صحونا اليوم على وجع جديد كان بمثابة صدمة آلمت كل من له ضمير حي يعرف معنى المسؤولية ويقدر ثقل منصبه الذي يشغله تكليفا لا تشريفا .
صحونا وربيع الأرض يشتعل ينادينا أن نتفاءل رغم سطوة المرض ونزف الأرواح كل يوم لأناس هم جزءا من ثروة هذا الوطن لكنهم ذهبوا في رحلة نحو الصمت وراحة الثرى حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهد .
قبلنا بهذا الألم وتقبلناها كون أن الوضع ليس مقصورا علينا في الأردن بل يجتاح وينعش كل أرجاء الأرض دون رحمة ، وما كان من ثكلى الروح إلا الترحم على أحبتهم مؤثرين كظم وجعهم ودفن الجراح مع من قضوا من أحبتهم ولن يعودوا .
الحزن يجثم فوق الصدور والحجر يشمل كل القطاعات وتعثر الأوضاع أصبح من بديهيات أيامنا وتراجع الأحوال لا يجد من يسعفه ورغم كل ذلك تقبلنا وسنقبل لأننا أبناء كرامة علمتنا أن نجوع ولا نشتكي والأمل معقود على أن هذه الغيمة ستزول وتظافر الجهود هو المطلوب وشد الأحزمة أضحى واجبا علينا جميعا حتى نتخطى هذه الضائقة وتمر غيمة الحزن وآفة المرض التي تتربص بنا في كل زاوية وشارع ولقاء .
قبلنا يا وطني بكل ذلك بنفس طائعة والتزام يعتبر شبه كلي حتى لا نخالف التوجهات ولنكون في خندق الوطن كما تعودنا مع جهود الدولة والقائمين عليها للسيطرة على هذا الأنين وتقليص حجم الألم وعبورنا الآمن نحو شاطيء الأمان بأقل الخسائر .
لكن أن نصحو اليوم على صرخات الوجع واستغاثات المرضى الذين صارعوا من أجل نفحة أكسجين تنعشهم وتبعد عنهم شبح الموت وعذاب الإنتظار كي يسعفون أرواحهم التي زهقت بتأن وموت بطيء يرجون الرحمة دون مجيب فهذا قمة الألم وحزن سوف لا تمحوه الأيام لأنه ما كان سوى نتيجة إهمال وعدم تمثل بروح المسؤولية من قبل أفراد لا تعنيهم حياة من إئتمنوهم على أرواحهم وأجسادهم على امل أنيعودوا لبيوتهم لابسين ثوب العافية والصحة بعد أن اجتازوا امتحان المرض وليله الطويل .
ما حدث في مستشفى السلط الشماء صباح اليوم وفي مستشفا"عريق السمعة كما يفترض يربض فوق تلة من تلال البلقاء الشماء يأتيها الهواء من كل صوب وحدب حاملا عطر الأرض ورحيق الدحنون وعبق البيلسان ، ما حدث كان لطمة ووصمة تقصير من صنع الإنسان الذي كان في سهوة من أمره لا يخشى من عقاب أو سطوة قانون ولا يلتفت لواجبه الذي هو بمثابة فرض أخلاقي لا يحتاج سوى لرقابة ضمير وصحوة خلق وتقدير مسؤولية ألقيت على عاتقه كي لا يخونها ويخون ذاته ونفسه قبل كل شيء .
ستبقى السلط سيدة الزمان شامخة الحضور رغم جرح غار في جسدها لن تنساه ، وسيبقى الأردنيون كما هو ديدنهم حماة لهذا الوطن لا يفرطون به مهما جارت عليهم أيامهم وخانهم الزمان ، وكلنا ثقة بإصلاح إداري عميق يمتد حتى الجذور يقوم كل المسارات وكل القطاعات ، فالقيادة هاشمية لن تقبل بضيقنا وهذا المصير ومسؤولينا وإداريين سينتفضون ويختارون صلاح القرار من أجل رفعتك يا وطن .
لكل من توفاهم الله الرحمة والغفران ولذويهم كل معاني العزاء والمواساة ، وللوطن الذي به نؤمن كل مساعي الخير وحكمة المسؤولين في تصحيح ولملمة الجراح وإعادة بناء المنظومة الاجتماعية والخدمية والوظيفية ليعلو ويحلو هذا الحمى من جديد بإذن القدير .