كتب : حالد عياصرة - اكتب جراء إصابتي بحالة إحباط، سيما عند التفكير في عشرات الرأسماليين الفلسطينيين المالكين لمئات للمليارات، لكنهم للأسف يشكلون عامل ضعف مؤكد، لا قوة مستحيل، في تصفية فلسطين، كونهم بعداد الأموات بالنسبة للقضية، خصوصا وأنهم لم يقدموا في سبيل التحرر ولو ثمن رصاصة واحدة. هؤلاء يفضلون اعتبار الأردن وطنا بديلا، في سبيل تخليهم عن وطنهم المشروع، يطالبون بالحقوق المنقوصة، في حين يرفضون المطالبة بحقوقهم المغتصبة، على يد المحتل !!
هم يعتبرون الوطن شركة خاضعة لفلسفة الربح والخسارة، لذا واضحو عاضداً يقوي شوكة المحتل بشكل مباشر وغير مباشر. وعاملا مهددا لنا، لنذكر مثالين فقط الأول أن غالبية الذين ينادون بمشروعات الوطن البديل هم رأسماليون فلسطينيون، ثانيا غالبية المتهمين بملفات الفساد في الأردن هم فلسطينيون، هذا للأسف لم يلق لفته شعبية مضادة لهم لذا غاب الموقف الصارم والقاطع، اللهم خلا موقف حماس الذي كشف ألاعيبهم ومخططاتهم ودورها في تصفية الحق الفلسطيني.
*************
من المحزن بمكان، وجود العشرات من كبار رجال المال اليهود يتبرعون بمئات الملايين دعما للكيان الصهيوني، دون ان يحثهم احد على فعل ذلك، اللهم خلا شعورهم بالمسئولية اتجاه قضيتهم الأسطورة. للأسف نحن نفتقد هذا في "عباد الدرهم والدينار"من أبناء شعبنا الفلسطيني خصوصا باعتبارهم أصحاب قضية، وشعبنا العربي باعتبارهم شركاء .
نعلم أن المعادلة الفلسطينية لا تقبل القسمة، كون التحرير أمر واقع مهما طال عمر الاحتلال. لكن ، الا يتطلب هذا دعما لا حدود له .
يتساءل البعض، من هو الفلسطيني الحق؟هل يصح اعتبار الرجل الذي يخون وطنه ليتعاون مع المحتل فلسطينيا؟ هل يكون فلسطينيا من يتعاون مع عصابة دايتون؟ أيصير فلسطينيا من يبخل على شعبنا وهو من أصحاب الملايين والقناطير المقنطرة؟ أيكون فلسطيني من يوجه بندقيته صوب صدر أخيه لا عدوه؟ أيجوز اعتبار من باع و يبيع أرضه للصهاينة فلسطيني؟ كيف لنا اعتبار من يتاجر بإعراض نساءنا، فلسطيني؟ كيف وكيف وكيف وكيف ؟
الفلسطيني الذي نريد ونحب،هو ذا الذي ضحى ماضيا وقدم حاضرا وسيستمر مستقبلا، هو من عطر بدمه الشريف تراب الطاهر، من مازال ثابتا مستقرا محتسباً في أرضه، هو الذي مازال مصرا ان يحكي لنا وللأجيال القادمة حكاية محب، حكاية عنوانها تضحية واستشهاد، تخطت حدودها إلف ليله وليله، هو الذي استشهد وتشرد من اجل ان تبقى البسمة مرسومة على وجوهنا السوداء !!
*************
الفلسطيني الذي نريد ونهوى من يعرف التاريخ بلادنا بتفاصيلها، من يجعل من أولادة غرسا يمسك بالأرض، يحفظ العرض، يبقي جذوة الحق المغتصب مشتعلة لتذكير العالم بمشروعية القضية .
نريد فلسطيني يرفد قطار الشهادة بالأجساد والأرواح ليتحرك من جديد، لا بالأغاني والمسخرات والشجب والتنديد والاستنكار والمسيرات، نريد فلسطيني يقف بوجه ولدنات الشخصيات المالية والأمنية المتعاونة مع المحتل ضد بلادنا وضد القضية، نريد فلسطيني يعيد الرونق للفصائل التي غطت في سبات عميق، فلسطيني يقول بعالي الصوت كفى، لقد مللنا نريد العودة الى وطننا الحقيقي، لا السلحفة صوب وطن بديل يكون على ظهر إخواننا في الأردن .
نريد فلسطيني يعي حقه الشرعي، كامل الحق لا المقسم، يناضل من اجل تحرير يافا وحيفا قبل تحريره القدس، نريد فلسطيني يزرع في أبناءه فلسطين كما شجرة تتجدد كلما أتى ربيع، لا ان يبقيهم جهلة بثقافة الأرض والنضال.
*************
يحضرني هنا قصة عايشتها قبل سنوات،بطلتها فتاة لقيتها في مجمع النقابات،ابان المظاهرات التي عمت إرجاء المملكة منددة بالعدوان الصهيواميركي على أهلنا في غزة، كانت الفتاة تقود الجموع من خلال أغانيها الثورية الحماسية، عندما تحدثت اليها وجدت العلم الأمريكي يزين كتفها، أحبطت،قلت : يا له من تناقض غريب !!!
عدت أدراجي اجر أذيال الخيبة، متسائلا هل يمكن ان يحرر هؤلاء فلسطين، وهم لا يعرفون عنها شيئا، اللهم خلا الأغاني الثورية والحطة البيضاء، هربت من المكان، لكن بقيت في القلب حسرة مستمرة الى ألان.
لقد مللنا منكم ومن تفاهتكم التي تحكمها مصلح فردانية لا حقوقية، مصالح تفضل احتلال الأردن على تحرير فلسطين،ترفض الوقوف بحق مع دسترة فك الارتباط وتصفية الشعب الفلسطيني الحر وسلبه أرضة.
فهل يمن علينا الأحرار بموقف نعرف من خلاله مكاننا ودورنا و" رأسنا من جرينا " .
كيف لنا أن نؤمن وأبناء فلسطين الرأسماليين لا يقدمون شيئا اللهم خلا لتفريط الممنهج بالحقوق ؟؟
الله يرحمنا برحمته ...وسلام على أردننا من الله وبركاته.
خالد عياصرة
Khaledayasrh.2000@yahoo.com