إحذروا الهدوء قبل العاصفة ، إصلاح البلد لا يمكن في ساعة، دروس قّيمة باللهجة التونسية والمصرية والليبية واليمنية والسورية
حسان علي عبندة
ثلاثة وعشرون عاماً والرئيس التونسي المخلوع بن علي يتجاهل دعوات الإصلاح، لم يقدم له أياً من مستشاريه وأجهزته القمعية أي تقرير يشير إلى قرب نهايته، وبعدما دخلت الفأس في الرأس سارع بن علي يخطب في الناس "الآن فهمتكم" الآن سأصلح البلد في ساعة وتنتهي كل الاحتجاجات ونعيش في رغد.
هذا النهج المخادع لجأ إليه مبارك وكل من يعاني من كلمة "إرحل" في البلاد العربية، والنتيجة فشل ذريع في تهدئة الشارع.
الفرصة ذهبية لبلادنا في السير بخطوات صادقة في عملية إصلاح شاملة، تبدأ من الدستور وقانون الانتخابات والإعلام والصحة والتعليم وكل ما يحتاج إلى إصلاح.
قد تكون اللجان التي تم إطلاقها مؤخراً عائقاً أمام المضي قُدماً بالإصلاح، فالاستقالات والاحتجاجات والانشقاقات والخلافات ترتفع حرارتها يومياً في عمل هذه اللجان، والأجدى هو حل هذه اللجان وعدم إضاعة المزيد من الوقت الثمين.
لا نعلم لماذا لا يقدم كل وزير برنامجاً حقيقياً للإصلاح في وزارته بالتعاون والتشارك مع مجلس النواب والهيئات المستقلة والجامعات.
لجنة الحوار الوطني شكلت ثلاث لجان للعمل ، كما شكلت لجان لزيارة المحافظات، ولجنة لإدارة عمل لجنة الحوار.
توقعنا أن تكون آلية عمل هذه اللجان متسارعة وبخطى ثابتة دون إبطاء، فهي تعرف تمام المعرفة ما يناسب بلادنا من تعديلات دستورية وتشريعات ناظمة للعمل السياسي وقانوني الانتخاب والأحزاب، فهذه اللجان لن تبتكر حلاً لمشكلة الطاقة في الأردن.
لو كانت ظروف الوطن والدول المجاورة عادية لباركنا عمل هذه اللجان وتوابعها ولتأخذ ما تحتاج من شهور وسنوات، أما وقد فاض طوفان الانتفاضات العربية فلم يعد مقبولاً هذا البطىء.
أمام الحكومة فرصة ذهبية للاستفادة من دروس فن إقرار الإصلاحات وتنفيذها بخطى متسارعة دون تسرع، دروس باللهجة التونسية والمصرية واليمنية والليبية والسورية، فهل تكفي هذه اللهجات لتعلم درس واحد وهو البدء الفوري بالإصلاحات.
Hassan_abanda@yahoo.com