معتصم مفلح القضاة
لن أتحدث اليوم شرقاً ولا غرباً ولا حتى جنوباً، فالحديث يطيب شمالاً، حيث نسائم حوران وهوائها تكتب قصة من قصص البطولة التي تأبى الذل والهوان، وتأبى أن تكون تابعة خانعة لقوى الاستبداد والغطرسة. تلك هي قصة درعا.
ولن يكون الحديث بصيغة الماضي، فأرض الأردن تشهد لماضٍ عريق في الوقوف إلى جانب أهلنا في بقاع الأرض، ولوحة المجتمع الأردني اليوم تحمل ألواناً زاهيةً ممزوجة بروابط المصاهرة والنسب، يلفها إطار المودة والمحبة.
إن موقف أهل درعا في المطالبة بحقهم، موقف مشروع لا يملك أياً كان أن يسلبهم هذا الحق أو أن يزاود عليهم فيه، وإنما علينا ألا نتركهم في مخاضهم فراداً، والواجب علينا أن نقدم لهم ما يمليه علينا الضمير، وواجب الأخوة.
وإن موقفنا معهم لن يكون أقل من مواقفنا مع من قبلهم، وبالتالي فإن الحديث عن إيواء عدد من أهل درعا واستضافتهم أمر يدعو للفخر لا للهرب والتنصل من المسؤولية العظيمة التي يجب على كل الشعوب أن تتسابق في حملها.
وأخيراً أقول لأهل درعا الصامدة، أن الشعب الأردني لن يخذلكم، ولن يتخلى عنكم وأكثر من ذلك فإننا سنعتبر نصرتكم عبادة نتقرب بها إلى الله تعالى، سنقاسمكم الخبز والماء والهواء، ألا وإن من يفعل ذلك يكن من الأردنيين ومن قال غيره فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم.