لا يمكن لنا في بداية هذه السطور إلا أن نترحم على شهداء الوطن ممن فارق الحياة في حادثة مستشفى السلط قبل عدة أيام عند انقطاع الأكسجين في المستشفى لحوالي الساعتين، في خطأ يمكن أن يحصل في أي مكان في العالم وفي الوقت ذاته لا يمكن قبوله أو التهاون معه في بلد مثل المملكة الأردنية الهاشمية الذي كان يفاخر المنطقة بأسرها بالخدمات الطبية المقدمة فيه، فرحم الله من رحل في هذه الحادثة ونرجو أن تكون ناقوس خطر حقيقي يقرع في رأس جميع المسؤولين والقائمين على خدمة المواطنين ليضعوا مخافة الله والإخلاص في العمل وخدمة المواطن نصب أعينهم دائماً.
عمل لويس فيتون لسنوات وهو في عمر 13 عاماً كحامل لحقائب المسافرين الأثرياء في باريس بعد أن قصدها باحثاً عن عمل يعيش منه، ليعمل بعدها وهو لم يكمل 18 عاماً عند شخص يصنع الحقائب ويتعلم منه أسرار الحرفة ويصبح بعدها أحد أشهر صانعي الحقائب في فرنسا، حتى أنه أصبح المسؤول عن حقائب إمبراطورة فرنسا زوجة نابليون بونابرت مما جعل الأبواب تتفتح أمامه مع الكثير من الأثرياء الذين أصبحوا زبائن عنده، خصوصاً عندما أبدع تقنية جديدة في صناعة الحقائب باستخدام مواد أكثر خفة ومتانة ومقاومة للماء بدلاً من الجلد، ليفتتح أولى فروعه الخاصة في عاصمة الضباب لندن وتتصدر شركته الماركات العالمية بعدها بسنوات قليلة.
في المقابل نقلت إحدى الصحف قبل أيام خبراً توقفنا عنده كثيراً، حيث ذكر الخبر أن عدداً من الشباب كانوا في طريق عودتهم إلى قريتهم قبل أن يلاحظوا جسماً ضخماً عائماً على سطح الماء في الشاطئ، ليكتشفوا بعدها أنه حوت نافق في البحر كادوا أن لا يلقوا له بالاً، لكن مالم يكن في حسبانهم هو أنه لم يكن حوتاً عادياً أبداً، بل كان مفتاح حياة الثراء لهم، فقد كان هذا الحوت حوت العنبر الضخم، وهو الذي يفرز مخرجات من معدته نتيجة مرض ما يصيبه أو عقب نفوقه لا تقدر بأي ثمن، فهي تدخل في صناعة العطور ومستلزماتها، وعلاج الكثير من الأمراض.
وقد نجح هؤلاء الشباب بالفعل باستخراج كميات ضخمة من هذه الإفرازات بلغت أكثر من 430 كجم تقدر قيمتها بحوالي 45 مليون ريال سعودي!
وهنا قفز إلى أذهاننا سؤال بسيط، ترى إلى متى سيقول البعض سواء من بعض حكوماتنا العربية أو حتى من الأفراد العاديين في قرارة أنفسهم "سأنتظر الحوت"!
بدلاً من المبادرة مثل "لويس فيتون" لنفض الغبار عن أكتافنا، والبدء مباشرة وبدون تردد للنهوض نحو تعزيز الابتكار والإبداع ومحاربة التهاون والترهل والفساد بكافة أشكاله في كافة مؤسساتنا وكل شبر من أوطاننا بل وفي كل زاوية من أنفسنا، لنكون نحن وأوطاننا في المكان الذي نستحق ونطمح له جميعاً دائماً.
بعد أيام قلائل يظللنا شهر رمضان المبارك جعل الله قدومه خيراً وبركة على الجميع وقد رفع الله عنا جميعاً البلاء والوباء وكافة الأوجاع، وجعلنا وكل عشاقه فيه من المقبولين الموفقين، وكتب لنا جميعاً الجميل من الأقدار في قادم الأيام.