زاد الاردن الاخباري -
وبّخ قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، السياسيين "الطائفيين"، متهما إياهم بالتسبب في تفاقم الأزمة التي تمر بها البلاد.
وقالت مصادر لوكالة "رويترز" إن رسالة جوزيف عون الغاضبة تأتي بعد أوامر وجهها له رئيس الجمهورية ميشال عون بضرورة فتح الطرق المغلقة من قبل المحتجين، وهو ما دفع قائد الجيش إلى إصدار رسائل.
وقال جوزيف عون: "العسكريون يعانون ويجوعون مثل الشعب".
وتابع مخاطبا السياسيين والمسؤولين: "إلى أين نحن ذاهبون، ماذا تنوون أن تفعلوا، لقد حذرنا أكثر من مرة من خطورة الوضع وإمكان انفجاره".
وأضاف: "إذا كان البعض عم يهدف لضرب الجيش وفرطه، هم يعرفون أن فرط الجيش يعني نهاية الكيان، هذا الشيء مستحيل أن يصير. الجيش متماسك وتجربة الـ75 لا ولن تتكّرر". وكان الرئيس عون قال في بيان إن "الأوضاع المستجدّة على الصعيدين المالي والأمني تحتاج إلى معالجة سريعة لأننا نشهد ارتفاعا غير مبرّر في سعر صرف الدولار بالتزامن مع شائعات هدفها ضرب العملة الوطنية وزعزعة الاستقرار".
وتابع البيان: "هذا الواقع يفرض اتّخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لملاحقة المتلاعبين بلقمة عيش اللبنانيّين من خلال رفع الأسعار على نحو غير مبرّر".
وأوضح البيان أن الرئيس طلب "من الأجهزة الأمنيّة الكشف عن الخطط الموضوعة للإساءة للبلاد، لا سيما بعدما توافرت معلومات عن وجود جهات ومنصات خارجية تعمل على ضرب النقد ومكانة الدولة المالية".
أزمة كهرباء محتملة
على وقع الأزمات المتلاحقة، قال وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر، إن بلاده تملك الأموال الكافية لاستيراد وقود الكهرباء حتى آخر آذار/ مارس الحالي فقط.
وفي تصريحات لقناة "إل بي سي"، قال غجر: "قد نصل إلى الانقطاع التام للكهرباء بعد نهاية هذا الشهر".
وأضاف محذرا: "نعتمد على سلفة من الخزينة، وإن لم تتوفر الأموال اللازمة فقد نصل إلى الانقطاع التام للكهرباء".
وبعد حديثه عن أن أسباب هذا الانقطاع المحتمل هو مشاكل في هيكلية التعرفة، قال غجر: "العراق سيمد لبنان بـ 500 ألف طن من الفيول الأسود، وحاجة لبنان هي مليون طن، وما سنقوم به هو استبدال هذا النفط ونضع بالمقابل في مصرف لبنان قيمة هذا النفط على أن تصرف هذه الدولارات داخل لبنان حصرا، ونحن بانتظار توقيع الاتفاق من قبل الحكومة العراقية".
وتابع: "مشاريع الكهرباء بحاجة لأموال طائلة، في كل دول العالم، والحل الوحيد أمامنا لحل أزمة الكهرباء هو عبر القطاع الخاص لكن كل شيء مرتبط بصندوق النقد الدولي".
ويعاني لبنان انقطاعا متكررا للكهرباء نتيجة اتخاذ الحكومة نظاما للترشيد والتقنين، وهو ما يعني انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق مختلفة لساعات يوميا.
الاحتجاجات تتواصل
في السياق ذاته، يواصل اللبنانيون خروجهم اليومي إلى الشوارع، في بيروت وطرابلس، وصيدا، ومناطق مختلفة من البلاد.
ففي بيروت، واصل المئات الاحتشاد عند طرق رئيسية بعدما سمحوا بفتح أغلبها لتسيير حركة المرور عقب إغلاق كامل الاثنين.
لكن المتظاهرين، الذي يحتجون لليوم السابع على التوالي على تردي الأوضاع المعيشية وتدهور سعر الليرة (العملة المحلية)، هددوا بإعادة إغلاق الطرق التي فتحوها ما لم تتدخل الحكومة سريعا باتخاذ إجراءات لتحسين الأوضاع المعيشة وتصحيح مسار أسعار الليرة.
وفي صور حاول رجل إحراق نفسه بعدما سكب البنزين على جسمه، لكن الدفاع المدني أوقفه في الوقت المناسب وفقا لما نشرته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وفقد عشرات الآلاف وظائفهم بسبب الأزمة التي أدت أيضا إلى تجميد الحسابات المصرفية وبدأ كثيرون يعانون من الجوع.
ووسط استقطاب حاد، يمر لبنان بأزمة سياسية واقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية؛ إذ عجز حتى الآن عن تشكيل حكومة جديدة بقيادة سعد الحريري، منذ استقالة حكومة دياب في 10 آب/ أغسطس 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ بيروت.