زاد الاردن الاخباري -
قال مستشرقان إسرائيليان؛ إن الغرب بأسره، بما فيه إسرائيل، لم يعتقدا مطولا أن الكيان السياسي الأردني سيبقى طويلا، ولكن رغم كل العواصف المحيطة، وملايين اللاجئين الوافدين، والتركيبة السكانية المحمومة، "فلا يزال الأردن هنا".
وأضاف البروفيسور إيلي فودة والبروفيسور رونين يتسحاق في مقالهما بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ديفيد بن غوريون أعلن قبل وقت قصير من حرب السويس 1956 أن "الأردن بلد مصطنع، وليس له مستقبل"، كما قدرت أجهزة المخابرات الغربية في ذلك الوقت أن أيام الملك حسين كانت قليلة".
الكاتبان فودة المحاضر في قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في الجامعة العبرية في القدس، وعضو في مجلس إدارة ميتافيم للعلاقات الإقليمية، ويتسحاق هو رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في أكاديمية الجليل الغربي.
وأوضحا أن "المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية استمعت طوال الوقت لشكاوى عدم استقرار الأردن ، والخوف من انهيار المملكة على مر السنين، ورغم ذلك، فإن الأردن لم ينج منها فحسب، بل يصادف اليوم مرور مائة عام على تأسيسه، وبات من أكثر البلدان استقرارا في الشرق الأوسط، فالحكم الهاشمي بقيادة الملك عبد الله الأول ارتبط بالتحالف السياسي مع العائلة الحجازية وبريطانيا عشية وفي أثناء الحرب العالمية الأولى".
وأشارا إلى أن "المساعدة العلنية والسرية التي تلقاها الأردن طوال تلك العقود الماضية، بما فيها من إسرائيل، أحبطت كل محاولات الانقلاب التي استهدفت الملك حسين الراحل، الذي حافظ خلال 46 عاما من حكمه على استقرار المملكة رغم كل الصعاب، ومنع منظمة التحرير الفلسطينية من ترسيخ وجودها في الأردن، ولم يتردد بمواجهتها في أيلول 1970 بمساعدة إسرائيل والولايات المتحدة".
وأكدا أنه "على مر السنين، أقام الأردن علاقات مع الولايات المتحدة والغرب، وحافظ على علاقات سرية مع إسرائيل، وهي رابطة تطورت إلى اتفاقية سلام في 1994، بعد اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين، ولذلك تعد مسألة بقاء المملكة واستقرارها واحدة من أكثر الأسئلة إثارة للاهتمام في المنطقة، بما فيها لدى إسرائيل، التي شاهدت دولا عربية مثل سوريا ومصر والعراق انقلابات وثورات عسكرية، فيما ظل الأردن مستقرا".
وأضافا أنه "بجانب المساعدة العسكرية والاقتصادية، تتمتع الشرعية الدينية للمملكة الهاشمية بثقل حاسم في بقاء النظام، وفي هذا السياق، فإن الدور الذي يؤديه الأردن في الحرم القدسي الشريف مهم أيضا، وفقا لاتفاقية السلام مع إسرائيل، وليس هناك شك في أن قطع الأردن للعلاقات مع تل أبيب قد يسبب صدمات في المملكة، رغم أنها بقيت مستقرة في أعقاب الربيع العربي، وما زالت في مكان جيد مقارنة بالدول العربية الأخرى".
وختما بالقول بأنه "بعد الأحداث الأخيرة التي تعلقت بمحاولة الانقلاب الفاشلة، ترى إسرائيل أن البيت الهاشمي مطالب بالاستمرار في الانتباه للأصوات القادمة من الجمهور، والتهديدات التي تتعرض لها المملكة من الخارج؛ لأن استمرار استقرار الأردن تحت قيادة البيت الهاشمي مصلحة إسرائيلية عليا، لكن في بعض الأحيان، يبدو أن إسرائيل لا تفعل ما يكفي للحفاظ على هذا التحالف".