ململة ناعمة تحت رماد الصحافة ، تقودها الكاتبات الاردنيات اللواتي نجحن في فرض
ايقاع خاص للكتابة في الاردن ، قوامه -اي الايقاع- رشاقة الكلمة وجمالية الصورة ،
ربما بحكم ان معظم الكاتبات انتقلن من حقل الادب الى حقل الكتابة الصحفية ، فحافظن
على رشاقة الكلمة وادخلن المفردة الادبية الى المقالة الصحافية.
الكاتبات
ورغم جفاء الحكومات المتعاقبة في التلاقي معهن ، حيث تخلو بالعادة الدعوات الرسمية
من اسماء الكاتبات ، نجحن في تقديم المرأة الاردنية بشكل ايجابي والاهم انهن لم
ينزلقن الى خصومة الرجال في تناول قضايا المرأة ، فانتج هذا الوعي نقل كثير من
الكتاب الى خانة مناصرة قضايا المرأة وباتت قضية المرأة قضية مجتمع وليست قضية
نسوية او جندرية فقط رغم بواقي هذه النظرة.
مقالة المرأة في الصحافة
الاردنية انتقلت من الشكل النمطي مثل تناول قضايا الاسرة وقضايا الطفل الى تناول
تفاصيل الحياة الاجتماعية والسياسية وبمفردة ناقدة وحصيفة ، فمقالة حياة الحويك
تنبض بالقومية والفكر السياسي الناضج والحيوي ، وما زالت بسمة النسور تضيف عذوبة
ادبية خالصة لمقالها الادبي الاجتماعي او السياسي ، اما شيخة الكاتبات رندة حبيب
فستبقى مادتها الصحفية او مقالها السياسي محط تفحص ومتابعة وتفكيك دائما وابدا ،
فما زال نبض كتابتها شابا وحيويا ومثيرا للتساؤل والاسئلة.
ثمة صبية مهما
بلغ عمرها نفتقدها كثيرا ، منذ ان افتقدها الراحل الحسين رحمه الله ذات مؤتمر صحفي
، كارولين فرج ، تلك التي قادت التقرير الاخباري والصحفي لفترة حرجة ابان المفاوضات
الاردنية - الاسرائيلية ، ورغم نكايات فاحت منها رائحة الذكورة في تلك الفترة الا
ان كارولين كانت من السبّاقات في العمل الميداني الصحفي بعد رندة حبيب ، وما زلن
زميلات حاضرات في الميدان يبشرن بأن الحالة مستمرة بنجاح.
ململة الكاتبات
بحاجة الى مناصرة ودعم ، وقبلها اعتراف رسمي ومهني بأن الكاتبات نجحن في الشق
المهني بتميز رغم التعقيدات المصاحبة لعملهن ورغم التغييب المتعمد احيانا ، فرغم
تقلبات شخصية الكاتب ومزاجه ، فإن العائلة والمجتمع لم يتساهلا مع الكاتبة وطقسها
الكتابي بنفس القدر من التسامح الذي منحته للكاتب الرجل ، اضافة الى هامش الوقت
الممنوح للاسرة او للتربية والاولاد ، فالكاتبة لم تتفرغ للكتابة بل ظلت في معظم
الاحوال تؤدي الوظيفتين ، العمل والمنزل ومن حظي بمعرفة في علاقة زوجين من الكتاب
يلمس كيف تم الانحياز من الزميلة في المهنة لصالح الزوج ونجاحه ودعمه على حساب
نجاحها الشخصي متشابهات في ذلك مع الزوجات من خارج المهنة واللواتي انحزن كليا
لنجاح الزوج وتوفير ظروف النجاح بإيثار عميق.
مع بياض الطبيعة ، وانزلاق
الثلج الى قارعة الدنيا ، نستعير بعض بياضه لنقول للزميلات شكرا ، ونقول للغائبات
عن الورق والحاضرات في الذاكرة مثل محاسن الامام واخريات شكرا مرتين ، على امل ان
تنتقل الململة الى حراك منتج.
omarkallab@yahoo.com