زاد الاردن الاخباري -
دعت مجموعات من حراك 17 أكتوبر/تشرين، في لبنان للعودة إلى الساحات ونصب الخيام، بمشاركة متقاعدي الجيش اللبناني، في ساحة الشهداء بالعاصمة.
وقد تمكن محتجون غاضبون، اليوم السبت، من اقتلاع أحد أبواب مداخل مجلس النواب (البرلمان) وسط العاصمة بيروت.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن عددا من المحتجين اعتصموا أمام مداخل مجلس النواب في ساحة الشهداء، وقاموا برمي المرفقعات والحجارة باتجاه المجلس، وسط انتشار أمني مكثف.
وأضافت: "تمكن المحتجون من كسر واقتلاع أحد الأبواب الحديدية لمدخل مجلس النواب في وسط بيروت، بعد أن قامت القوى الأمنية برمي القنابل المسيلة للدموع بإتجاههم، فغادروا باتجاه ساحة الشهداء وانسحب العسكريون المتقاعدون أيضا من أمام مجلس النواب".
واشتدت وتيرة الاحتجاجات مجددا في لبنان على خلفية تردي الأوضاع الاقتصادية بشكل غير مسبوق، واحتجاجا على ما يسمونه الفساد السياسي والتأخر في تشكيل حكومة.
ويهدف المتظاهرون إلى الضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات عملية من أجل مكافحة الفساد ووقف الانهيار الاقتصادي، مطالبين بتشكيل حكومة مستقلة جديدة وإخراج لبنان من أزمته المتفاقمة.
ومنذ نحو عام ونصف العام، يشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، قادت إلى خسارة العملة المحلية أكثر من 80% من قيمتها مقابل الدولار، وفاقمت معدلات التضخم.
ويواجه لبنان أزمة في تشكيل الحكومة، منذ أن تم تكليف سعد الحريري بالمهمة للمرة الرابعة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث تعهد بتشكيل حكومة اختصاصيين لتنفيذ الإصلاحات الضرورية لتلقي مساعدات خارجية.
وفي مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قدم إلى رئيس الجمهورية "تشكيلة حكومية من 18 وزيرا من أصحاب الاختصاص، بعيدا عن الانتماء الحزبي"، إلا أن عون أعلن اعتراضه على تشكيلة الحريري، معتبرا أنه شكلها دون الاتفاق معه من خلال تفرد بتسمية الوزراء.
وشهدت مدينة طرابلس تحركًا آخر استجابة لدعوات التظاهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما يراهن النشطاء على حجم التظاهرات في العاصمة بيروت.
والجمعة خرجت مسيرة من محيط وزارة الداخلية حتى وصلت إلى مقر البرلمان، بدعوة من المجموعات اليسارية. وقالت المجموعات الداعية للتظاهر إنها تهدف لزيادة الضغط الشعبي ضد السلطة احتجاجًا على الأوضاع المعيشية السائدة، وعدم إقرار حلول في وقت تجاوز سعر صرف الدولار في السوق السوداء 12 ألف ليرة لبنانية، الأمر الذي يشير إلى أن العملة المحلية خسرت أكثر من 90% من قيمتها.
اتصالات فاشلة
ولم تؤد الاتصالات الجانبية غير المعلنة بمجملها الى اختراق الجمود الذي يلف عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.. كما لم تبد الأطراف السياسية أية تحركات صادقة لإنقاذ لبنان من «كارثة الانهيار» المتوقعة، بحسب تعبير وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، في توصيفة للوضع «المتردي ـ العبثي» في لبنان، مؤكدا أن الوقت ينفد لمنع انهيار لبنان، ولا يرى أي مؤشر على أن السياسيين اللبنانيين يبذلون ما في وسعهم لإنقاذ بلادهم..
واعتبر لودريان أن «الوقت قصير جداً قبل انهيار لبنان». وقال: أشعر بالحزن والغضب والفزع إزاء ما يجري هناك، إذا انهار لبنان سيكون ذلك كارثة له وللاجئين الفلسطينيين والسوريين على أرضه، ولكل المنطقة.