زاد الاردن الاخباري -
إبراهيم قبيلات..من أجل حفنة من المال.. قتلة من دون رصاص بيننا.. ونحن من كنا نظن أن القاتل فقط من يحمل مسدساً ويحشوه بالرصاص الحي ثم يطلقها نحونا رصاصة رصاصة.
لم نكن نظن أن القتلة يمكن أن يكونوا بيننا وبملامح تبدو إنسانية.
ليسوا تجار مخدرات، ولا تجار أسلحة، ليسوا لصوصاً، وليسوا قتلة مستأجرين، هم فقط قرروا أن ديناراً يدخل محفظتهم الساعة، أثقل في ميزانهم من ألف روح، والف وجع، وألف معاناة.
مصاب بفايروس كورونا، يعدي شاباً، فيعدي الشاب والدته، فتموت.
هكذا ببساطة..
لأن المصاب لا يريد ان تعطّل أعماله فيقرر أن يتابع. وما تعنيه متابعته تلك أنه سيعيث بالمجتمع كورونا، وسيقتل بعضاً منا.
ذاك المصاب نفسه يعدي كاتبة عدل في إحدى المحاكم، فتعدي الفتاة شقيقها؛ فيرى الموت مرات ولا يموت.
بعد الظهيرة يقرر المصاب نفسه، أن يشتري شيئا ما من البقالة، فيعدي زبائن لا يعرفهم، ويعدي المحاسب المسكين الذي يعمل 14 ساعة يوميا؛ ليوفر لوالدته الارملة بعض المال؛ تموت الأرملة بالفايروس.
من أجلس القتلة بيننا؟.
قبل أن يقرر المصاب أن لا يكترث، يضع في حسابه أنه إن جلس في منزله معزولاً سيخسر؛ فيقرر ان ديناراً يضعه في جيبه أهم من عشرات الأرواح.
أليس القاتل يقتل ولو بعد حين؟.
سمعنا مرات قصصا من العالم عن مصابين بفايروس كورونا كانوا عن وعي كامل يوزعون الفايروس على الناس.
مصاب يطوف أروقة المحاكم، مخالطا القضاة والمحامين، والمراجعين، والله سبحانه وحده أعلم كم كان نصيبه من أعداد الوفيات التي سجلت في المملكة خلال الأيام الماضية.
يطلق أحدهم النار فيقتل شخصا ما في الشارع، حتى اذا وقف أمام للقاضي قال: لم أكن اعتقد أن الرصاصة تقتل.
ذاك المصاب لم يطلق رصاص الفايروس على واحد فقط، كان يوزّع الموت على كل من صادفه.
قتلة بأثواب عدة، تراهم تجاراً مرة، ومرة بثياب عصرية راقية، بل إنك تراهم بالوجه الذي عرفته منذ عشرات السنين، ولا تعلم انه قاتلك.