أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مقتل ثلاثينة بالرصاص على يد عمها في البلقاء الهيئة الخيرية الهاشمية: وصول دفعة جديدة من المواد الإغاثية لغزة الأردن يحقق تقدما في مؤشر المعرفة العالمي مصابو حادثة الرابية يتحدثون عن إصاباتهم - فيديو بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا رابط إلكتروني لأرقام جلوس توجيهي التكميلية دعوات للضرب بيد من حديد على يد كل من يحاول المساس بالوطن ولي العهد : اللهم صيبا نافها تفاصيل لقاء الصفدي وحسان في مجلس النواب الجمارك: تمديد الدوام للتخليص على السيارات الكهربائية الأعـيان يقر صيغة الرد على خطاب العرش قطاعات تجارية تطالب بضبط عمليات البيع الإلكتروني بداية عبور الجبهة الباردة شمال المملكة مُرفقة بانقلاب جذري على الأجواء مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية بالإخلاء العرموطي يوجه اسئلة حول سرقة سفارتنا في باريس الأردن: اليكم أسماء المناطق التي ستقطع عنها المياه بسبب الديسي “الأمن العام” يحذر من المنخفض الجوي المتوقع الفايز: ندعو للتصدي بكل قوة وحزم لكل من يحاول العبث بأمن الوطن رئيس الديوان الملكي يعود مندوبا عن الملك مصابي حادثة الرابية(صور) مقتل متسلل والقبض على 6 آخرين ضمن المنطقة العسكرية الشمالية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة بين عقل زويل وعقل الانتحاري في كربلاء

بين عقل زويل وعقل الانتحاري في كربلاء

04-02-2010 10:42 PM

أول من أمس تابعت لقاء تلفزيونيا ممتعا مع العقل الجوهرة  صاحب نوبل المصري الرائع أحمد زويل. ويزداد الانجذاب له بطريقة تفكيره وشخصيته الجميلة وانشغاله بالحال المصري والعربي كما تبدى في كتابه "عصر العلم" الذي تضمن سيرته الذاتية وما فيها من دروس عن البيئة التي تتيح لأفضل العقول أن تجترح أعظم الانجازات ومناقشات لسبل التقدم بمصر والعرب. وقد دار الحديث عن المعوقات التي لم تفت من عضده في مشروعه لانشاء مدينة علمية عربية في مصر.

وأمس تابعت بأسى آخر تفجير انتحاري وسط الجموع الذاهبة الى كربلاء لاحتفالات دينية  فقتل وجرح أكثر من 150 شخصا وكان قد سبقه بيومين تفجير انتحاري آخر من سيدة ذهب ضحيته ضعف هذا العدد. والحقيقة أنني أغرق في تفكير ممض وتساؤلات مؤرقة بعد كل حادثة من هذا النوع؛ فأي دماغ يسكن جمجمة الانتحاري أو الانتحارية، فهؤلاء لم يولدوا بأدمغة مختلفة عن بقية البشر؟! ونفهم في ظروف استثنائية جدا يكون فيها شخص أمام قرار بأن يضحي بنفسه لينقذ بقية أهله أو قومه أو رفاقه أو بلده، فيقوم بعمل لا يدانى في البطولة والنبل، لكن أن تنتحر بتفجير نفسك وسط هذا الجمع التعس من رجال ونساء واطفال؟! كم من الانتحاريين فجروا أنفسهم في مجالس عزاء؟! بأي حال يكون العقل الذاهب لارتكاب هذا الفعل؟! أي انزلاق كامل ومخيف للدماغ الذي فقد كل فرامل التفكير السوي التي حباها الله لعقل الانسان.

لم يكن أجمل من زويل وهو يتحدث بشغف عن الفتوحات المعرفية الرائعة التي تأخذ بالألباب وعن المساحات اللامتناهية أمام المعرفة تتحدانا لاكتشافها وعن غيرته على بلده وابناء جلدته للأخذ بأسباب التقدم والازدهار. ومن حديثه يبدو زويل وطنيا ومؤمنا لكنه لا يخلط الأمور ابدا كما يفعل كثيرون عندنا بين الدين والعلم وكأنهم يعيشون مأزقا يمسك بخناقهم، فهو لا يشعر بالحاجة لتفسير أو تكييف أو لي عنق الحقائق والنصوص بين المستويين العلمي والإيماني فيبدو في تصالح عميق على مستويين.

كلنا نولد بدماغ متشابه مع درجات متفاوتة من القدرات، عقل زويل وعقل الانتحاري الذي فجّر نفسه بالجموع التعيسة في كربلاء أو بالأهالي المحتفين بتخريج أبنائهم في بيشاور، أو النيجيري الذي حاول تفجير نفسه بالطائرة وهو ابن وزير ولم يمرّ بمآس ويأس شامل كما قد يكون حال انتحاريين في العراق. فما الذي حدث حتى انتهى هذا العدد من العقول الى اللامعقول. هل يمكن تسمية ما يحصل بغسل الدماغ أم ثمّة ما هو أبعد وأعمق في هذه الظاهرة من " العصاب الجماعي" وأنا أستعير التعبير من جورج طرابيشي في كتاب تحت عنوان "العرب والتراث: التحليل النفسي لعصاب جماعي"، صدر له سنة 1991  فأي تحدّ لتحديث البحث مع ظواهر هذه الأيام؟!

jamil.nimri@alghad.jo

جميل النمري





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع