زاد الاردن الاخباري -
كتب إبراهيم قبيلات...ما الذي يفعله كل هؤلاء المستشارين في وزارة الصحة؟. نحن لا نتحدث عن أشخاص بعينهم، فخديعة الاستشارات نخرت إدارة الدولة المتهالكة على مر عقود طويلة، وباتت علامة فارقة يسجلها الأردنيون لأنفسهم دوناً عن باقي خلق الله.
وحتى لا يفهم أحد خطأ، أنا هنا لا أتحدث عن حادثة الاستغناء عن المستشارين في وزراة الصحة، فالإدارات الأردنية متورطة حتى أنفها في هذه الكوارث منذ سنوات طويلة، حتى غدت علامة جودة أنتجتها الحكومات الأردنية.
كل ما في الامر أن أحد المسؤولين يجامل حلفاءه أو النافذين في البلد على حساب شعب باكمله، أما السيناريو فهو كالتالي:
يرن الهاتف؛ فيرد المسؤول على المتصل بلهفة.
النافذ: ألو
المسؤول: أهلا سيدي
النافذ: بدي تدبرلي هالشب عندك
المسؤول: إبشر..نحطه مستشار.
وهكذا غرقت البلاد والعباد في أزمة من مستشارين لا عمل لهم سوى تصفح المواقع وقراءة الأخبار وشرب القهوة وإنتاج مؤامرات يومية على زملاء لهم في مؤسستهم.
في الحقيقة، لا يعرف المسؤول ما يفعل "بحصته" أو "حصة نافذ"، فيعينه مستشاراً، وذلك بعد أن امتلأت حدائق المؤسسات "بمستشاري أشجار".
لمن لا يعلم، فإن بعض المؤسسات الرسمية تمتلك "بستانا"، هذا البستان صار يستثمره المسؤولون بتعيين "حصصهم البشرية" كموظفين لرعاية البستان، حتى صار المتر المربع يضم عشرة موظفين بوظيفة، "بستنجي" أقصد مستشار.
على أية حال، أسابيع قليلة على تكليف وزير الصحة مازن الفراية بالوزارة حتى اكتشف أن تسعة مستشارين يرقدون على بيضة الاستشارية، ولوزير واحد.
ما اكتشفه الفراية كان بإمكان كل من عبروا على كرسي الوزارة اكتشافه والتنبه له، لكن احداً لم يسأل عن كلفة كل ذلك على موزانة مهترئة، فواصل المستشارون التنبيش بالحديقة.
نحن نتحدث عن فضيحة الإدارات الرسمية لدينا، وكلنا نعرف أن هناك وظائف فائضة عن الحاجة، وضعها المسؤول كتنفيعات له ولغيره من طبقة "الكريما".
أحسن الفراية بما فعل، لكن ما نريده نحن هو أن نصفق للمنظومة بأسرها، وليس لجهد رجل يحمل قلباً على المال العام، نريد من المنظومة كلها أن تكترث، كما اكترث وزير الداخلية على مال وزارة الصحة.