الحُرُكْرُكْ ليس صاروخاً بعيد المدى ..وليس هديّة تقدمها لزوجتك لتصفح عنك عندما يكون (بوزها) شبرين ..وليس نوع فاكهة تضعها في سحّارة (بُكْسة) وتزور بها مريضاً وتحمّل أهله (مليون جميلة) ..!
الحُرُكْرُكْ وضع أردني بامتياز ..أحياناً يكون وضعاً اقتصادياً؛ فيقال لك : يجب أن نفرض ضرائب جديدة ويجب أن نمد أيدينا إلى كل جيوبك بما فيهن الجيوب الأنفية ..ويجب أن نعصرك ليخرج منك ما يُباع لأن الخزينة وضعها (عَ الحُرُكْرُكْ ) ..!
أحياناً يكون الحُرُكْرُكْ قُنبلة اجتماعيّة ..مثلاً : أحدهم يلبس نظارات شمسيّة بالليل على الجلد ؛ أحدهم آخر يقول له ضاحكاً : جد النظارة لايقة عليك ..أحدهم الأوّل يتخّن صوته ويقول بتهديد مبطّن : طيّب خليك في حالك ..أحدهم الثاني يصبح وضعه (عَ الحُرُكْرُكْ) ؛ يعني إذا حكى كلمة زيادة فإن وجهه سيغدومن مطبّات أمانة عمان ..!
لم أرَ شعباً و حكومة وضعهما على الحُرُكْرُكْ كما هو وضع الشعب والحكومات في الأردن ..الشعب يصفّق للحكومات وهو يغلي وجاهز للانقضاض ووضعه حُركرُكيّ ..
أنا في البيت طبّقتُ قاعدة الحُرُكْرُكْ ..ممكن أنفجر بأي لحظة ..وممكن أسقط بأي لحظة ..ممكن أشتري أغراض بـ 100 دينار ولا يحدث شيء ؛ وممكن يتم شراء شيء بدينار واحد و أعمل من الحبّة قبّة ..!!
المقصود ..منذ الميلاد و نحن جميعاً عَ الحُرُكْرُكْ ..لا استقرار بأي شيء ..تراجع خطوة يعني دماراً ..كلمة زيادة تعني طوشة ..ضحكة زيادة تعني جاهة طويلة عريضة ..نظرة طائشة تعني رصاصة طائشة ..لمسة لكيكة في عرس تعني أن شعر الصبايا و البنات من أهل العروسين سيغدو منتوفاً ويتساقط على الأرض..
كلّنا حُركركيون ..لأننا (فاهمين) الحياة غلط ..الحياة استقرار وانطلاق ..وليست استعداداً وانقضاضاً ..!!
كامل النصيرات