ذيبان يا نبضة قلب الوطن , يا نبضة تحدد اتجاه الرياح الأردنية .. كنا قبل البداية بكِ , وسنبقى وقوفاً كما كنا معكِ ..
ذيبان أيتها الواقفة كما الرمح في زمن الجلوس .. جلس الجالسون من ذوي القامات المتطاولة في غير الأزمات وما زلتِ عنوان الوقوف , جلست المدن الرخوة المسترخية وما زلتِ شماء عصية على الجلوس .. فأنتِ زرقاء اليمامة في زمن انطفأ في البصر..
ذيبان يا نبض بلادي .. أمد يديّ لأجس النبض فتنبض يديّ .. فيا ذيبان , يا نبضي يا نبضنا .. باض الغراب على الوتد وفر الحمام إلى الأبد وأغربت لولاكِ سنين المحتد ..!! فيا جوهر التحدي في زمن التردي .. انهضي لتضيئي مدناً ونفوساً أصبح عنوانها الانطفاء والانحناء , انهضي لتشيدي بهمتكِ العالية المدن الرخوة والنفوس المسترخية ..
ذيبان .. انتِ لستِ غزالة شاردة أغواها ليث لتتحرك .. أنتِ سيدتي أستاذة الحراك في زمن مهر المسترخون فيه على ممارسة لذة السكون , سكون الاستكانة في زمن الهوان والمهانة وأنتِ أيتها المتحركة بإباء تتساءلين دوماً .. الساكن من يكون : الساكن من يكون ..؟! أزيلي بصدى صوتكِ البهي صدأ النفوس الصدئة ..!! ذيبان ما لامس صدى صوتكِ ساكناً إلا حركه .. فأنتِ عنوان الحركة التي تجعل للأوطان نكهة , فأوطان لا تكون فيها ذيبان كيف تكون اوطان لها نكهة الأوطان ..!!
ذيبان يا أيتها المقياس عندما لا يعرف الآخرون إلا الأنخاب والكأس , من أراد أن يقيس قامته الوطنية فها أنتِ مقياس للمقامات الوطنية , ومن أراد أن يقيس مدى انتماءه فها أنتِ تعلمين الضالين أصول الانتماء ..
ذيبان يا رمح الوطن الذي لا يريدونه إلا بقرة حلوب .. انهضي فالرماح الحميدية لا تعرف الكبوة .. انهضي فأصحاب الخطوة هم اصحاب الكبوة .. اما انتِ فمثال النخوة والمقامات العالية والخطوة لا الكبوة ..
فيا ذيبان .. عانينا وعانينا وما عبّر عن معاناتنا مثلكِ أحد .. يا مقياسنا ونبضنا نحن بكِ ومعكِ نقول ..
اوطان تخلو من ذيبان كيف تبقى اوطان اوطان تخلو من ذيبان لا تملك نكهة الأوطان .!!