خطوة فقط تبعدنا عن بوتقة اللاعودة وحكومات سابقة وحالية تقربنا أكثر فأكثر نحو هلاكٍ محتم، الأردني يا أصحاب المعالي أصبح الموت عنوان حياته، نموت بسبب خطأ طبي، نموت بسبب العنف الأسري، نموت بسبب مدعيي الشرف، نموت على يد المجرمين وحاصدي الأتاوات، نموت في رحلة مدرسية إلى البحر الميّت، نموت من وجبات الشاورما، نموت ونحن حتى في المدن الترفيهية، نموت على الطرق الصحراوية، نموت في الفنادق بطعام منتهي الصلاحية، نموت في الطرقات برداً وجوعاً من حاضرٍ ومستقبلٍ لا نعرف ملامحه، حتى في أماكن وجدت لتحد من طوفان الإستهتار بالأرواح ينقطع فيها مصل الحياة فتواري أجساد العشرات في ثلاجات الموتى، وما زالت مسرحية إلقاء اللوم والتهرب من مواجهة الكارثة سيدة الموقف.
وإن لم نمت من هذا كله نموت قهراً لأننا أصبحنا نعيش في بلد أرخص ما فيها روح الإنسان، لكن لا عليك أيها المواطن فالحكومة الرشيدة أقرت حظر يوم الجمعة حتى لا نموت بسبب وباء كورونا.
أصحاب المعالي؛ من تخاذل في تفجير الأزمة لا بد أن يحاسب، تعبنا من نظريات كبش الفداء لرؤوس تسقط، وأيادي خفية تلوذ بالفرار بما فعلت، الحل في إصلاح المنظومة لا تغير المناصب والمقاعد والوجوه يا سادة يا كرام، لقد أثقلتم كواهلنا بالجباية والقرارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، حتى أصبحنا في الدرك الأسفل من الحضيض النفسي والمالي، الشارع الأردني لم يبقى في ساحاته فسحة لكارثة أخرى، إرحموا شعباً فقد حتى شغف البقاء على قيد الحياة.
أسماء العسود.