زاد الاردن الاخباري -
يشعر الانسان بالغربة حين ينضم الى بيئة جديدة سواء أكانت على نطاق المدرسة والجامعة ام العمل ، وبالتالي يبدأ البحث عن الاصدقاء وتكوين المعارف من اجل كسر تلك العزلة وغالبا ما ينضم الفرد الجديد في اي بيئة الى شخصين او ثلاثة لتبدأ علاقاته بالتوسع وتكوين ما يسمى "بالشلة" لقضاء معظم الوقت مع هؤلاء الاصحاب.
"الدستور" التقت العديد من الاشخاص لمعرفة دور الشلة في حياتهم.
صداقة متينة
تقول الطالبة سلمى اللوزي: انني أؤيد الشلة كثيرا ، حيث انني أنتمي لشلة من البنات الطالبات منذ ان التحقت بالجامعه في السنة الدراسية الأولى ، واصبحت الآن صداقتنا متينة للغاية وبرأيي ان للشلة ايجابياتْ بحيث نستفيد من بعضنا البعض في تقسيم موادنا الدراسية ونتساعد في الواجبات والابحاث ، حتى اننا نحاول ان يكون جدول اوقات محاضراتنا مع بعضنا البعض.
وتضيف: دخول اناس لا نعرفهم جيدا في شلتنا امر غير مقبول على الأقل لدي أنا ، بل ان المعرفة المسبقة تعد شرطا من شروط الشلة ، حيث رأيت نماذج سلبية لشلل اخرى في الجامعة كانت مبنية على المصلحة والاستفادة وتفرق اعضاء الشلة الى غير رجعة. وانا سأبقى مع الشلة بعد التخرج وسأبقى على التواصل مع صديقات الدراسة واللواتي سيصبح لكل واحدة منهن حياتها الخاصة والتزامات تختلف بالتأكيد عن أيام الجامعة ، حيث تكون للشلة حياة تعج بالنشاطات المشتركة. وتضيف رشا بانه ليس شرطا ان تندرج مجموعات الاصدقاء كلها ضمن تعريف الشلة. فما يجعل من الشلة شلة هو اصرار أعضائها على الالتزام بان يكون اعضاؤها متقاربين اجتماعيا وفكريا ومنسجمين جدا ما يعزلهم عن بقية الزملاء المتواجدين في الجامعة.
بيئة متشابهة
اما رامي الاغا - طالب فيقول: غالباً ما تشهد "الثانويات" تشكيل هذا النوع من الصداقة ، وانا احبذ الشلة جدا وانتمي الى شلة من الاصدقاء تتراوح ما بين 15 - 16 عضوا وجميعنا من بيئة اجتماعية متشابهه. ولدينا اهتمامات وهوايات مشتركة ، مثلا بعضنا يحب العزف على الجيتار وهناك من لا يجيدون العزف. ولكنهم يحبون الاستماع الى العزف.
وعن شروط الشلة يؤكد حسين ابراهيم بان الشلة تتكون عبر السنوات وتضاف اليها مجموعه من الاصدقاء وقد ينسحب البعض الاخر. ولكن تظل الشلة باقية بل وتتقوى باعضائها ، وبرأيه فان الذي ليست لديه شلة فانه يكون انسانا منعزلا ، وغالبا لا يحاول البعض من المنعزلين او الانطوائيين لان ينخرط في احدى الشلل ولا يعني هذا انه لن يتم قبوله في الشلة.
وعن اهتمامات الشلل يضيف حسين بان هناك شلة على سبيل المثال لا يجمع بين اعضائها سوى ألعاب الانترنت،،، وهذا شيء مؤسف لان الهدف من الشلة هو تنوع الاهتمامات والمناقشات وايجاد صيغه مشتركة للانضمام لاحدى الهوايات ، وهناك بعض الشلل تعتمد على فئة معينة من الطلبة مثل (قوة جسدية ، تفوق دراسي ، وسامة ، رخاء اقتصادي...الخ) ليجمعوا حولهم طلاباً آخرين يشاركونهم هذا القاسم وربما يساهمون في تضخيمه أكثر.
سلبياتها كثيرة
ولا تؤيد رواند ابو خلف الشلة ، وتقول بان سلبياتها اكثر من ايجابياتها ، بحيث تشعر بان الشلة تحد من التعرف على اصدقاء جدد ، خاصة وان كانت الشلة امتدادا لايام الدراسة . فهي لا تعطي فرصة للطلبة الجدد ممن يلتحقون بنفس الكلية للانضمام للشلة ، وتشعر بان الآتي الى تلك الشلة وكأنه يقحم نفسه اقحاما وكأنه شخص غير مرغوب فيه ، ويقوم اعضاء الشلة بمنعه من اختراقهم.
وقد يضطر البعض لتغيير تصرفاته لتقبلهم في شلة معينة في سعي منهم الى الانتماء الى مجموعة لها حظوة أو نفوذ ، فتلقاهم غير مستقلين في تفكيرهم ، بل ويضطرون للمجاملة على حساب قناعاتهم او مستواهم المادي.
وبرأيي ان الطلبة في السنة الأولى للجامعه يكونون مندفعين للانضمام الى الشلة ، وبمرور الوقت يصبح من الصعب على الطلبة في سنتهم الدراسية الثانية او الثالثه وحتى الرابعة الانخراط في اي من هذه الشلل.
تعزيز ودعم
الاخصائية الاجتماعية رانية الحاج علي ، تقول: الشلة هي مجموعة من الاصدقاء يكونون منخرطين سويا وهنالك اهداف واضحة بينهم يتفقون عليها ، وقد يلجأ الفرد الى تشكيل شلته من اجل تقوية وضعه في البيئة المحيطة به ، الا ان الشلة قد تلعب دورا سلبيا. فهنالك شلل تمنع من دخول افراد جدد اليها وهنالك شلل تؤدي مهاما ايجابية.
الشلة هي عبارة عن وسيلة يستخدمها الفرد من اجل تعزيز ذاته ودعم افكاره ، وتقوم الشلة على اهداف معينة وافكار معينة فهنالك شلل لا تتنازل عن افكارها ووجود الافراد بها ضمن معايير محددة وقد يدخلون فردا لفترة معينة ويخضعونه لافكارهم وان لم يتجاوب معهم يتم نبذه.
الشلل متفاوتة فيما بينها وقد تكون الشلل قائمة على بيئة معينة كالجامعة والمدرسة وبانتهاء هذا التواجد تنتهي الشلة او تتفكك وهذا يعتمد على طبيعة الشلة وعدد الافراد المشتركين بها.