زاد الاردن الاخباري -
منذ بداية الجائحة ومع تباين الظروف بين لحظة وأخرى وتعدد السلالات وكل ما أعلن عنه من أوامر دفاع وإجراءاتٍ - كان لا بد منها - للتخفيف من وقع الجائحة على المواطن أولا وعلى كافة القطاعات الاقتصادية ثانياً وعلى الوضع العام بشكل كلي.
وبالنظر إلى ساعات عمل القطاعات المختلفة والأثر البيئي الإيجابي الذي لمسناه خلال فترات الحظر الشامل التي امتدت لأشهر حين تغنى بعضنا بعودته لممارسة رياضة المشي وتغنى البعض الآخر بالتزام أبناء حَيِّهِ بالتباعد الاجتماعي ولبس الكمامة عند الذهاب للتسوق وتغنى غيرهم بأمور ايجابية عديدة برغم صعوبة الظرف والتغير الإجباري الذي طرأ على نمط الحياة الاجتماعية والذي صاحبه في كثير من الأحيان آلام واوجاع بفقدان خل او قريب أو بإصابة أحدهما أو كلاهما بهذا الفيروس اللئيم الذي أمسى يفتك وينتشر كما النار في الهشيم.
وبالعودة إلى ما عاشه البعض من حنين للماضي والأيام الخوالي وافتقاد لمة الأهل والأصحاب لننظر معا إلى الأسباب الحقيقية التي كانت تقف وراء ذلك ولا ننكرها، فكيف كان الوضع في زمن الراحة النفسية كانت حتى القنوات التلفزيونية تغلق في ساعة محددة لكل الأيام عدا يوم الخميس نهاية الأسبوع الذي يليه يوم الراحة يوم الجمعة.
في كل دول العالم تغلق المحال التجارية عند العاشرة ليلاً وبعضها عند الثامنة مساءً خلال أيام الأسبوع عدا اليوم الأخير الذي يليه يوم الإجازة الأسبوعية وهذا كان حالنا في الماضي، فكان البقال يغلق بعد صلاة العشاء صيفاً وبعد صلاة المغرب شتاء وكذلك الحال بالنسبة للمطعم الشعبي أو صالون الحلاقة أو محال النوفوتيه والبوتيكات.
لتبقى الصيدلية المناوبة إلى جانب الطبيب المناوب مثلاً حيث كان هناك برنامج للصيدليات المناوبة خلال أيام الأسبوع وأيام الجمع.
وكان هناك تفاهمات بين تجار الحي فيفتح أبو محمد دكانه في وقت مبكر من الصباح ليغلقها مبكراً عند غروب شمس ذلك اليوم على أن يقوم أبو عزيز بفتح دكانه قبيل ظهر ذلك اليوم ليغلقها بعيد صلاة العشاء من نفس اليوم.
حتى المخابز كانت تخضع لبرنامج مناوبات فتغلق بعضها أمام الزبائن عشية تلك الأيام وتبقى المخابز المناوبة تعمل لساعة معينة لما بعد عشية ذلك اليوم.
يستثنى من ذلك أيام الأعياد والمناسبات وشهر رمضان الكريم الذي كان يأخذ حصة من البرمجة تتواءم وأيامه المباركة.
حينها كان هنالك حقاً وقت للعائلة والأصحاب لدى الجميع، وكانت نسب التلوث عند أدناها لقلة حركة ونشاط الناس خارج أوقات عمل القطاعات التجارية المختلفة.
أما آن الأوان لإعادة النظر في ساعات عمل القطاعات لربما تكون حلاًّ مناسباً يغني عن العودة للتفكير بالإغلاقات ونحث بعضنا كما كنا نؤازر ونباهي الأحياء السكنية الأخرى بالتزام سكان حينا وتجار الحي بتدابير الوقاية والسلامة العامة.
فجميعنا الآن بات مدركا للمخاطر بعد أن دخل الفيروس اللئيم إلى كل منزل من منازلنا وكل حي من أحيائنا وخطف من بيننا من خطف.
أي إجراء وقائي على الصعيد الشخصي موضع تقدير الآن فلم يعد ارتداء الكمامة مشهداً غريباً في كل أرجاء المعمورة بعد أن كنا نستهزيء ببعض الشعوب التي اعتادتها واصبحت جزءاً من ثقافتها.
حماكم الله جميعاً من شر هذا الوباء وحمى أردننا الغالي والإنسانية جمعاء.