الرشوة هي ما يُعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل. والرشوة حرام بكتاب الله وسنة رسوله وإجماع علماء المسلمين قديمًا وحديثًا. قال تعالى: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون ) قال الإمام الذهبي: أي لا تدلوا بأموالكم إلى المسئولين ولا ترشوهم ليقطعوا لكم حقًا لغيركم وأنتم تعلمون أنه لا يحل لكم.
قال تعالى: سماعون للكذب أكالون للسحت فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين
\"ولعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي\". ولقد أجمع الصحابة والتابعون وعلماء الأمة على تحريم الرشوة بجميع صورها التي يعتبر أخطرها المال السياسي في أيامنا ألان حيث بدا واضحا مؤخرا أن التأثير بالمال على الانتخابات العامة اضعف من ادوار التشريع المهمة لمستقبل الوطن والمواطن
إن أسباب الرشوة ودوافعها كثيرة، يمكن أن نجملها فيما يلي:
1- ضعف الإيمان عند الراشي والمرتشي والرائش وعدم الثقة في رزق الله.
2- انخفاض مستوى المعيشة عند بعض الناس، والرغبة في الثراء السريع.
3- الجشع والأنانية وعدم وجود الشعور الاجتماعي الأمين عند بعض الناس.
لجريمة الرشوة آثارًا خطيرة يمكن أن نجملها فيما يلي: 1- توسيد الأمر لغير أهله وتراجع الأهداف ,
إن الإنسان قد يرشي ليحصل على وظيفة تحتاج إلى شروط معينة لا تتوافر فيه، فيترتب على شغله هذه الوظيفة الكثير من المفاسد لأنه ليس أهلا لهذه الوظيفة.ومن المعلوم أن وضع الرجل المناسب في المكان المناسب هو أساس الإصلاح والتغيير الايجابي في كل عمل ولمصالح الوطن والإنسان.
يمكن القضاء على جريمة الرشوة بطريقتين: وقائية وعلاجية. أولاً: الطريقة الوقائية:
وتكون بترسيخ عقيدة التوحيد وأن الله وحده هو الرزاق في قلوب الناس، قال تعالى: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين
ثانيًا: الطرق العلاجية:
لقد سلك الإسلام في علاجه للرشوة طرقًا أدت إلى القضاء على جريمة الرشوة، وقد وَكَلَّ ولاة الأمور أن يجتهدوا في اختيار العقوبة المناسبة، وذلك لأن علاج الرشوة لم يرد به في الشريعة الإسلامية حَدٌ معين،وأمر التعزير متروك لاجتهاد أولي ، ومن تعزيرات عقوبة الرشوة ما يلي:
1- التعزير بالمال: من المعلوم أن المال حبب إلى النفس، والمرتشي لم يرتكب هذه الجريمة إلا من أجل المال، فإذا انتزع منه هذا المال، ووضع عليه ولاة الأمور عقوبة مالية أخرى، كان هذا من أفضل الطرق العلاجية للقضاء على الرشوة.
2- الحبس: إذا رأى ولي الأمر أن الحبس عقوبة مناسبة للمرتشي ولا حرج، فإذا علم المرتشي أن هذه الرشوة سوف تحرمه من الحرية، حاسب نفسه وتوقف عنها.
3- العزلُ من الوظيفة، يمكن لصاحب القرار أن يعزل المرتشي عن وظيفته إذا أساء استخدامها ، وهذا العزل فيه تشهيرُ لكل من تسول له نفسه بقبول الرشوة، ويكون عبرة لغيره ممن يتولون المناصب ويأكلون أموال الناس بالباطل.
أن الذين يرتشون هذه الأيام يضعون مبررات فمنهم من يقول:إن راتبي صغير وأنا أعطى الدولة على قدر ما تعطيني، ومنهم من يقول أنا أعطى وأقدم خدمات وعملي يساوى الآلاف ولا آخذ شيئا مقابلا لها \"أأنفع الناس ولا أنفع نفسي ؟\"فكل هذا لا قيمة له أمام الله وقت الحساب الذى سيكون عسيرا في الدنيا والآخرة.
وعدم الإخلاص في العمل والتقصير فيه نوع من الرشوة وعدم إنجازه في موعده لانتظار رشوة ومحاولة لأخذ أموال الناس بالباطل \" .