زاد الاردن الاخباري -
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور وفيديوهات تُظهر مجموعة من حملة الشهادات الجامعية في الطب والهندسة وهم يغسلون السيارات على وتلميعها على ضفاف النيل الأزرق شمال العاصمة السودانية، الخرطوم.
وكشف عدد من المغردين بأن ما يقوم به الشباب هي جزء من مبادرة فريدة من نوعها والتي تهدف الى تمويل صيانة المدارس الحكومية وتوفير الدعم والسلال الغذائية للفقراء في أطراف الخرطوم.
وتتراوح أجرة غسيل السيارة الواحدة ما بين (200) إلى (300) جنيهًا ما يعادل أقل من واحد دولارًا أميركيًا واحدًا.
ويعتقد هؤلاء الشبان أن إنهاء غسيل 12- 15 سيارة خلال ثمانية ساعات يوميًا تمول كلفة تشييد وصيانة المدارس وإعانة الفقراء في عدد من الضواحي، مثل منطقة الوادي الأخضر شمالي العاصمة السودانية، وهي بلدة تشكلت من عشرات الآلاف من المواطنين الذين غادروا الولايات صوب العاصمة نتيجة شح التنمية والجفاف الزراعي في مناطقهم الأصلية في عهد النظام السابق.
ويتحرك أعضاء المبادرة، التي تضم أطباء ومهندسين وإعلاميين وخريجين وطلاب الجامعات من منطقة الوادي الأخضر عن طريق النقل الجماعي بالحافلة إلى ضفاف النيل الأزرق قرب جسر المنشية شمال العاصمة لاصطياد السائقين الباحثين عن غسل وتلميع سياراتهم ويطلقون عليه شعبيا "جلخ وزبادي".
ويقول عضو المبادرة محمد الصافي إن المبادرة تهدف إلى توفير التمويل لبرامج دعم الفقراء وإعانة المواطنين في شهر رمضان، وتشييد المدارس التي تضررت في موسم الفيضان.
ويقتطع الأطباء والمهندسون من فريق المبادرة جزءا من يومهم للذهاب إلى شارع النيل لغسيل السيارات، حيث يحملون الفوط والأواني البلاستيكية، وينهمكون في تلميع السيارات التي تقصد شارع النيل للتنزه والجلوس على المقاهي.
ويتوقف أصحاب السيارات في شارع النيل عندما يشاهدون تلويح هؤلاء الشبان لغرض غسل تلميع مركباتهم وتخليصها من الأتربة، وكثيرا ما يفضل طالبي هذه الخدمة زيادة أجرة العمل حال معرفتهم أهداف المبادرة.
ورغم أن المبادرة تهدف إلى الاستفادة من ريعها في مساعدة الفقراء، لكن في نفس الوقت تشدد على أنها صديقة للبيئة بإخلاء موقع الغسيل من النفايات وجمعها في صناديق القمامة.