هوامش من العيار الثقيل
عبدالناصر هياجنه
===
)شخصية من العيار الثقيل(
يقول الخبر: أن أصابع الاتهام في إحدى قضايا الفساد الكبرى تتجه إلى شخصيةٍ من العيار الثقيل، والسؤال بطبيعة الحال ليس عن اسم هذه الشخصية! ولكن متى يُعتبر الشخص شخصيةً من العيار الثقيل؟ هل يجب أن يكون له وزنٌ معينٌ، يزيد عن 100 كغم مثلاً أو أقلَّ أو أكثر؟ أم أن مسألة العيار الثقيل تُستخدم للدلالة على أهمية الشخصية ومدى خطورة المسؤوليات المنوطة بها؟
العيار الثقيل يكون لِمَنْ خدموا البلاد والعباد بصدقٍ وتفانٍ، وحفظوا عهود الأوطان والأمانات، أما الشخصيات التي فسدت وأفسدت وأهلكت الحرث والنسل، واستباحت لنفسها السحُت بنهبها مقدارّت الوطن، فهي خفيفةُ الوزنِ في موازين الأوطان والتفاضل، بل هي بلا وزنٍ أصلاً، لأنها لم تُقم وزناً للأماناتِ التي أُسندت إليها.
اللهم إنّا نسألُك أن تهدي كُلّ - شخصيات العيار الثقيل- الضاّلة لما فيه خير هذا البلد الطيّب وأهله. وإلاّ فإرنا بها عجائبَ قدرتك.
***
)حكومة حصادين(
***
عندما تم تشكيلُ الحكومة الثانية لدولة الرئيس معروف البخيت، أُعلن أنها ستكون حكومة حرّاثين (بتشديد الرّاء)، ومقتضى ذلك أن تكون الحكومةُ من أوساط الناس كدحاً وخبرةً وانشغلاً بهموم الناس، وأُضيف من عندي، أن تكون حكومةً تهتمُ بالزراعة – ملاذنُـا الأخير- لأن الحرّاث عمله الزراعة وما يتعلق بها من أنشطة، وهو مرتبطٌ بالأرضِ وما عليها من خيرٍ وما في باطنها من وعود، ولكن الحال لا يشي بصحة الوصف، فبعد بضعِ أسابيع على تولي الحكومة مهام عملها يتم تمريرُ قرارٍ باجتثاث مئات الأشجار النادرة والمعمرة في غابات برقش وبشكلٍ يُخالف القوانين والأنظمة التي يتوجب على الحكومة السهر على تطبيقها ومعاقبة المخالفين لأحكامها، وبمقاربة قلع الأشجار واجتثاثها بحصاد المحاصيل الحقلية أو قطف الثمار، فإننا بصدد تغيير وصف الحكومة الحالية من حكومة الحرّاثين(بتشديد الرّاء) إلى حكومة الحصّادين. بل إن الحصّاد غالباً ما يحصد ما قام بزراعته بنفسه، أما حكومةُ الحصّادين – تبعتنا- فإنها تتغول على أشجارنا وغاباتنا النابتةِ طبيعياً برحمة الله عزَّ وجلْ، وهي تُجيز قلع أشجارٍ وغاباتٍ ليس لها فضلٌ في زراعتها وتمتعنا بها. وهو ما ينطوي على عجزٍ كبيرٍ، وفسادٍ في الأرض أكبر.