أكتب لك يا وطني وكلي ألم يعتصر قلبي من جحود يطالك ، ونكران جميل يغشى عيونهم فينهشونك مثل ذئاب ضارية تحوم في ليل الدجى تبحث عن موقع لها في صفوف البواقين كي تكتب إسمها كما تظن في قوائم الوطنيين المرتجفين على وطنهم وهم ليسوا إلا ناعقين كغربان قادمين من قعر الوادي محاولين تسلق جبال البطولة العرجاء التي لن تكون لهم يوما وستبقى خيالا في أذهانهم المقصاة المملوءة حقدا وضغينة وثغاء .
فهل لمن يسعى لخراب وطنه وتحطيم مقدراته وقتل انتماء أبناءه وإثارة الفتن وزعزعة أركان ثباته والذين يحفرون في تراب الدسائس وقصص الوهم وتجييش الشارع الآمن ، وضرب الصفوف وقلب الموازين من دور ستذكره الأجيال لهم أو تقديرا سترصده لهم ضمائر الأردنيين الشرفاء ؟
ألم يدر في خلدهم أن هذا الوطن عصي على كل من يندسون في ثنايا ثوبه تحت مسمى الوطنية ليعبثوا به وبأمنه وبأنهم سوف تعريهم أعمالهم وسوء نواياهم وسوف ينغلبون ويخسرون رهاناتهم الموبوءة المدفوعة الثمن على حساب شرفهم المباع وضمائرهم المنقوصة ؟
هذا الوطن يا سادة بني بسواعد الأهل والأبناء المخلصين الصابرين وليس بسواعد الدخلاء المارقين ، هذا الوطن تمرمر وتحمل الصعوبات ونحت أهله في الصخر وحموا حدوده وأمنه بدماء زكية وأرواح لم يبخلوا بها من أجل أن يكون ويسود .
هذا البلد فتح ذراعيه لكل من خذلتهم أنظمتهم وقهرتهم الصعاب وأقصتهم الحروب ، فكان ملجئا آمنا وحضنا دافئا وملاذا مرحبا دون تذمر مقتسما معهم رغيف الخبز وشربة الماء وتراب الوطن والمسكن والهواء ، مانحا إياهم حقوقا ومكتسبات وفاتحا لهم كل مجالات الحياة دون اي تضييق او رفض رغم شح مياهنا وجفاف مناخنا وقلة مواردنا لكنه وطن الكرماء وموئل الشرفاء الذين لم يتنكروا يوما لضيف أو عزيز يأتيهم طالبا معونة أو مساندة أو فك ضيقة .
لم يبخل هذا الحمى ولم ينكص عهدا وكان دائما هو السباق من أجل كرامة الانسان وكل العرب والمحيطين ، والمحافل الدولية تشهد بذلك وكل ألعالم يعرف أنه بلد عربي لم يندى له جبين ولم يخذل يوما كل من دخله بل كان يمنحهم أمانا واطمئنانا وسلاما في كل ما يبحثون عنه ، فعملوا واستثمروا وساهموا في البناء والتقدم جنبا إلى جنب أبناءه وقدموا من أجله كل مقدراتهم فكان هذا الوطن النموذج الذي لم يرق للبعض من ذوي الأجندة المشبوهة الذين لن تهدأ نفوسهم إلا بتمرير مخططاتهم المدسوسة والمأزومة حتى تشفى نفوسهم المريضة في خلط الأوراق وبعثرة كل الجهود .
نحن لسنا ضد من ينتقدون ويعارضون من أجل مصلحة الوطن والذين يملكون الحجج المقنعة في مطالباتهم والذين تقوم اعتراضاتهم على أسس ومعطيات حقيقية وليست مجرد دعايات وإشاعات مغرضة ومطاحنات كلامية لا تسمن ولا تغني من جوع ، فالوضع لا يحتمل الشحن وحشد النفوس الضعيفة المضلله من أجل حفنة أطماع تعشش في أدمغة لا تخشى ضميرا ولا يزعزعها انهيار الأوطان وتشريد الشعوب .
الأردن ينادينا جميعا بأن رصوا الصفوف واغلقوا الثغرات ولا تسمحوا بدس السم في موائد جلساتكم واحذروا الموهومين الذين تستغل نفوسهم وبساطتهم ليكونوا طعما سهلا في شباك المترصدين الضعفاء ، فكونوا على قدر المسؤولية واحملوا نير الأيام الثقيلة التي ستعبر ولن تدوم ، فأنتم الأحرار والسادة والحماة لترابكم الذي إن ضاع لا سمح الله ستبكون وتنوحون كثكالى في ليل لا يرحم وعتمة ستقتحم كل دار .
حمى الله الأردن ومكن ثغوره بجيش عظيم لا يخون وأبقى أمنه وسلامه بعزيمة كل أبناءه البررة الشجعان ، تحت ظل قيادة هي العنوان وهي الأمان ودمتم وعاش الوطن حرا أبيا سالما من كل الجراحات وكل العثرات