أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
والا: "جنون العظمة" يقود نتنياهو لإعادة الاستيطان في غزة استهداف قوات إسرائيلية بالخليل وبيت لحم والاحتلال يقتحم بلدات بالضفة بوتين : يجب اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية انخفاض الرقم القياسي العام لأسعار أسهم بورصة عمان المومني: لا ملف يعلو على ملف القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن الخارجية التركية تعلق على تطورات المعارك شمال سوريا ماكرون يدعو لوقف فوري لانتهاكات وقف إطلاق النار بلبنان مسؤولة أممية: الطقس عنصر آخر لقتل الناس في قطاع غزة الجيش السوري: استعدنا السيطرة على نقاط شهدت خروقات في ريفي حلب وإدلب جيش الاحتلال ينفذ غارة جوية في جنوب لبنان الأردن .. جاهة إثر مقتل شاب بيد قاتل مأجور نعيم قاسم: وافقنا على الانتصار ورؤوسنا مرفوعة تايوان ترصد 41 طائرة عسكرية وسفينة صينية قبل وصول لاي إلى الولايات المتحدة مكرمون يشيدون بحرص الملك على تلمس هموم المواطنين إصابات بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبي نابلس الفيصلي يتعادل مع الصريح تحذير لسالكي طريق رأس منيف في عجلون : الرؤية منعدمة حاليا 10 شهداء في قصف إسرائيلي على المنشية ببيت لاهيا إصابة 4 جنود إسرائيليين في عملية مستوطنة أرئيل مسؤول فرنسي: النشاط النووي الإيراني قد يكون التهديد الأخطر على الإطلاق
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام وماذا بعد بن لادن ..

وماذا بعد بن لادن ..

10-05-2011 12:44 AM

في بعض الأحيان نعتقد بأن المشكلة يمكن أن تكمن في أشخاص بعينهم، وبالتالي الخلاص من هؤلاء الأشخاص سيكون حلاً جذرياً لهذه المشكلة.

مشكلة التشدد الديني التي إزدادت حدتها في السنوات الأخيرة نتيجة للحرب عليها وقمعها بأشد الوسائل، مما نتج عنه ظهور المتمسكين بها والمتشبثين بشكل أكبر، فلكل فعل رد فعل مساو له في المقدار، ومعاكس له في الإتجاه، كما تعلمنا سابقاً في الفيزياء.

فالتشدد والتعصب الديني إزداد عندما إعتقد البعض مخطئين بأن التشدد هو لحية يطلقها مسلم، أو حجاب ترتديه مسلمة، وسعى لملاحقة الملتحي فقط لأنه أطلق لحيته ومحاربته لأجل ذلك، أو مطاردة المحجبة وقمعها لإجبارها على خلع الحجاب.

عندما سمعت خبر مقتل أسامة بن لادن الذي لا نملك إلا أن ندعو له بالمغفرة الآن بعد أن إنتقل إلى الله عزوجل أعدل العادلين، تذكرت ذلك اليوم الذي كنت أحضر فيه أحد الندوات التي تناقش تغلغل الفكر المتشدد لدى الشباب قبل ما يقارب السنوات السبع، وأذكر يومها أنني توجهت إلى ضيف الندوة معالي وزير التنمية السياسية والحضور بمداخلة صغيرة مفادها أن الشباب بحاجة ماسة إلى أن يسمعوا من بني جيلهم، وأن يقتنعوا منهم مباشرة بخطأ هذا الفكر المتشدد، لأن إستيعاب الشاب وإقتناعه من نظرائه الشباب سيكون أسرع وأسهل كثيراً من إقتناعه من الآباء والمسؤولين الكبار في العمر، والذين نحمل لهم كل التقدير والإحترام.

علينا أن ننتبه جيداً إلى أن الحرب على التشدد الديني، والتعصب لفئة أو ديانة معينة لا يكون بالسلاح والقوة، أو بقتل ونفي أشخاص بعينهم، فقتل هؤلاء أو نفيهم سيساهم في ظهور من هم أكثر منهم تشدداً وتعصباً.

ولكن الحرب على هذا الفكر يكون بالفكر الذي يقابله، والحجة بالحجة، والإقناع، والحوار المثمر المباشر، فالفكرة لا تحارب إلا بالفكرة، والحجة لا تقتلها إلا حجة أقوى منها.

هذا مع الأخذ بعين الإعتبار بأن التشدد والتعصب موجود في كل مكان، وعلينا أن نحاربه بكل أشكاله، وليس كما تفعل الإدارة الأمريكية التي تكيل بمكيالين، فهي تحارب المتشددين الإسلاميين، متناسية أنه في الوقت ذاته هناك من يحارب الإسلام بمنع الحجاب، والتضييق على المسلمين بسبب أسمائهم أو ملابسهم فقط، بحجة أن ذلك يغذي الإرهاب، مع العلم بأن هذا التضييق على المسلمين "الغير مبرر" هو السبب الرئيسي لظهور من يتشدد لدينه الإسلامي وكرد فعل طبيعي.

دين الإسلام لم يكن يوماً ديناً للتشدد أو التعصب، ولكنه وفي الوقت ذاته لم يكن يوماً ديناً للإستسلام أو الخنوع والخضوع بل هو دين يحمل كل معاني القوة والعزة والكرامة.

ننتقد التشدد في الدين الإسلامي، كما ننتقد التشدد في جميع الديانات والمعتقدات الأخرى، فالتشدد يبقى هو التشدد، والحرية في الدين هي من أهم حقوق الإنسان التي كفلتها جميع الأعراف والقوانين الدولية، وقد كفلها الله عزوجل خالق البشرية قبل كل ذلك، قال تعالى: ((لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغيّ، فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد إستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، والله سميع عليم)) (سورة البقرة/256).

نتمنى أن نتمسك بأخلاق قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال:((يسروا ولا تُعسروا، وبشروا ولا تنفروا)) متفق عليه.

لنعمل عندها معاً ويداً واحدة على تشريف ديننا وطننا، ورفع راياته في كل المحافل والمناسبات، ولكن بالعقل والمنطق قبل كل شئ وليس بالسيف والقتل، فيمكن لنا أن نعطي الفكرة والقدوة الحسنة، ونحبب غيرنا في ديننا ولو حتى بجرة قلم نتكلم فيها بكلام جميل ومقبول لدى العقول، بدلاً من أن نجعل غيرنا ينقلب لقنابل موقوتة تنفجر في وجوهنا، لأننا أجبرناهم على حب دين الإسلام بالقوة، وليس بإعمال عقولهم وقلوبهم.

لنجعل قول الله عزوجل: ((أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)) (سورة النحل (125/نبراساً ينير لنا الطرقات المظلمة، حتى ننير العالم، ونجعله يتعرف على روح التآلف والمحبة المتأصلة في ديننا الإسلامي الحنيف.

ترى ماذا سيكون بعد بن لادن؟ سؤال يبقى في الأذهان، ترى هل سيزداد التشدد والتعصب أم سينتهي؟ ولكن في كل الأحوال لا نعتقد بأن ذلك يمكن أن ينتهي إلا عندما نحارب التشدد بالحجة والمنطق، لا بالمدافع والصواريخ، فالتشدد لم يكن يوماً في أسامة بن لادن فقط، وإنما في كثيرون قبله، وكثيرون سيظهرون من بعده.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع