زاد الاردن الاخباري -
أ.د .خليل الرفوع - لقد قضي على الفتنة في مهدها بعد أن أطلت برأسها من جحرٍ خَرِبٍ وكأنها روؤس الشياطين، ولقد أثبت بنو هاشم ومعهم الأردنيون أن الأردن وطن غير قابل للانكسار، وأن وطنًا بُنِي على عقد تاريخي قبل مئة عام لن ينقض ،وأن الحكمة الهاشمية تزداد رصانة وثقلا منذ دار الندوة التي كانت أول مجلس للمشورة في تاريخ العرب ، ومنذ أن كان هاشم بن عبد مناف يطعم الطعام في أيام المسغبة والمتربة فقراءَ مكة وزوَّارَ بيتها المحرم .
لم يشأ كثير من الأردنيين أن يحركوا ألسنتهم بالسوء وهم يعرفون أن بيت أسرة الحسين بن طلال رحمه الله أنجبت خيرة الرجال لا يستعصي على ذوي الرشد فيها أن يروا الرأي ويزنوا مواقف الرجال، كان ما انتظره الأردنيون ،وكانت الحكمة هاشمية خالصة البهاء والاتزان وإنها لكذلك ، أمَا وقد انجلت الغمة وانفرج الكرب فإننا لندعو للأردن أن يحفظه الله من كل فاسد مفسد وأفاك أثيم ، وكان اللوم لأولئك الذين بسطوا ألسنتهم الحداد بالتحليل القائم على النفاق المر عبر الفضائيات والمواقع التي تبحث عن فتن تشيع في الناس بغير علم ، مع التأسيس قبل مئة عام وقف الأردنيون مع الدولة وفي بداية الخمسينيات حينما استشهد الملك المؤسس وقد كانت لحظة عسيرة كان للأردنيين موقفهم شرفا ورجولة، وحينما امتشق الخيانةَ ضباطٌ انقلابيون في منتصف الخمسينيات كان الأردنيون مدنيين وجيشا درعا سابغة صلبة مع النظام وبني هاشم، لم يفجأ الوطن وأهله بالحكمة الهاشمية بل فوجِئوا بحجم النفاق من رجال كنا نحسبهم من ذوي الألباب والاتزان، وقد أسرعت ألسنتهم ببث النفاق والطعن في مواقف أمير رُبِي في بيت كريم كما ربي إخوته وبنو عمومته ، لا نعلم ماذا تقول لهم أنفسهم بعد أن لفظتهم أنفاسهم وكانوا يحسبون أن الكيل بموازين المطففين شهامة وما دروا أنها عاقبة السوء المودي بأهله إلى كراهية الناس،وقد أصبحوا قبل هجودهم أربابَ فتنة ما كان لهم أن يدخلوها مصبحين وإن الناسَ لتعرفهم فردا فردا ووجهًا وجهًا ومقالةً مقالةً وحرفًا حرفا .