الاردن ودول الخليج
لعل البيان الصادر عن القمة التشاورية لقادة دول الخليج العربي المنعقدة في الرياض يوم الثلاثاء العاشر من شهر ايار الحالي الترحيب بطلب الاردن الإنضمام لدول مجلس التعاون الخليجي كان بمثابة مفاجأة بعد اللغط الإعلامي قبل ايام قلائل من الإجتماع خاصة في الصحافة الاردنية .
وجاء تكليف قادة الخليج لمجلس وزراء خارجيتهم بإجراء مفاوضات مع الجانب الاردني حول إنضمام الاردن لدول مجلس التعاون الخليجي بمثابة توجيه حكيم لتوسيع دائرة هذا الإتحاد الخليجي ليضم عددا اكبر من الدول العربية المحيطة وغير المحيطة بالخليج العربي ليثبت للعالم ان هذاالخليج عربي المياه والمواطنة والهوية مهماابتعد العرب عنه جغرافيا الاّ انه في قلوبهم كما هم في مجلسه متحدون ومتفقون على ان المصالح العربية هي الأساس في التعامل مع الغير.
إن العوامل المشتركة بين الاردن ودول الخليج العربي هي اكثر من روابط الجوار والصداقة والاخوة والدين انها عوامل تحض على الوحدة بل والاندماج مستقبلا انها عوامل تكمًل بعضها لتصل الى مرحلة التوحد السياسي والاقتصادي بل والاجتماعي ايضا ومن تلك العوامل في الطرفين اولها توفر الثروات منها ما هو مستغل ومنها ما هو كامن تحت الارض وفوقها بحاجة لإستغلال وثانيهما توفر الكوادر البشرية المتعلمة والمؤهلة والمدربة منها ما هو عامل ومنها ماهو بحاجة لإستغلال طاقاته المتاحة ومنها ما هو بحاجة لتدريب لكي تُفجّر طاقاته لخدمة دول الإتحاد وثالث هذه العوامل المصالح المشتركة في الدفاع عن حدود دول الإتحاد من قبل اي أخطار واطماع خارجية وتهديدات ومواجهة اي تحديات بشرية وأي كوارث طبيعية لا سمح الله ورابع هذه العوامل هي الفهم المشترك لكل القضايا الإقليمية والدولية خاصة في ما يتعلق بإسرائيل كدولة غازية وإيران كدولة مجاورة مشكوك في نواياها احيانا والفهم المشترك لحل القضية الفلسطينية والوضع في العراق ولقوى التحكم العالمي والعامل الخامس وليس الأخير هو العامل التجاري الذي يمكن ان يكون أقرب للتكامل خاصة في ظل تفعيل إتفاقية التجارة الحرة العربية بشكل كامل والإستفادة من الميزات النسبية لكل بلد في مجال الإنتاج الزراعي والصناعي وذلك بتطويع الانتاج للعوامل الجوية والمناخية السائدة ولتوفر القوى العاملة فيها لكي يمكن تحقيق الامن الغذائي لجميع مواطنيها بأسعار مناسبة دون الضرورة لإستيراد الكثير من السلع.
وحيث ان الاردن ودول الخليج تملك الارادة السياسية ولدى قادتها الرغبة الصادقة في إجتثاث الفساد وإجراء إصلاحات جوهرية مما يشيع الديموقراطيات المناسبة وصولا للديموقراطية التي يساهم بها الشعب في إتخاذ القرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي ببلده.
لذلك فإن الطلب الاردني والترحيب الخليجي به خطوتان على درب الوحدة العربية المبنية على اولوية مصالح الشعوب نحو حياة افضل ومستقبل اكثر ديمومة للأجيال القادمة .
مع الأُمنيات لهذا الإنضمام النجاح وأن يأخذ الخطوات العملية قريبا لما فيه إزدهار شعوب دول مجلس التعاون الخليجي والاردن .
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)صدق الله العظيم
قال رسول الله (ص)(ترى المؤمنين في تراحمهم، وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوٌ تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى)
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» وشبك بين أصابعه
المهندس احمد محمود سعيد
دبي – 11/5/2011