أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ملامح إدارة ترامب الجديدة في البيت الأبيض البستنجي: قرار إعفاء السيارات الكهربائية حل جزء من مشكلة المركبات العالقة في المنطقة الحرة ارتفاع الشهداء الصحفيين في غزة إلى 189 بالتفاصيل .. اهم قرارات مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة اليوم الصحة اللبنانية: 24 شهيدا في غارات على البقاع الأردن .. السماح للمستثمرين في مشاريع البترول بتقديم عروض دون مذكرات تفاهم كولومبيا والنرويج يلتزمان باعتقال نتنياهو ارتفاع ضحايا مجزرة بيروت ومصدر ينفي استهداف قيادي بحزب الله انتخاب الأميرة آية بنت فيصل رئيسة لاتحاد الكرة الطائرة (وكلاء السيارات) تعلق على القرار الجديد حول ضريبة المركبات الكهربائية رويترز: أوكرانيا خسرت أكثر من 40% من الأراضي التي سيطرت عليها في كورسك الروسية وزير الدفاع الأميركي يشدد على التزام بلاده بحل دبلوماسي في لبنان أبو عبيدة: مقتل أسيرة في غزة والخطر يهدد حياة أخرى إيلون ماسك: أمريكا تتجه بسرعة كبيرة نحو الإفلاس الأردنيون يقيمون صلاة الاستسقاء اشتعال مركبة بخلدا وبطولة مواطن تحول دون وقوع كارثة قرار حكومي جديد حول ضريبة السيَّارات الكهربائيَّة أول تعليق لإردوغان على مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتانياهو المرصد العمالي: الحد الأدنى للأجور لا يغطي احتياجات أساسية للعاملين وأسرهم الديوان الملكي: الأردن يوظف إمكانياته لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان
الصفحة الرئيسية عربي و دولي كيف تم نبش قبر ترمب بالبيت الأبيض /الحلقة...

كيف تم نبش قبر ترمب بالبيت الأبيض /الحلقة الأولى

كيف تم نبش قبر ترمب بالبيت الأبيض /الحلقة الأولى

16-03-2021 12:51 AM

زاد الاردن الاخباري -

رصد ومتابعة :- عيسى محارب العجارمة - لعله الفلم الأكثر إثارة بتاريخ هوليود لو قدر له العرض على الشاشة الكبيرة ولربما حقق نجاحا اكثر من فلم العراب دعونا كيف تم نبش قبر ترمب بالبيت الأبيض لا بل وكثير من الرؤساء قبله.
رغم قدسية الانتخابات وديباجات الديمقراطية فى السرديات السياسية والتاريخية الأمريكية، إلا أن التاريخ يحمل لنا محطات عنيفة من صراع مراكز القوى، والمؤسسات الموازية، والشركات والشبكات التى تدخلت مرارًا فى صناعة القرار الأمريكى العالمى، حيث يصبح الرئيس مجرد دمية بل ربما يكون ضحية، بينما تلك الجماعات هى الصانع الحقيقى لسياسات أمريكا داخليًا وخارجيًا، ما يؤثر فى الشئون الدولية والسياسة الخارجية على المستوى العالمى على ضوء المكانة العالمية التى تمثلها الولايات المتحدة الأمريكية فى قيادة النظام الدولى.

مفهوم الدول العميقة

فى العقد الأول من القرن العشرين، عرفت العلوم السياسية مصطلح «الدولة العميقة»، وبعيدًا عن الاستخدام والتأويل المصرى الحميد لهذا المصطلح عبر نشطاء وسائل التواصل الاجتماعى، فهو مصطلح يشير إلى تغول مراكز القوى واتصالاتها بشبكات من المصالح الاقتصادية والسياسية داخل وخارج البلاد بغية تقويض الحاكم أو السلطة سواء الشرعية أو المنتخبة من أجل تحقيق أجندة أهداف ومصالح بعيدة عن أجندة الحاكم المنتخب أو الشرعى للبلاد.

وعادة ما ارتبط مصطلح الدولة العميقة باتصال رجالات الدولة خلف الستار بشبكات رجال الأعمال الفاسدين والتجارات غير الشرعية، وحاول مثقفون مأجورون لصالح تركيا الترويج لهذا المصطلح فى سنوات الربيع العربى بحق حكومات مصر وسوريا وليبيا، وللمفارقة فإن مصطلح الدولة العميقة لم ينشأ فى العلوم السياسية إلا من أجل وصف العقدين الأخيرين من عمر «الدولة العثمانية» ولاحقًا لتفسير الكثير من مجريات الشئون العامة فى تركيا منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين وحتى اليوم، حتى يمكن القول إن تركيا هى البلد الذى قدم النموذج المثالى لمصطلح الدولة العميقة فى العلوم السياسية.

الجيش درس التحرك ضد روزفيلت

لكن لا يمكن تصنيف كل «شبكة» أو «تنظيم» خلف الستار بأنه «دولة عميقة»، إذ هنالك مفاهيم سياسية أخرى تحمل رنينًا إيجابيًا مثل الجماعات الموازية أو حكومات الظل، كما أن بعض الأطراف وإن اتفقت إلا أنها كانت تسعى للصالح العام، ويحمل لنا التاريخ رؤية المشير/المارشال دوجلاس ماك-آرثر (1880 – 1964) حينما كان رئيسًا لأركان الجيش الأمريكى ما بين عامى 1930 و1935 أن الجيش الأمريكى سئم من إخفاق الرئيس فرانكلين روزفيلت فى التصدى للأزمة الاقتصادية فى عام حكمه الأول الذى بدأ فى مارس 1933، وأنه – للمفارقة – نظر الجيش الأمريكى إلى تجربة المستشار الألمانى أدولف هتلر بأنها أفضل اقتصاديًا للتصدى للأزمة الاقتصادية العالمية التى بدأت عام 1929، وهو ما جعل عددًا من قادة الجيش الأمريكى يدرسون تنفيذ تحرك سياسى يهدف إلى إعلان الطوارئ والأحكام العرفية وعزل الرئيس وتنصيب الجنرال – وقتذاك – دوجلاس ماك أرثر رئيسًا مؤقتًا وتنفيذ سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية لإنقاذ أمريكا من الانهيار.

ومع صعوبة تنفيذ المارشال ماك أرثر لهذا التحرك، قدم استقالته لينتهى فصل غير مألوف فى تاريخ أمريكا من صراع المؤسسات، ولكن المفارقة أنه حينما التحقت الولايات المتحدة بالحرب العالمية الثانية فإن روزفيلت تحت إلحاح جنرالات الجيش الأمريكى استدعى ماك أرثر للخدمة، حيث قاد الجيش الأمريكى لاجتياح نظيره اليابانى فى آسيا وتمشيط الدول الآسيوية من الاحتلال اليابانى إلى أن دخل الجيش الأمريكى إلى العاصمة اليابانية طوكيو وتم تعيين دوجلاس ماك أرثر حاكمًا عسكريًا لليابان ما بين عامى 1945 و1951، ولاحقًا مثلت رؤية ماك أرثر خلافًا جديدًا بين مراكز القوى داخل الإدارات الأمريكية حينما اختلف مع الرئيس هارى ترومان حول رؤية القيادة السياسية لحرب كوريا ولكن ترومان أقال ماك أرثر وأبعده من غرف القيادة العسكرية الخاصة بالحرب الكورية رغم خبرة المارشال غير المسبوقة فى محاربة الدول الآسيوية ويكفى القول أنه لاحقًا حذر القيادة السياسية من غزو فيتنام أواخر الخمسينيات وهى رؤية أثبتت صوابها عقب عقدين من الزمان.

ويحمل لنا تاريخ جماعات الظل أنها عرقلت فوز دوجلاس ماك آرثر ببطاقة الترشح للرئاسة عبر الحزب الجمهورى فى انتخابات 1944 و1948.

المجمع العسكرى الصناعى

لقد حذر الرئيس دوايت أيزنهاور الأمريكان فى خطاب عام من سيطرة المجمع العسكرى الصناعى على الولايات المتحدة، وحذر خلفه جون كيندى من جماعات غير منتخبة تعمل خلف الستار للسيطرة على الحكومات المنتخبة، وهو الخطاب الذى ينظر إليه بالخطأ أن كيندى يحذر مما يسمى بالماسونية، بينما كيندى كان يتحدث عن شبكات مصالح كانت مستفيدة من استمرار الحرب الباردة عكس جهود كيندى لإبرام اتفاقية سلام مع الاتحاد السوفيتى تنهى تلك الحرب ورفضه الانحياز الأمريكى المطلق لإسرائيل وتواصله مع مصر وخطاباته المتبادلة مع الرئيس جمال عبدالناصر والتى أسفر عنها اعتراف واشنطن بجمهورية اليمن، وهى شبكة مراكز القوى التى ينظر إليها باعتبارها المتهم الأول فى اغتيال الرئيس جون كيندى ثم شقيقه وزير العدل روبرت كيندى حينما حاول الترشح لانتخابات الرئاسة 1968 لاستكمال رؤية أخيه المعادية لشبكات المصالح الغربية وأجندة النظام العالمى.

شبكات المحافظين الجدد

ما بين شبكة من الجمهوريين ضمت هنرى كسينجر وجورج بوش الأب تواصلت مع إيران الخومينية لترتيب أعمال عدائية إيرانية بحق السفارة الأمريكية ما يحرج الرئيس الديمقراطى جيمى كارتر ويتسبب فى سقوطه أمام المرشح الجمهورى رونالد ريجان، وهو ما حدث حرفيًا عام 1980، أو وجود حكومة ظل جمهورية من المحافظين الجدد تحكم أمريكا طيلة ولايتى رونالد ريجان وشاركوا خلفه الجمهورى جورج بوش الأب فى الحكم، أو شبكات مصالح رفضت سياسات الرئيس الديمقراطى بيل كلينتون وصنعت فضيحة مونيكا برنارد لوينسكى عبر معرفة نقاط ضعف الرئيس الأمريكى وذوقه فى النساء وصولًا إلى دس المتدربة الحسناء الشبقة ذات التاريخ الطويل فى السلوك المنفلت إلى مكتبه، كانت مؤسسات الظل والدولة العميقة وشبكات المصالح حاضرة فوق الدستور الأمريكى من أجل تحريك السلطات المنتخبة لصالح أچندة أهداف بعينها.

ولا يخفى على أحد أن السلطة فى سنوات جورج بوش الابن كانت فى يد نائبه ديك تشينى، وأن هنالك مخططًا فشل فى اغتيال بوش الابن يوم 11 سبتمبر 2001 من أجل تفعيل الدستور ونقل السلطة إلى النائب عقب أقل من تسعة أشهر من إتمام بوش الابن مهمته واستغلال شعبيته كحاكم شاب ناجح لتكساس فى إعادة المحافظين الجدد إلى البيت الأبيض.

تمرد الجيش فى سنوات بوش الابن

وخلال الولاية الأولى لبوش الابن، نشأ تنظيم داخل الجيش الأمريكى رفض سياسات وأسلوب وزير الدفاع دونالد رامسفيلد فى إدارة حرب العراق، وتواصل هؤلاء الضباط الغاضبون مع وزير الخارجية الجنرال كولين باول ونائبه ريتشارد ارميتاج وتواصلوا سرًا مع قيادات فى الحزب الجمهورى حيث طلبوا منهم إقالة رامسفيلد وتولى باول وزارة الدفاع أو ترشيح كولين باول نائبا للرئيس بدلًا من ديك تشينى فى انتخابات الرئاسة نوفمبر 2004، وهى أفكار قاومتها تنظيمات المحافظين الجدد داخل الحزب الجمهورى وما أن حسموا انتخابات الرئاسة نوفمبر 2004 حتى جرى الاتفاق على إقالة باول وارميتاج وتكليف الوزيرة الجديدة كونداليزا رايس ونوابها روبرت زوليك وجون نيجروبونتى بإخماد تلك الاتصالات بين مكتب الخارجية وبعض ضباط الجيش.

ولعل تلك الواقعة كانت سببًا فى عزوف الرئيس الديمقراطى باراك أوباما عن تعيين الجمهورى كولين باول فى منصب وزير التعليم أو وزير الإسكان رغم أن دوائر الديمقراطيين رحبت بهذا المقترح حينما يحتسب للحزب أنه عين وزيرًا من الحزب المنافس وبتاريخ باول الذى أيد ترشيح أوباما لأسباب عرقية.

نصف انقلاب فى سنوات أوباما

سبق للصحفى الأمريكى الشهير سيمور هيرش فى تقرير مطول بمجلة «لندن ريفيو أوف بوك» أن كشف قيام الجيش الأمريكى بقيادة رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتين ديمبسى ما بين عامى 2013 و 2015 برعاية خط اتصال بين الجيش الأمريكى والجيش الروسى بموافقة الكرملين الذى اتخذ قرار التدخل الروسى العسكرى فى سوريا ولكن دون رغبة من الرئيس فلاديمير بوتين بحدوث صدام بين الجيوش الأوروبية والروسية فى سوريا وهو ما تم إنجازه فى اتصالات جرت خلال عامين دون أن يعرف الرئيس باراك أوباما عنها شيئًا ما جعل الكاتب الأمريكى يعنون تلك التفاصيل بأنها انقلاب عسكرى سرى فى واشنطن طيلة عامين.

ولكل تاريخ حكومات الظل والدولة العميقة والجماعات السرية وشبكات المصالح وصراع المؤسسات ومراكز القوى فى أمريكا ما بين عهدى روزفيلت وأوباما يوضع فى كفة، وما جرى فى سنوات ترامب الأربع يوضع فى كفة أخرى.

صراع «الحكومة السرية» و«حكومة الظل» فى سنوات ترامب

أتى ترامب من خارج النخبة الحاكمة فى الحزبين الكبيرين، ورفض إملاءات النظام العالمى على واشنطن من أجل أن يكون لأمريكا القيادة فى المسرح العالمى، وهدد شعبية الزعامات السياسية فى الحزبين الكبيرين وهدد الزعامات التاريخية فى الحزب الجمهورى، وكانت أغلب سياساته وآرائه مرفوضة بالنسبة للتيار النيوليبرالى الذى يجمع بين أطياف اليمين المحافظ والوسط الليبرالى واليسار التقدمى والخضر داخل الحزبين الكبيرين.

وقد بدأت «الدولة العميقة» و«حكومة الظل» وشبكات المصالح الغربية وشبكة المصالح المشتركة بين الحزبين الكبيرين وصراع المؤسسات ومراكز القوى فى محاربة ترامب وحكومته أو الصراع داخل حكومته، فلا يمر شهر إلا ويقوم ترامب بإقصاء أحد وزرائه أو مستشاريه أو مسئولى حكومته بسبب أنهم من «الدولة العميقة» كما كان يكتب بنفسه عبر موقع التدوينات القصيرة «تويتر».

خلال أربع سنوات فحسب، عين ترامب خمسة وزراء للدفاع، وللمفارقة حينما انتهت ولاية ترامب فى 20 يناير 2021، فإن نائب وزير دفاعه ديفيد نوركويست قد تولى وزارة الدفاع لمدة ثلاثة أيام ما بين 20/22 يناير 2021 ما يجعله سادس وزير دفاع من اختيار ترامب رغم أنه تولى الوزارة فى أولى أيام بايدن!

كما شملت سنوات ترامب الأربع تعيين ستة وزراء للعدل، وأربعة وزراء للخارجية، وأربعة سفراء لأمريكا فى الأمم المتحدة، وستة وزراء للأمن الداخلى، وأربعة مسئولين فى منصب كبير موظفى البيت الأبيض، وخمسة مدراء للمخابرات الوطنية وهو جهاز استخباراتى أكبر من المخابرات المركزية، وستة مسئولين فى منصب مستشار الأمن القومي!

ولم يكن كل من خرج من تلك المناصب تابعًا للدولة العميقة وحكومة الظل، إذ بعض الأسماء لم تصدق أنه هنالك حرب داخلية بين الرئيس المنتخب وحكومة من مراكز القوى غير منتخبة تدافع عن شبكة مصالح سياسية داخلية وخارجية، إلى أن أتت مجلة تايم الأمريكية ونشرت فى موقعها بتاريخ 4 فبراير 2021 تقريرًا مطولًا بعنوان: «التاريخ السرى لحملة الظل التى أنقذت انتخابات 2020» فى إشارة إلى انتخابات الرئاسة والكونجرس الأمريكى فى نوفمبر 2020، التقرير بقلم مولى بيل MOLLY BALL ويمكن الاطلاع عليه عبر الرابط التالى: https://time.com/5936036/secret-2020-election-campaign/ بعنوان:

The Secret History of the Shadow Campaign That Saved the 2020 Election. التقرير يتحدث أن الفائز الحقيقى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية لم تكن حملة جو بايدن، ولكن «حملة الظل» أو حكومة الظل، المؤلفة من زعماء محافظين وليبراليين ويساريين على حد سواء فى الحزبين الكبيرين، عملوا معًا من أجل حتمية فوز بايدن بالانتخابات، وذلك عبر التدخل فى النظام الانتخابى والديموقراطى والقانونى الأمريكى، ومن أجل إيجاد مسمى براق لسلسلة تفاعلات لا يمكن تسميتها إلا بـ«تزوير الانتخابات» فإن حكومة/حملة الظل أطلقت على ما يجرى أنه «حماية الديموقراطية من ترامب»!، وأن هنالك توترًا سياسىًا غير مسبوق بين التيار الوطنى القومى الداعم لترامب والتيار النيوليبرالى الرافض لترامب والذى يضم قوى اليسار والمحافظين والليبراليين والخضر والداعم لأفكار دولة العولمة عكس أفكار الدولة الوطنية التى يدعمها ترامب.

وهكذا أصبحت عرقلة انتصار الفائز فى الانتخابات الديموقراطية دربًا من دروب حماية الديموقراطية!

يتحدث التقرير عن سلسلة اجتماعات حاسمة جرت بين مناهضي ترامب فى الحزبين الكبيرين بداية العام 2019، حيث أقر هؤلاء أن ترامب فائز فى انتخابات نوفمبر 2020 ما لم يتم التحرك بشكل غير معهود فى الانتخابات الأمريكية، وأنه يجب الاستعانة بجيوش من نشطاء اليسار لتشكيل شبكة من نشطاء الظل لها مظلة قانونية سوف يوفرها بعض رجال الكونجرس، وبحسب التقرير فإن هذه الاجتماعات أسفرت عن «شبكة ضخمة من «نشطاء الظل» عملت خلف خطوط نظام التصويت وخلف القوانين وأشرفت على تأمين نزول الملايين للتصويت وتأمين توصيل الأصوات البريدية على مدار عدة أيام من غلق صناديق الاقتراع من أجل حسم تصويت الولايات المتأرجحة لصالح جو بايدن».

ويشير التقرير إلى أن «شبكة نشطاء الظل شملت وسائل التواصل الاجتماعى التى عملت بشكل واضح وصريح ضد ترامب، وكذا التواصل مع الإعلام الأمريكى والدولى» وذلك من أجل سن أچندة كاملة من الصوابية السياسية المناهضة لترامب وإيجاد ديباجات موحدة ضد الرئيس الأمريكى لتنفير الناخب الأمريكى من فكرة إعادة انتخابه.

ويوضح التقرير أن ترتيبات جرت بين اليسار الأمريكى والحركة العمالية من جهة، ورجالات الرأسمالية الداعمة للعولمة ورجال الأعمال من جهة أخرى، حيث عقد تحالف تاريخى بين النقابات العمالية الأمريكية والغرفة التجارية الأمريكية، من أجل العمل سويًا، حيث قبلت النقابات العمالية ذات الهوى الديموقراطى أن تعمل تحت إمرة الغرفة التجارية ذات الهوى الجمهورى، وأن يتحول النشطاء اليساريون العماليون والتقدميون والاشتراكيون إلى جيوش لدى حكومة الظل فى تجييش العمال فى الولايات الخمسين ضد ترامب، رغم كل ما قدمه الرئيس الأمريكى من تحسين فرص عمل ودخل العامل الأمريكي!

اتحاد AFL-CIO لعب دورًا رئيسىًا فى هذا المضمار، وهو مصطلح اختصارًا لـ «الاتحاد الأمريكى للعمال وكونجرس المنظمات الصناعية» وهو اتحاد النقابات المهنية فى أمريكا جميع ويضم 55 نقابة مهنية تضم 12 مليون عامل قادرين على قيادة عشرات الآلاف من العمال غير المسجلين نقابيًا، هذا الاتحاد العمالى وظف العامل الأمريكى لكى يتحول إلى ناشط يسارى يشارك فى حشد المجتمع الأمريكى خصوصًا الطبقة الوسطى ودون الوسطى من أجل عدم انتخاب ترامب والترحيب بخسارته الانتخابات بأى طريقة.

ولم تكن مفارقة عمل اليسار الأمريكى تحت إمرة العولمة والرأسمالية الدولية والغرف التجارية الأمريكية التى يسيطر عليها رجال الأعمال من الحزبين الكبيرين خاصة الحزب الجمهورى هى المفارقة الوحيدة فى هذا المضمار، بل إن شبكة المصالح بين الحزبين الكبرين قامت بتمويل أنشطة سياسية تهدف إلى «توحيد اليسار الأمريكى» وتقويته بوجه اليمين القومى الأمريكى ومن أجل أن يتحول اليسار إلى قوة موازية لليمين فى معارك الشارع والانتخابات والحشد.

ويشير كاتب المقال إلى مقولة ترامب فى ديسمبر 2020: «كان كل شىء غريبًا جدًا جدًا. فى غضون أيام بعد الانتخابات، شهدنا جهدًا منظمًا لتعيين الفائز، حتى بينما كان لا يزال يتم عد العديد من الولايات الرئيسية».. ويفجر كاتب التقرير مفاجأة واعترافًا صريحًا بالتعقيب على مقولة ترامب حينما كتب: «بطريقة ما، كان ترامب على حق».

نورم آيزن المسئول السابق فى إدارة الديمقراطى أوباما أقر بأن شبكة نشطاء الظل تألفت من رجالات الحزبين الكبيرين لحماية الناخبين من ترامب، وأن هنالك تحالفًا فضفاضًا من الممولين دشن عددًا من التنظيمات من أجل العمل خلف الستار حيال الانتخابات، مثل منظمة حماية الديموقراطية Protect Democracy وجلسات عمل منظمة عبر التطبيقات الرقمية بين نشطاء شبكات المصالح بين الحزبين الكبيرين، ويضيف كاتب التقرير: «يعملون معًا خلف الكواليس للتأثير على التصورات وتغيير القواعد والقوانين، وتوجيه التغطية الإعلامية والتحكم فى تدفق المعلومات. لم يكونوا يزورون الانتخابات. كانوا يحصنونها. ويعتقدون أن الجمهور بحاجة إلى فهم هشاشة النظام من أجل ضمان استمرار الديمقراطية فى أمريكا».

ويكشف التقرير عن وجود معهد أناليست the Analyst Institute وهى شركة لا يعرف الحزبان الكبيران بوجودها ويديرها نخبة من الاستراتيجيين النيوليبراليين، حيث تطبق أساليب علمية فى التأثير على نظام التصويت الانتخابى الأمريكى، كما تم تأسيس شركة لدراسة البيانات الواردة عبر وسائل التواصل الاجتماعى لإنتاج خطاب إعلامى وانتخابى يرد على كل كبيرة وصغيرة يرددها مؤيدو ترامب، حيث تأسست شركة Catalist للبيانات وأوكل إدارتها إلى نشطاء اليسار التقدمى الأمريكى فقط من أجل تجنيد الطبقة الوسطى ودون المتوسطة ضد ترامب.

وتم ابتكار آليات لتبليغ إدارات منصات التواصل الاجتماعى الرقمية، ضد أى منشور مؤيد لترامب أو يتداول أفكار ترامب، ما يفسر هذا الكم من المنشورات والتغريدات التى تم حذفها وإلغاؤها وتعطيل حسابات أصحابها ما بين 24 ساعة لـ 30 يومًا حول العالم عبر تطبيقات فيس بوك وإنستجرام وتويتر، ليتم تشكيل ميليشيات إلكترونية وجيوش رقمية على يد نشطاء الظل قامت طيلة عام ونصف قبل تنصيب بايدن بإلغاء لغة الحوار عبر وسائل التواصل الاجتماعى وفرض لغة الحظر فحسب وتحويل الإعلام والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعى إلى منصات دعاية ضد ترامب ولصالح المعسكر النيوليبرالى ثم مرشحه جو بايدن بعيدًا عن كل أساطير حرية الرأى والتعبير فى الإعلام الدولى والصحافة الأجنبية ومنصات التواصل الاجتماعى.
المصدر :- وكالات








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع