هكذا هم الملوك ......
قبل أيام شاهد اكثر من ثلث الكرة الارضية زفاف القرن الأمير وليم حفيد ملكة بريطانيا العظمى والأميرة كيت المنتسبة حديثا للعائلة المالكة ورأينا كم هي بساطة الأمير وعروسه في إتمام طقوس العرس الملكي وكيف هي نظرات البراءة والعفوية والسرور التي لاقى بها افراد العائلة الناس وهم يبادلونهم نظرات الإعجاب والحبور .
وقد طالعتنا الأخبار اليوم بأن الحكومة تدرس تخفيض العائدات الملكية التي تتقاضاها العائلة المالكة والبالغة تسعة وثلاثون مليونا ومائتي الف جنيه في العام وهذا بالطبع رغبة من الملكة البالغة الخامسة والثمانون من العمر والتي وافقت على تجميد عائداتها عند سبعة ملايين وتسعمائة الف جنيه انكليزي وقد صرحت بان الظروف العصيبة التي تمر بها بريطانيا تجعل على جميع الأسر البريطانية واجب أن تساهم بمواجهة تلك الحالة والعائلة المالكة البريطانية احد هذه العائلات تفعل ذلك .
ليس ذلك مدحا في بريطانيا وسياسة حكوماتها الظالمة التي منحت اليهود وعد بلفور لإقامة كيانهم الغاصب على ارض فلسطين والذي يحتفلون هذه الأيام بتأسيسه فتلك حكومات ظالمة معتدية غاصبة لا يمكن ان تكون مثالا يحتذى به .
أمّا ما أتكلم عنه هو التواضع الملكي الذي يجعل مليكنا المحبوب يتخفّى ليرى بنفسه كيف يُعامل إخوانه وابنائه المواطنون في الدوائر الحكومية ويتأكد شخصيا من إحتياجات المواطنين لتأمين حياة كريمة لهم وهكذا يأمر ببناء مساكن لهم ويسيًر قوافل التموين لكافة المحافظات ويؤمن الحليب ومدافئ التدفئة والمعاطف للطلبة كما تقوم ملكتنا الإنسانة المحبوبة بالطواف على مدن وقرى وبوادي ومخيمات الوطن للتأكد من انسياب حروف العلم والثقافة الى كل بيت وطفل وإمرأة وإنجاح المبادرات الملكية حول ذلك .
ويقوم مليكنا الشاب بمبادرات المساعدة والإنقاذ لمواطنيه اينما كانوا لنجدتهم والتخفيف عنهم كما يرسل المساعدات لشعوب كثيرة في العالم إذا تعرضوا لكوارث وإن ابتعدت المسافات عن ارض الوطن الاردن المعطاء
هكذا هي الملكيات العريقة يعلًم فيها الأجداد أبنائهم والآباء يعلًمون الأحفاد نبل الأخلاق وكيف هو الشعور مع الغير ونجدة الملهوف وخلق البسمة على شفاه المتألم وكيف يُخاطب الملك المواطن العادي بكلمة يا سيدي إحتراما لمواطنته ووطنه ليرد على جلالته نعم يا ألف سيدي اخلاصا وإنتماءا وتقديرا وإحتراما لمكانته السامية عنده .
وهكذا ينشأ الأمير طفلا متواضعا بين أقرانه ويشبُّ على ذلك ليعيش شابا قفي الغالب يكون أكثر إلتزاما وتركيزا ومحافظة من أقرانه لأنه يشعر بالمسئوليات التي تنتظره خاصة اثناء تلقّيه علومه المدنية والعسكرية ليثبت تفوقا يليق بالأمراء .
ومثال آخر لتواضع الأمراء هي تلك التي يتحلّى بها امراء وشيوخ دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك الشيخ الجليل رحمه الله الذي تعلم منه العرب كيف تكون اللحمة العربية فكان أمير الوفاق العربي وهاهم الشيوخ يسيرون على خطاه فلا عجب إن كنت مقيما في دبي مثلا فترى شيخها يقود مركبته لوحده أو مترجًلا يسير بصحبة من اصدقاء أو مسئولين يتفقد أحوال المواطنين والمقيمين أو يتأمل ويتفقد الأحلام التي أصبحت حقيقة في دبي وهو المؤمن بنظرية أن القائد الناجح هو كالأسد يقود أسودا لذلك يهتم في خلق كوادر متعلمة مدربة متميزة ليكونوا قادة المستقبل وهو الشيخ الذي حقق الكثير لبلده ولم يفارقه التواضع لحظة وعمل على سيادة القوانين وعدالة التطبيق بين الناس .
تلك هي أخلاق الملوك والأمراء ومنهم كثير في أنحاء المعمورة فهل تتعلم الشعوب من ملوكها هل يعلم الموسرون ان الحياة يجب ان لا تكون فلوسا فقط وإنما تكافلا وتضامنا وشعورا بالغير لكي يعم الخير على الجميع ويزول الحسد والبغض والكراهية .
ألا يعلم الفاسدون والمفسدون أن زمنهم قد ولّى وانهم يجب أن يأخذوا إجازة طويلة الأمد ويختبئوا قبل ان تجرفهم تسونامي الإصلاحات في طريقها فتكون نهاياتهم كنهايات غيرهم من قادة الفساد فلا يستفيدون من فلوس الحرام لا هم ولا ابنائهم .
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا * وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (الاحزاب)صدق الله العظيم
) لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (البقرة)
صدق الله العظيم
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 8/5/2011
{