زاد الاردن الاخباري -
إبراهيم قبيلات .... لعل من بين الإضاءات الجيدة في التعديل الوزاري الأول لحكومة الدكتور بشر الخصاونة هي اختيار نائب مدير مركز الازمات، العميد مازن الفراية الذي قدم من رحم الأزمة وقلب المؤسسة العسكرية؛ ليحمل حقيبة الداخلية خلفا للوزير المقال سمير مبيضين.
وجه جنوبي آلفته الناس مرتين: الأولى إنه من الجيش العربي، والثانية من نافذة أزمة جائحة كورونا، والحجر المنزلي، فدخل إلى القلوب قبل بيوتها.
من استأذن ودخل هو اليوم وزير داخليتها، وحارسها الامين.
لا شك أن فكرة الاستعانة بالمؤسسة العسكرية وبأشاوس القوات المسلحة، قرار لا تنقصه الحكمة، في وقت انتهت به الدولة من مرحلة التوعية المجتمعية بخطورة الفايروس، وحان اليوم الانتقال إلى مربع قطاف الثمار، ومحاسبة المقصرين وحماية المجتمع وتأمين اللقاحات.
على ان للرجل ميزة أخرى هي أنه يعرف كل شاردة ووارة عن حركة الفايروس، وعاش التجربة ساعة بساعة، ويوما بيوم.
الاختيار حصيف، اختيار أريد له إدارة المرحلة المقبلة بقلب عسكري، وإن اردت اسمع من الاردنيين عن قلب العسكري، ذي الهيبة النقية.
لكن من قال إن على الطاولة الاردنية اليوم فايروس كورونا فقط؟ هذا يدركه وزير داخليتنا جيدا، ولا بد أنه أعد له عدته.
في المشهد الموازي، هناك سيل جارف من جرائم مجتمعية بشعة هزت إنسانيتنا، بظهور وحوش وذئاب بشرية، لن نحمي أنفسنا من أنيابها إلا بوزير داخلية قوي، لا يحابي بتطبيق القانون وإنفاذه على الجميع.
كل ذلك يأتي في أعقاب مرحلة أقلقت الأردنيين، وأزعجت صانع القرار، فدفع ثمنها وزيران سابقان في أقل من ثلاثة أشهر؛ الأمر الذي يخشى معه المراقبون من تعريض الوزير الفراية للواجهة منفرداً، وسط سلسلة أزمات ضاغطة على ظهر الحكومة.
ماذا بعد؟.
دعونا نراقب. أما الجديد ففي أننا نطمئن أن عسكريا ذا قلب يسهر فينا وننام.