أنا هنا لست في موقف المدافع عن النواب ولكني في موقف المدافع عن ظرف النائب وظرف البلد فقد يكون من بين النواب من هو مجتهد ومن هو مقصر ومن هو مجتهد في جانب ومقصر في جانب أو جوانب كثيرة ولكن لا بد أن يتضح للجميع ما ترجوه البلد من النواب قبل ما نرجوه نحن منهم وان نغلب مصلحه البلد العليا على كل المصالح ولكن هناك سؤال يخطر ببال الكثيرين ممن كانو يرجون من نوابهم أكثر من الكثير مما يقدموه لنا من خدمه ومساعده وواسطة ووو إلى أخره لكننا نسينا أو تناسينا أن النائب لم يوجد أولا في هذا المكان ليقضي لنا مصالحنا وينجز لنا ما نريد دون أن نفكر للحظه أن ما نطلبه من النائب هو مباح أو مخالف للقانون الذي يقره النائب أصلا أو هو ضمن طاقته وصلاحياته أو خارجها فالنائب ليس بوسعه أن يحقق لنا كل ما نطلب فكل منا له طاقه لا يستطيع أن يتجاوزها إلا إذا تجاوز القانون أو هانت عليه نفسه وبالتالي تهون عليه البلد ويفقد مكانته وقوته التي يستمد منها طاقته ليحاسب ويراقب الحكومة فكيف بنائب تهون عليه نفسه ثم نطلب إليه أن يشرع لنا القوانين ويقر لنا الموازنات ويراقب أداء الحكومات فهذه هي صلب واجباته ولكننا في حقيقة الأمر نريد من النائب أن يوفر لنا ما نريده ويقضي لنا حوائجنا ويبقى على اتصال دائم معنا طوال الوقت وان يبقى باب بيته مفتوح وهاتفه يجيب دون إغلاق أو انشغال أو انتظار فلا عذر له إن كان غير ذلك لكننا يجب أن نعلم أولا أن النائب هو بشر له طاقه وله قدره وله أهل وعائله ومشاغل خاصة ناهيك عن جلسات المجلس والواجبات الرسمية وجلسات اللجان ووقت النوم ومشاركه الناس أفراحهم واتراحهم إلى أخره فلو فرضنا أن النائب ترك كل هذه الأعمال والواجبات وتفرغ لنا ولأشغالنا فهل البلد في هذه الظروف التي تمر بها من ضيق اليد وصعوبة الوضع والحراك السياسي والاجتماعي اليومي وانشغال الدولة بأمور أهم وأسمى من خدمتي أنا أو ذاك فيجب علينا أن نبادر نحن إلى نائبنا الذي انتخبناه ليكون على قدر المسؤولية والامانه في إنجاح مهمة المجلس الرقابي والتشريعي الذي يعود علينا كلنا بالخير والنفع ثم نطلب منه ما يستطيع أن يحقق لنا من خدمه شريطه أن لا نجعله يخالف القانون أو أن تهون عليه نفسه ليحقق لنا المرجو منه لان مصلحه الوطن مقدمه تماما على كل مصالح الدنيا لذلك يجب أن لا نجعل من النائب متسوق يتسوق لنا حوائجنا ويحقق لنا مصالحنا حتى ولو على حساب الوطن أو شخص النائب نفسه فمفهوم النائب لدينا هو انه وجد لخدمتنا فقط ولكن نعطي النائب حقه في عمله البرلماني أولا ثم نحاسبه إذا قصر في أداء واجبه الذي وجد من اجله وليس الواجب الذي نفرضه نحن عليه فحقيقة أعان الله النواب علينا إذا لم يقوموا بكل ما نطلبه منهم من استطاع إليه سبيله أو من لم يستطيع و أعان الله البلد على النواب إن تركوا حقيقة وجودهم في المجلس وآخذو يبحثون عن منفعة أو مصلحه لهم أو لناخبيهم الذين يطمعون أن يعيدوهم إلى المجلس مره أخرى ولو على حساب البلد ومصلحتها
زيد عبدالكريم المحارمه \ سحاب