هي ابنة البوادي والغور والجبل ، وهي سيدة الحقل وسوسنة السهل وأقحوانة تنمو كل ربيع تنادي بأن العطر انتشر ،
تحزم السنابل كل موسم بين ذراعيها وتغني للبيدر أهازيج فرح مع إطلالة القمر ،
في أطراف ثوبها ترويدة مطرزة كظفائر من ذهب وعلى رأسها تعلو عرجة نسجت من حرير يليق بعنفوانها وكبرياء توارثته لا يعرف الوهن ، وديباجة عطرها من حناء الأرض وعطر ريحانة تتمايل في حوش الدار زرعتها عند العصر قبل أن يؤذن بالسمر .
لله درك يا ابنة الشمال حورية أنت وحوران في عينيها اكتحل ، ويا مزيونة البلقاء تحت ردن ثوبها العز تغنى وفي طيات ثوبها العز اكتمل ، ويا موال الهجيني من جنوبنا الهادي يسري كل صبح من شيحان يعبق بالغزل .
كم أنت حرة ودافئة الحضور تشبهين سمرة القهوة في فناجين تصب كلما الضيف دنا ، تعمرين بيتك بوسائد وبسط مطرزة بأياد لم تعرف إلا ان تعطي وتمنح دون كلل ، وأطباق القش مزينة بألوان توشح جدران بيتك العامر بالحب وحكايات من مروا وما باحوا ، تتوسدين العز وتتفوهين بكلمات رصينة ولدت من رحم أردنية لم يعيها الزمن ، أنجبت رجالا وأبطالا نذروا أنفسهم وأقسموا أن لا يكونوا إلا للوطن ، موسوم على جباههم وزنودهم شعارا بأن نحن سورا يحمي الأهل والعشيرة نموت عزا ليحيا الوطن .
العالم يهنيء المرأة في كل آذار ونحن ننسج الهمم ، نصحو كل صباح ننشد لحنا يشرق من سهول إربد حاملا سنا اللوز وعطرا من لزاب عجلون قاطفا زهرا من بساتين جرش مزنرا ابرائحة الهيل من أطراف البلقاء وخزامى الغور وقيصوم الكرك يتغنى بدفلى الوادي و سحر الرمل وزرقة البحر في خليجنا الهادي ،
في يوم المرأة أهنئك يا أيقونة النساء وفخر كل من جادت بها الحياة فكانت نعمة للبشر ، وأقول لو لم أكن من سبط بلادي وذريتها لتمنيت أن أكون، لكنني كنت وهذا يكفيني كي أرفع الهامة لأنني إمرأة من ضلع هذا الحمى وأخواتي جميعهن أغصان عز تتمايل بدلال وفي ضمائرهن يدخرن هذا الوطن .
وكم واحدة منهن سطرت وتركت بصمة في مواقع تبوأتها وأثبتت أنها سيدة معجونة بالقوة صاحبة فكر نير تعمل بجانب الرجل وتعطي من كل جهدها لتثبت بانها الرمز والثقة تجدر بها تمنحها عصمة من كل زلل أو خلل .
فلكل أردنية ولكل امرأة في هذا الكون أرفع باقة من أجمل الأمنيات وأصدق التحايا وأجمل العبارات في يمكن ولتبقى كل واحدة مثل شجرة سنديان لا تعرف انهزاما تنمو رغم قسوة الصخر لا تنحني وإن جار الريح وعصف المطر .
كل عام وكل نساء الأرض بألف خير وسلام.