الأكثر اختطارا في الأردن، وهي الكوادر الطبية التي لها تماس مباشر مع المرضى وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، هو الهدف الأساسي حاليا، مشيرا إلى أنه وبعد تحصين هذه الفئات، فإن الوزارة ستقوم بتأمين المطاعيم لباقي فئات الشعب.
وأكد أن دولا متقدمة على غرار الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا تتوقع مع نهاية صيف العام الحالي أن تصل إلى السيطرة على الوباء بسبب التطعيم، خاصة وأنها شهدت على مدار الأشهر الماضية نسب إصابات ووفيات كبيرة.
وقال محافظة، إنه يجب إدارة موضوع المطاعيم بشكل موضوعي وعادل في العالم، عبر توفيرها لجميع دول العالم بلا استثناء وعدم احتكارها من قبل الدول الغنية.